سؤال وجواب

أبرز-شعراء-الأندلس


الشعر في الأندلس

كان للشعر الأندلسي طابعُه الخاصّ وخصائصه المميّزة، وقد تحدث عن الوصف ورثاء الممالك الزائلة والاستنجاد بالرسول وكبار الصحابة، وقد كتبَ شعراء الأندلس في أغراض الشعر التقليديّة من الغزل والتصوف والمدح والهجاء والرثاء، ولكنهم عملوا على الإضافة لهذه الأغراض فمثلًا طوروا شعر الرثاء فكتبوا في رثاء الممالك والمدن الزائلة، وقد أثرت فيهم البيئة الأندلسية الخلابة فتوسعوا في وصف البيئة وربطوا الغزل بوصف الطبيعة، وقد استحدثوا فنون جديدة كفن الموشحات والأرجاز، كتبوا في الغزل الماجن ولكن ليس في الحقبة الأولى فقد كان الوازع الديني يمنعهم من ذلك، ولكن من بداية عصر الطوائف حتى نهاية حكم العرب للأندلس فقد أتخذ الكثير من شعراء الأندلس من المجون مادة لشعرهم. [١]

أبرز شعراء الأندلس

عاش في الحقبة الأندلسية شعراء كثيرون، ظلت آثارهم الشعرية حاضرة حتى الوقت الحالي، كتبوا في كل أغراض الشعرية التقليدية بأساليبهم المميزة، وطوروا في الشعر العربي، وأضافوا إليه الكثير أيضًا، فإذا ما ذُكر الغزل والحب ذُكر شعراء الأندلس، وليس ذاك فقط أبدعوا في الوصف والمديح والرثاء أيضًا وسيأتي هذا المقال على ذكر أيرز شعراء الأندلس:

  • ابن زيدون: هو أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي المعروف بابن زيدون، ولد عام  394 هجريّة في قرطبة، كانت اسرته من فقهاء قرطبة وقد تولى ابن زيدون الوزارة لابي الوليد بن جهور وكان سفيره إلى أمراء طوائف الأندلس، ثم ساءت علاقته بأبي الوليد فحبسه بسبب اتهامه بالميل للمعتضد بن عباد، وقد هرب ابن زيدون للمعتضد في إشبيلية وبقي هناك حتى توفي عام 463هجرية، تميز ابن زيدون بشعره الجميل وخاصة أشعاره الغزلية بمحبوبته ولادة بنت المستكفي. [٢]
  • ابن زمرك: هو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي ولد في غرناطة عام 733هجرية، معروف بابن الزمرك، من شعراء الأندلس الكبار والمعروفين، كان من وزراء بني الأحمر، وكان تلميذًا للسان الدين ابن الخطيب، عينه صاحب غرناطة الغني بالله أمين سره في عام 773 هجرية وثم عينه متصرفًا بالرسالة والحجابة، ويعد إساءته إلى بعض رجال الدولة، فأرسل إليه من قتله في بيته، عام 793هجرية، جمع ابن الأحمر شعر ابن الزمرك وموشحاته في مجلد سماه "البقية والمدرك من كلام ابن زمرك". [٣]
  • ولادة بنت المستكفي: هي ولادة بنت المستكفي بالله بنت عبد الرحمن بن عبيد الله بن الناصر دين الله الأموي، من شاعرات الأندلس المعروفات، ولدت عام 994 هجرية، أميرة من بيت الخلافة الأمومية في الأندلس، كانت تخالط شعراء زمانها وتنافسهم، كان لها مجلس في قرطبة يأتي إليه الشعراء ليتحدثوا في الشعر والأدب. [٤]
  • لسان الدين بن الخطيب: هو محمد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السلماني الخطيب، من الشعراء والكتّاب والسياسيين والمؤرخين في الأندلس، ,لد عام 713 هجرية، درس الفلسفة والطب، وعاش معظم حياته في غرناطة، عُرفَ بذي الوزارتين: الأدب والسيف، كانت أشعره منقوشة على جدران قصر الحمراء في غرناطة، عرفت عائلته بالغلم والجاه والفضل، قُتلَ في عام 776 هجرية. [٥]
  • أبو البقاء الرندي: هو صالح بن يزيد بن موسى بن أبي القاسم بن علي بن شريف الرندي الأندلسي ولد عام 601 هجرية، وهو من مدينة رندة في الأندلس، عاصر أبو البقاء الفتن التي حدثت في الأندلس، وكان شاهدًا على سقوط معظم الإمارات الأندلسية على يد الإسبان، أبو البقاء هو من حفاظ الحديث والفقه، لديه براعة في الشعر والنثر، برع في الرثاء والمدح والوصف والغزل والمدح، اشتهر بسبب قصيدة نظمها في المدن الأندلسية واسمها "رثاء الأندلس"، توفي  في 684 هجرية. [٦]

مختارات من الشعر الأندلسي

من أجمل ما يمكن سماعه من الشعر هو الأندلسي، فقد تمتع شعراء الأندلس بملكة شعرية نقيَّة انعكست عليها طبيعة الحياة الجميلة في طبيعة الأندلس الخلابة، فسطروا أجمل القصائد في الغزل والحب والمدح والوصف والرثاء، وبقيت أشعارهم مفضلةً لدى العرب حتى الوقت الحاضر، ومن أجمل قصائد الشعر الأندلسي:

  • أبو البقاء الرندي: قصيدة أبي البقاء الرندي في رثاء الممالك الأندلس حيث يقول فيها:  [٧]

لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ                 فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ

هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ              مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ

وهذه الدار لا تُبقي على أحدولا           يدوم على حالٍ لها شان

يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ               إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ

وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْكان          ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان

أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ          وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ ؟

وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ              وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟

وأين ما حازه قارون من ذهب              وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ؟

  • ابن زيدون: قصيدة ابن زيدون في الحب والشوق الممزوجة بجمال الطبيعة ويقول فيها:[٨] 

إِنّي ذَكَرتُكِ بِازَهراءَ مُشتاقاً                   وَالأُفقُ طَلقٌ وَمَرأى الأَرضِ قَد راقا

وَلِلنَسيمِ اِعتِلالٌ في أَصائِلِهِ                  كَأَنَّهُ رَقَّ لي فَاعتَلَّ إِشفاقا

وَالرَوضُ عَن مائِهِ الفِضِيِّ مُبتَسِمٌ            كَما شَقَقتَ عَنِ اللَبّاتِ أَطواقا

يَومٌ كَأَيّامِ لَذّاتٍ لَنا انصَرَمَت                    بِتنا لَها حينَ نامَ الدَهرُ سُرّاقا

نَلهو بِما يَستَميلُ العَينَ مِن زَهَرٍ             جالَ النَدى فيهِ حَتّى مالَ أَعناقا

كَأَنَّ أَعيُنَهُ إِذ عايَنَت أَرَقي                     بَكَت لِما بي فَجالَ الدَمعُ رَقراقا

المراجع[+]

  1. الأدب في العصر الأندلسي, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-3-2019، بتصرُّف
  2. ابن زيدون, ، "www.abjjad.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-3-2019، بتصرُّف
  3. ابن زمرك, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-3-2019، بتصرُّف
  4. ولادة بنت المستكفي, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-3-2019، بتصرُّف
  5. لسان الدين بن الخطيب, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-3-2019، بتصرُّف
  6. أبو البقاء الرندي, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-3-2019، بتصرُّف
  7. لكل شيء اذا ماتمّ, ، "www.adab.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-3-2019، بتصرُّف
  8. "إني ذكرتك بازهراء مشتاقا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019. بتصرّف.