حكم-تفسير-الأحلام
تعريف الأحلام
الأحلام جمع كلمة حلم، والحلم هو عبارة عن مجموعة من التخيّلات التي تخطر على عقل الإنسان خلال النوم، وقد أوجد العلماء كثيرًا من النظريّات العلمية الطبية التي تفسّر ظاهرة الأحلام عند الإنسان، فقال بعضُهم إنَّ الأحلام عبارة عن تخيلات افتراضية لأشياء يفكر بها العقل وتشغله في الواقع، فالإنسان عندما يفكر في أمر ويمعن بالتفكير فيه فإنَّه سيكون أكثر عرضةً لأن يحلم بهذا الشيء في منامه، وقد تكون الأحلام غير منطقيّة وغير مفهومة، وجدير بالذكر إنَّ الإسلام أطلق كلمة الرؤيا على بعض الأحلام هي أحلام تتحقق في الواقع مثل ما حدث قصة نبي الله يوسف -عليه السلام- وهذا المقال سيتناول الحديث عن حكم تفسير الأحلام في الإسلام. [١]
حكم تفسير الأحلام
في الحديث عن حكم تفسير الأحلام يمكنُ القول إنَّ الإسلام أطلق لفظًا آخر ومصطلحًا آخرًا بمعنى تفسير الأحلام، وهو تعبير الرؤيا، قال تعالى في سورة يوسف: "وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ" [٢]، وتعبير الرؤيا في الإسلام جائز لمن كان عنده علم في هذا المجال، ولمن كان على دراية بتأويل الأحلام أو الرؤى، فقد روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- ما يأتي: "أنَّ رَجُلًا أتَى رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقالَ: إنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ في المَنَامِ ظُلَّةً تَنْطُفُ السَّمْنَ والعَسَلَ، فأرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ منها، فَالْمُسْتَكْثِرُ والمُسْتَقِلُّ، وإذَا سَبَبٌ واصِلٌ مِنَ الأرْضِ إلى السَّمَاءِ، فأرَاكَ أخَذْتَ به فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أخَذَ به رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا به، ثُمَّ أخَذَ به رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا به، ثُمَّ أخَذَ به رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ ثُمَّ وُصِلَ، فَقالَ أبو بَكْرٍ: يا رَسولَ اللَّهِ، بأَبِي أنْتَ، واللَّهِ لَتَدَعَنِّي فأعْبُرَهَا، فَقالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: اعْبُرْهَا، قالَ: أمَّا الظُّلَّةُ فَالإِسْلَامُ، وأَمَّا الذي يَنْطُفُ مِنَ العَسَلِ والسَّمْنِ فَالقُرْآنُ، حَلَاوَتُهُ تَنْطُفُ، فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنَ القُرْآنِ والمُسْتَقِلُّ، وأَمَّا السَّبَبُ الوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إلى الأرْضِ فَالحَقُّ الذي أنْتَ عليه، تَأْخُذُ به فيُعْلِيكَ اللَّهُ، ثُمَّ يَأْخُذُ به رَجُلٌ مِن بَعْدِكَ فَيَعْلُو به، ثُمَّ يَأْخُذُ به رَجُلٌ آخَرُ فَيَعْلُو به، ثُمَّ يَأْخُذُهُ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ به، ثُمَّ يُوَصَّلُ له فَيَعْلُو به، فأخْبِرْنِي يا رَسولَ اللَّهِ، بأَبِي أنْتَ، أصَبْتُ أمْ أخْطَأْتُ؟ قالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أصَبْتَ بَعْضًا وأَخْطَأْتَ بَعْضًا، قالَ: فَوَاللَّهِ يا رَسولَ اللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بالَّذِي أخْطَأْتُ، قالَ: لا تُقْسِمْ" [٣].
وجاء عن الإمام مالك أنَّه قال: "لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها، فإن رأى خيرًا أخبر به، وإن رأى غير ذلك فليقلْ خيرًا أو ليصمت"، فعلى الإنسان أن يكون على دراية بالتأويل حتَّى يعبر الرؤيا ويفسر الأحلام، فإنَّ حكم تفسير الأحلام جائز إذا كان الإنسان على علم بها فقط، والله أعلم. [٤]
حكم قراءة كتب تفسير الأحلام
يتساءل بعض الناس على حكم قراءة كتب تفسير الأحلام في الإسلام، وفي هذا السياق يمكن القول إنَّه لا حرج في أن يقرأ الإنسان كتب التفسير، مثل كتب ابن سيرين وغيره، فهي كُتُب يمكن أن يستفيدَ منها الإنسان ولكن لا يمكن أن يعتمد عليها ويعدُّها دليلًا قاطعًا، وعلى الإنسان أن يبحث فيما رأى من أحلام سعيدة، ولا يبحث فيما رأى من سوء في منامه، فقد جاء عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ما يأتي: "الرؤيا الصالحةُ من اللهِ، والحلمُ من الشيطانِ، فإذا رأى أحدُكم ما يكرهُ فلينفثْ عن يسارِه ثلاثًا، وليتعوَّذْ باللهِ من شرِّ ما رأى ومن الشيطانِ، ثم ينقلبْ على جنبِه الآخرِ، فإنها لا تضرُّه" [٥]، وعليه ألَّا يخبر بالرؤيا السيئة أحدًا ولا يفكر بها أيضًا، والله تعالى أعلم. [٦]المراجع[+]
- ↑ حلم, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 12-03-2019، بتصرّف
- ↑ {يوسف: الآية 43}
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 7046، حكم المحدث: صحيح
- ↑ حكم تفسير الأحلام ومدى تأثيرها على واقع الشخص ومستقبله, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 12-03-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: الحارث بن ربعي أبو قتادة، المحدث: ابن باز، المصدر: مجموع فتاوى ابن باز، الجزء أو الصفحة: 270/21، حكم المحدث: صحيح
- ↑ حكم قراءة كتب تفسير الاحلام, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 12-03-2019، بتصرّف