مقالة-عن-الحرية
مقالة عن الحرية
عند كتابة مقالة عن الحرية فإنه سيتم التطرق إلى أحد من أهمّ الحقوق الإنسانية، حيث تعد الحرية بمثابة الحد الفاصل بين ما كان يحدث للإنسان في عصر الجاهلية وما قبله، والذي كان الإنسان فيه يُباع وُيشترى في سوق العبيد، وبعد أن جاء الإسلام بيَّن أن حرية الإنسان هي أساس العدل، وجعل عتق الرقاب من أحب الأعمال إلى الله تعالى، والتي يتم أداء بعض الكفَّارات في الشريعة الإسلامية، الأمر الذي أدى إلى زوال مفهوم الرقيق في المجتمع الإسلامي مع مرور الوقت، ليصبح المجتمع الإسلامي مجتمعًا حُرًا يمتلك جميع أفراده القدرة على التصرف بملء إرادتهم دون تقييد أو تضييق.
ولا بدّ عند كتابة مقالة عن الحرية تحديد الإطار العالم لمفهوم الحرية، فلا يقتصر مفهوم الحرية على حرية الإنسان من العبودية والتمُّلك من قبل إنسان آخر، فهناك العديد من أنواع الحريات التي ظهرت مع تطور المجتمعات الإنسانية ووجود حالة من الاستقرار الأمني والاجتماعي والوظيفي، فهناك الحرية الشخصية التي من خلالها يتخّذ الإنسان القرارات التي ترتبط بحياته الشخصية، وهناك حرية التنقل التي تضمن انتقال الإنسان من بلد إلى آخر أو من مكان إلى آخر دون تضييق أو منع، وهناك حرية التفكير التي ترتبط بما يتبناه الإنسان من أفكار خاصة تجاه ما يحدث في العالم من حوله بالإضافة إلى ما يمتلكه الإنسان من إنجازات فكرية يتم تحويلها إلى أعمال محددة، وهناك الحرية الدينية التي من خلالها يعتنق الإنسان ديانة ما دون إكراه أو تضييق من قبل أصحاب الديانات الأخرى.
وقد كُتبت أكثر من مقالة عن الحرية تناولت مفهوم الحريات والسبيل إلى الحصول على الحرية الحقيقة، كما كان هناك إسهامات هامة من قبل من كتبوا في مجال الحريات، ويبرز ذلك بشكل كبير من خلال ما قاله العديد من الكُتاب والشعراء والمناضلين والمفكرين والفلاسفة في سبيل الحصول على الحرية، حيث شكَّل هؤلاء رمزًا للباحثين عن الحريات والساعين إلى بلوغها في ظل ما عايشوه من الظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي وما تم ممارسته عليهم من ضييق فكري أو ديني أو عقائدي.
وفي ختام كتابة مقالة عن الحرية لا بد أن يكون هناك إشارة إلى الضوابط التي يجب على الإنسان أن يلتزم بها تجاه الآخرين عند ممارسة مختلف أنواع الحريات، فكما يُقال بأن حرية الإنسان تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، وهذا يعني أنه يجب أن تكون ممارسة الإنسان للحريات غير متزامنة مع إلحاق الأذى بالناس، وأن لا يتم التأثير على حياة الآخرين بحجة الحرية، كما يدخل في مفهوم ضوابط الحرية عدم الإساءة إلى أفكار الآخرين ومعقداتهم وأفعالهم المرتبطة بهذه الأفكار، فالتقليل من شأنهم وعدم احترام آرائهم ومحاربة أفكارهم يدخل في باب تضييق الحريات ويتنافى مع التسامح الإنساني.