سؤال وجواب

بحث عن غزوة تبوك


غزوات الرسول -عليه الصلاة والسلام-

قام النبي -عليه الصلاة والسلام- بالعديد من الغزوات التي شارك بها معه المسلمون من مهاجرين وأنصار، وقد جسّد المسلمون في هذه الغزوات بطولاتٍ عدة، وحققوا أهدافًا كثيرة، وقد بدأت الغزوات الإسلامية بعد هجرة النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى المدينة المنورة، ويبلغ عددها سبعٌ وعشرون غزوة جرت بين المسلمين والكفار، إذ حدثت في معظمها معارك فاصلة ما بين التوحيد والشرك، وبالمقابل فإنّ بعض الغزوات لم يحدث بها مواجهة مسلحة، وتحققت أهدافها دون قتال، ومن الغزوات التي خاضها الرسول -عليه الصلاة والسلام-: غزوة بدر الكبرى وغزوة أحد وغزوة الأبواء وغزوة حمراء الأسد، وفي هذا المقال سيتم كتابة بحث عن غزوة تبوك.[١]

بحث عن غزوة تبوك

قبل البدء بكتابة بحث عن غزوة تبوك، لا بدّ من الإشارة إلى أهمية هذه الغزوة، بوصفها كانت غزوة حاسمة وعظيمة، بالإضافة إلى أنها آخر غزوة غزاها الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ولم يحدث في هذه الغزوة أي قتال أو تلاحم بين المسلمين والروم، لكنّها رغم ذلك كشفت عن المنافقين وفضحت نواياهم، وقد وقعت غزوة تبوك في شهر رجب من العام التاسع للهجرة النبوية، وفي ذلك الوقت كانت مملكة الروم أعظم دولة في ذلك الزمن، فأخذوا يعدّون العدّة لمقاتلة المسلمين في المدينة، وبدأوا ذلك بقتل سفير رسول الله -عليه الصلاة والسلام- الذي حمل إليهم رسالة من النبي، فجهزوا جيشًا قوامه أربعين ألف مقاتل، وانضمت إليهم قبائل العرب المتنصّرة، وسلموا قيادة الجيش لأحد عظماء الروم، وقد وصل هذا الخبر إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام-، في الوقت الذي كان المسلمون يمرّون فيه ببلاء شديد وقحط وعسر، وكان الجو شديد الحرارة.[٢]، وبعد أن تحركت القوات العربية الموالية للروم والقوات الرومية باتجاه المسلمين، بلغ الرسول -عليه السلام- قول هرقل روم: "إن هذا الرجل الذي قد خرج يدعي النبوّة، هلك وأصابت أصحابه سنون أهلكت أموالهم"، وبدأ تعرض الروم للمسلمين بقتل الحارث بن عمير الأزدي على يد شرحبيل بن عمرو الغساني بعد أن كان يحمل رسالة من الرسول -عليه الصلاة والسلام- إلى عظيم بصرى.[٣]

بعد حادثة قتل سفير رسولِ الله -عليه السلام-، أرسل الرسول بسرية زيد بن حارثة التي واجهت الرومان مواجهة عنيفة في مؤتة، لكن تلك المواجهة لم تأخذ بالثأر من الرومان المتغطرسين، على الرغم من أثرها الإيجابي في نفوس المسلمين، ورغم هذا فإنّ قيصر الروم لم يصرف النظر عن مواجهة المسلمين، وأخذ يعدّ العدّة ويجهز الجيوش بهدف القضاء على الإسلام، وكانت الأخبار تتوالى إلى المسلمين في المدينة المنورة، وكان الخوف يتسلل إلى النفوس لعلمهم بقوّة الرومان وكثرة عددهم، في الوقت الذي كانت الظروف العامة صعبة وشديدة من حرٍ وقحط.[٣]

لم يكن من عادة الرسول -عليه الصلاة والسلام- أن يُعلن عن هدف غزوته ووجهته إلّا في غزوة تبوك، خيث أعلن عن هدفها وأعلن عن وجهة هذه الغزوة كي يتأهب المسلمون لها ويأخذوا عدّتهم لأنهم مقبلين على سفرٍ بعيد، وفي هذه اللحظات الحاسمة بدأ الامتحان الحقيقي الذي أظهر المنافقين وميّز المؤمنين، فقد استجاب المؤمنون للرسول -عليه الصلاة والسلام- وأوّلهم الصحابة -رضوان الله عليهم- الذين ضربوا أروع الأمثلة في العطاء والتضحية، فقد لبوا نداء الرسول الكريم حين قال: "من جهز جيش العسرة فله الجنة، من جهز جيش العسرة فله الجنة"[٤]، فجهّز عثمان جيش العسرة، وأتى أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بكلّ ماله، وجاء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بنصف ماله، وكذلك فعل عبد الرحمن بن عوف، كما جاء العباس بالكثير من المال، ختى أن فقراء المسلمين تبرعوا بالمال على الرغم من حاجتهم.[٥]

خرج في غزوة تبوك عددٌ كبير من المسلمين وعددهم ثلاثين ألفًا، ولم يتخلف عن جيش المسلمين إلا المنافقون، والمسلمون الثلاثة المشهورين بأنهم تخلفوا عن هذه الغزوة، وقد استخلف الرسول -عليه الصلاة والسلام- محمد بن مسلمة وقيل سباع بن عرفطة على المدينة، كما جعل علي بن أبي طالب خليفة على أهله، مما جعل المنافقين يتلامزون بأنّ الرسول تركه استقلالًا منه، فأمسك علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بسلاحه ولحق بالرسول -عليه السلام-، وأخبره بقول المنافقين، فقال له الرسول -عليه السلام-: "كذبوا وإنّما خلّفتُك لما ورائي فارجعْ فاخلفْني في أهلي وأهلك أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي‏"،[٦] فرجع علي إلى المدينة، ومضى جيش المسلمين رغم محاولات المنافقين تثبيط العزائم وبث الخوف في النفوس.[٧]

عند وصول الرسول -عليه الصلاة والسلام- ومن معه من المسلمين إلى منطقة تبوك، وقف فخطب في الناس وشدّ من عزيمة المسلمين، وقد حققت هذه الغزوة الهدف الذي تم التجهيز لأجله على الرغم من عدم حدوث أي قتال مع الروم الذين فضلوا الهرب شمالًا بعدما سمعوا بخبر المسلمين، فحقق المسلمون الانتصار دون أي قتال، وأخلى الروم مواقعهم للدولة الإسلامية، ونتيجة ذلك خضعت النصرانية التي كان ولاؤها للدولة الرومانية إلى المسلمين مثل: إمارة إيلة وإمارة دومة الجندل، وكتب الرسول -عليه الصلاة والسلام- كتابًا لهم، حدد فيه ما لهم وما عليهم، ومن أهم النتائج التي تحققت بعد غزوة تبوك: سقوط هيبة الروم من نفوس جميع العرب سواء كانوا مسلمين أم كفار، وإظهار قوة الدولة الإسلامية وعظمتها في المنطقة، وتوحيد جزيرة العرب تحت حكم النبي -عليه الصلاة والسلام-، وإعلان الكثير من القبائل العربية إسلامها بعد عودة النبي -عليه السلام- من غزوة تبوك، وسمي العام التاسع من الهجرة بعام الوفود، وبهذه المعلومات المختصرة، انتهت كتابة بحث عن غزوة تبوك.[٧]

المراجع[+]

  1. "غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-05-2019. بتصرّف.
  2. "غزوة تبوك"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-05-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "سبب غزوة تبوك"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-05-2019. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 2778، 2778.
  5. "غزوة تبوك .. وواقع الأمة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-05-2019. بتصرّف.
  6. رواه البززار، في البحر الزخار، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 3/59، محفوظ، و[فيه] حكيم بن جبير ضعيف.
  7. ^ أ ب "غزوة تبوك"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-05-2019. بتصرّف.