هل-يجوز-معاشرة-الخادمة
ملك اليمين
يمكنُ القول في تعريف مِلك اليمين إنَّ ملك اليمين هو ما يحصل عليه المسلمون في الحروب من رجال المشركين أو نسائهم، فعند انتصار المسلمين في حرب فإنَّ مصير الرجال يتراوح بين القتل أو الفداء أو العفو أو الاسترقاق أي العبيد، أمَّا النساء فهنَّ إماء ومِلك يمين وجوارٍ، وقد قال تعالى في سورة المؤمنون: "إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ" [١]، إذن فأسباب الرق في الإسلام هي الحروب ضد من حارب الله ورسوله ودينه، وقد ظهر في الحديث الخدم وهم أناس يعملون مقابل المال وهم لا يندرجون تحت حكم العبيد، وهذا المقال سيجيب عن سؤال: هل يجوز معاشرة الخادمة في الإسلام. [٢]
هل يجوز معاشرة الخادمة
بعد التعرُّف على ملك اليمين، سيتم الإجابة عن سؤال: هل يجوز معاشرة الخادمة في الإسلام؟، والإجابة على هذا السؤال كما أجمع أهل العلم، هو إنَّ الخادمة التي تعمل مقابل أجر مادي، ليست عبدة ولا تدخل في حكم الإماء أو الرقِّ، ومن هذا الباب يمكن القول إنَّ العلماء أجمعوا على أنَّه لا يجوز معاشرة الخادمة لأنَّها ليست من مِلك اليمين، فلا تجوز معاشرتها إلَّا بعقدٍ شرعيٍّ كامل الأركان والشروط، فالمتاح أو المباح هو معاشرة الإماء المملوكات في الإسلام، وهذا لقوله تعالى في الآية الكريمة: "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ" [٣]، وهنا جدير بالذكر إنَّ هذا النوع من الرق أو الإماء المملوكات لم يعد موجودًا في العالم في الوقت الحاضر أبدًا، ولهذا يجب على المسلمين أن يتقوا الله في الخدم والخادمات، وأن يلتزموا حدود الله فالخادمات أجنبيات وحرائر يعملْنَ بأجورهنَّ لكسب قوت يومهنَّ وقوت أولادهنَّ، فلا تجوز مخالطتهن خوفًا من الفتنة، والله تعالى أعلم. [٤]
شروط ملك اليمين
بعد الإجابة عن سؤال: هل يجوز معاشرة الخادمة في الإسلام؟ سيتم الحديث عن شروط معاشرة ملك اليمين كما أوضحه الشرع، وبداية إنَّ الجارية أو الأمَة أو ما تندرج تحت حكم ملك اليمين هي مملوكة، امتلكها المسلم في الحروب أو الغزوات، وتكون هذه الأمة ملك يمين بشروط معينة، حددها الشرع حتَّى لا يجور الناس ويضيعوا حدود الله، وهذه الشروط هي: [٥]
- أن تكون هذه الأمة أو الجارية من أسرى الحروب أي من الأعداء حصرًا.
- إذا ولدت الأمة أي أنجبت ولدًا من غير سيدها فإنَّ هذا الولد يصبح عبدًا وينطبق عليه حكم الرق مثل أمه، وهنا لا فرق إذا كان أبوه عبدًا أو كان حرًّا.
- يجوز في الإسلام شراء الجارية أو الأَمَةِ بشكلٍ شرعيّ، كما يجوز أن يقدمها أحد لأحد هبة، ولو كانت الجارية من غير المسلم، فقد ثبت أن المقوقس أهدى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- جاريتين فتزوج رسول الله واحدة، ووهب الثانية لحسان بن ثابت -رضي الله عنه-.
- لا يجوز الاستمتاع بالجارية إلَّا إذا كانت مملوكة ملكًا تامًا وفقًا للشروط السابقة وإلّا كان جماعها زنى -والعياذ بالله-، فإذا كانت ملك يمين واتخذها سيدها للوطء أصبح اسمها سرية، والتسري حلال في الإسلام، والله أعلم.
المراجع[+]
- ↑ {المؤمنون: الآية 6}
- ↑ ما هو مِلك اليمين؟ وهل يشترط لمالك اليمين أن يكون متزوجًا؟, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 22-03-2019، بتصرّف
- ↑ {المؤمنون: الآية 5-6}
- ↑ الزنا بالخادمة بشبهة ملك اليمين, ، "www.al-eman.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 22-03-2019، بتصرّف
- ↑ حكم ملك اليمين وشروط معاشرتها, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 22-03-2019، بتصرّف