حكم-الإسقاط-النجمي

الأحكام والتشاريع
لم يتركِ الشرع الإسلامي بابًا من الأبواب وحكمًا من الأحكام التي تتعلق بأيِّ شأنٍ من شؤون الحياة إلَّا وطرقها وفصَّل فيها وبيَّن ووضَّح في كلِّ ما يتفرَّع عنها من تفاصيل وأحكام مهما كانت صغيرة، وهذا رحمة من ربِّ السماوات والأرض فقد وضَّح للناس أجمعين كلَّ أمر قد يعترض الإنسان المسلم في حياته حتَّى يكون الإنسان على بينة في كلِّ أعماله ويكون على دراية بكلِّ ما يُرضي الله -سبحانه وتعالى- وبكلِّ ما يكون فيه غضب الله تعالى، وهذا المقال سيتناول حكمًا من الأحكام التي فصَّل فيها الشرع للناس، وهو حكم الإسقاط النجمي في الإسلام.
الإسقاط النجمي وفروعه
يُسمَّى الإسقاط النجمي بالإسقاط الأثيري أيضًا، لفظه بالإنجليزية Astral Projection، ويُعرّف على أنَّه تفسير غير واقعي لفكرة الخروج خارج الجسد، ويستند هذا التفسير على فكرة وجود نجم ما ينفصل عن الجسد المادي الملموس ويكون جسدًا افتراضيًا خارج الجسد الحقيقي، ومعنى الإسقاط النجمي أن يكون الإنسان قادرًا على ترك جسده المادي والسفر خارجه في الجسد الافتراضي الذي يكونه في حالة متأرجحة بين الصحو والغفوة، وجدير بالقول إنَّ فكرة الإسقاط النجمي فكرة قديمة موجود في كثير من الديانات في العالم، وهو شبيه بالأحلام والتأمّلات العميقة. [١]
وقد وضع المشتغلون على فكرة الإسقاط النجمي فروعًا عديدة له، وأنواع تختلف فيما بينها بالهيئة والطريقة والفكرة، وقد استخدمها من يؤمنون بالإسقاط النجمي أو الأثيري، وهذه الفروع هي: [٢]
- تجربة الخروج من الجسد: وهي عبارة عن رحلة وعي داخلي وخارجي، وهي حالة من انجراف الوعي باتجاه بيئة افتراضية متخيلة تكون بين الحقيقة والخيال.
- الأحلام الجلية: وتقوم فكرة الأحلام الجلية على الاستيقاظ أثناء الحلم، وهي حالة تشبه حالات الأحلام الطبيعية عند الإنسان حيث يمكن أن يطير الشخص فيها أو يقوم بأشياء مستحيلة في الواقع المادي.
- التخاطر: وهو أحد فروع الإسقاط الأثيري أو النجمي أيضًا ويشتهر الإنجليزية باسم Telepathy.
- الرؤية عن بعد: وهو أحد فروع الإسقاط أيضًا ويُكتب بالإنجليزية Remote Viewing.
حكم الإسقاط النجمي
بعد شرح الإسقاط النجمي وفروعه، سيتم المرور على حكم هذا الإسقاط في الإسلام، أو موقف الإسلام منه شكل عام، ويعدّ هذا الأمر في الإسلام شيئًا من الظنون التي ليس لها برهان أو دليل حقيقي على صحتها، وهي أشياء غيبية لا فائدة منها، وتدخل تحت حكم ما ليس له علم، قال تعالى في سورة الإسراء: "وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا" [٣]، وقد جاء في تفسير هذه الآية قول ابن الأثير: "مضمون ما ذكروه أن الله تعالى نهى عن القول بلا علم، بل بالظَّنِّ الذي هو التوهم والخيال، كما قال تعالى: "اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" [٤].
ويعتبِر بعض العلماء إنَّ الإسقاط النجمي يندرج تحت حكم أن يُري الإنسان عينيه ما لم تَريا، وقد روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إنَّ من أفْرَى الفِرَى أنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ في المنامِ ما لَمْ تَرَيا" [٥]
وجدير بالذكر أنّ الدكتور وهبة الزحيلي أجاب عندما سُئل عن حكم الخروج الأثيري -أي الإسقاط النجمي- قال: "هذه وسائل وهمية، وإن ترتب عليها -أحيانًا- بعض النتائج الصحيحة، ويحرم الاعتماد عليها وممارستها -سواء بالخيال أو الفعل- فإنَّ مصدر العلم الغيبي هو الله وحده، ومن اعتمد على هذه الشعوذات كفر بالله وبالوحي، كما ثبت في صحاح الأحاديث النبوية الواردة في العَّراف والكاهن ونحوهما"، والله أعلى وأعلم. [٦]المراجع[+]
- ↑ ما رأيكم فيما يُطلق عليه "الخروج من الجسد"؟ وهل هو واقع أم خيال؟, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 22-02-2019، بتصرّف
- ↑ إسقاط نجمي, ، "www.wikiwand.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 22-02-2019، بتصرّف
- ↑ {الإسراء: الآية 36}
- ↑ {الحجرات: الآية 12}
- ↑ الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الجزء أو الصفحة: 2211، حكم المحدث: صحيح
- ↑ الإسقاط النجمي ضرب من التقول بلا برهان, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 22-02-2019، بتصرّف