موضوع إنشاء عن النبي شيث
موضوع إنشاء عن النبي شيث
عند كتابة موضوع إنشاء عن النبي شيث -عليه السلام- فإنّه سيتمّ الحديث عن أحدِ الأنبياء الذي بُعثوا بالنبوّة في فجر الإنسانيّة؛ لأنّه يعدُّ من أوائل بني الإنسانيّة الذين وُجدوا على هذه الأرض، فهو ابن سيّدنا آدم -عليه السلام-، وشقيق ابنَيْه قابيل وهابيل، لكنْ كان يصغرُهما سِنًّا، وقد سُمّي سيّدنا شيث -عليه السلام- بهذا الاسم الذي يعني الهِبة لأنّه جاء بعد مقتل قابيل على يد هابيل، حيث جاء ليخفّف شيئًا من الحزن الذي ألمَّ بآدم -عليه السلام- بمقتل ابنه على يد ابنِه الآخر، وقد كان النبي شيث -عليه السلام- نِعْمَ الهبة من الله تعالى، فقد كان بارًّا بوالديْه، حريصًا على العلم فأخذَه عن أبيه آدم -عليه السلام- بعد أن علَّمه الله تعالى الأسماءَ كُلَّها.
ولا بدّ عند كتابة موضوع إنشاء عن النبي شيث -عليه السلام- الإتيان على ذكر أهميّة الدور الذي قام به هذا النبيّ الكريم بعد وفاة أبي البشر كلهم -عليه السلام-، فقد كان لا بدّ لسيّدنا آدم -عليه السلام- أن يُورثَ مشعلَ الهداية الإنسانيّة لمن بعدَه، كي لا يهلكَ أبناؤه بسبب اتباعهم وساوسَ الشيطان وسِيَرَهم في سُبُل الغيِّ والضّلال، لذلك فقد أمر سيّدُنا آدم -عليه السلام- ابنَه سيدنا شيث -عليه السلام- أن يتولّى أمرَ القوم بعد موته، لكنّه في الوقت ذاتِه أبلغه ألّا يخبرَ أحدًا بذلك؛ خشيةَ أن يحدثَ بينَه وبين إخوتِه ما حدثَ بين قابيل وهابيل، فيكثر بين الإخوة الطّعن والقتل.
وبعد وفاة سيّدنا آدم -عليه السلام- عملَ سيّدُنا شيث -عليه السلام- بوصيّةِ والده قبل الموت، وتولّى أمرَ قومه، فحرص على أن تسودَ بينهم مشاعر المودّة والألفة، كما عمل على اجتثاث جذور الفساد بين قومِه، فمنعَهم من الاختلاط ببعضِهم رجالًا ونساءً، لينقسمَ قومُه إلى ثُلَّتَيْن، إحداهما سارت على أوامر الله وكان أهلُها أكثرَ التزامًا وإقبالًا على طاعة الله والعمل بما أمرهم به نبيّهم شيث -عليه السلام-، أمّا الثلة الأخرى فقد اعتادوا على الّلهو، وإقامة بعض الأعياد والاحتفالات، والعزوف عن التعبُّد للهِ تعالى.
وفي ختام كتابة موضوع إنشاء عن النبي شيث -عليه السلام-، لا بدّ من تَثمين دور النبي شيث -عليه السلام- في إرساء مفهوم العقيدة والتوحيد لدى قومه بعد وفاة سيّدنا آدم -عليه السلام-، وحرصه على عدم انتشار الفاحشة وشيوعها بين أفراد قومِه؛ لأنّ فيها المَفسدة العظيمة التي يهلك بها الناس، يُضاف إلى ذلك حرصُه -عليه السلام- على أن يكونَ بارًّا بوالديْه؛ لأنّ في بر الوالدين السعادةَ والفلاحَ في الدنيا والآخرة.