حادثة مقتل علي بن أبي طالب
علي بن أبي طالب
الصحابيُّ الجليل وابن عمِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو الحسن عليّ بن أبي طالب -كرَّمَ الله وجهه-، ولد في مكة قبل البعثة بعشر سنين، ورباه النبيّ، كان من أوائل المسلمين بل إنَّه أول من أسلم من الصبيان، هاجر إلى المدينة المنورة بعد هجرة النبي إليها بثلاثة أيَّام، وزوَّجه النبي في السنة الثانية للهجرة من ابنته فاطمة، فكان صهر النبي ومن آل بيت النبوة ومن الصحابة الكرام، كم أنَّه أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو رابع الخلفاء الراشدين حيث استلم الخلافة عام 35 هجرية واستمرت خلافته خمس سنوات وثلاثة أشهر، كانت فترةً غير مستقرة سياسيًا وانتهت بمقتله، وسيتحدث هذا المقال عن حادثة مقتل علي بن أبي طالب. [١]
عليّ بن أبي طالب في عهد النبي
لعليٍّ مواقف من البطولة والشجاعة والتضحية في سبيل الله ورسوله ودينه، فقد كان مكان الثقة الأول عند النبي -صلى الله عليه وسلم- لم تجتمع لصحابي غيره، فقد عرف النبي فيه شجاعة الشباب وعنفوانه مع الحكمة والعقل وقوة الشخصية وفيما يأتي بعضٌ من أعماله في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-: [٢]
- كان عليّ بن أبي طالب من كُتَّاب الوحي في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- نام عليّ في فراش النبي يوم هجرة النبي إلى المدينة، وكاد أن يُقتل في سبيل حياة النبي، وهاجر بعدها إلى المدينة سيرًا على قدميه، وكان الرسول في انتظاره في قباء، ووصل عليّ إلى قباء وقد تورمت قدميه ونزفت دمًا، ودخل المدينة مع النبي، وآخاه النبي مع نفسه عندما آخى بين المهاجرين والأنصار.
- شهد عليّ بن أبي طالب غزوة بدر وقتل الوليد بن عتبة قائد المشركين، كما قتل ما يزيد عن عشرين مقاتلًا منهم.
- شهد غزوة أحد مع النبي وقتل حامل لواء المشركين طلحة بن عبد العزى، وكان ممن حموا النبي عند انكسار المسلمين.
- له في غزوة الخندق موقف من أكثر المواقف شجاعةً وبطولة فقد قتل احد صناديد قريش يُدعى عمرو بن ودّ في مبارزةٍ بينهما حدثت داخل الخندق.
- لم يشهد عليّ بن أبي طالب غزوة تبوك فقد أبقاه النبيُّ لرعاية أهل بيته، وقال له: "أَنْتَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَى، إِلَّا أنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي"[٣].
- وفي غزوة خيبر عندما استعصى فتح الحصون اليهودية على المسلمين، وقف النبي بين المجاهدين وقال: "لأُعْطِيَنَّ هذِه الرَّايَةَ رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ علَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسوله وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسولُهُ"[٤]، فبات الناس يترقبون من ذاك الفارس وكلٌّ يتمنى أن تُعطى له، وكانت الراية لعليٍّ بن أبي طالب وفتحت على يديه حصون خيبر.
- عند وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- كان عليّ هو من غسَّل النبي وكفنه، وقد حزن على رسول الله حزنًا عظيمًا.
حادثة مقتل علي بن أبي طالب
ظلَّ عليّ بن أبي طالب خليفة للمسلمين خمس سنوات وثلاثة أشهر، لم تكن فترة مستقرةً أبدًا بل كانت فترة مليئة بالفتنة والصرعات، وانهت هذه الفترة حادثة مقتل علي بن أبي طالب، كان ذلك عندما كان عليّ - كرم الله وجهه- يصلي بالمسلمين صلاة الفجر في الكوفة، فباغته أحد الخوارج وكان اسمه عبد الرحمن بن ملجم بضربةٍ بسيف مسموم على رأسه، حمله الناس إلى بيته وهو غارقٌ في دمائه، وأحضروا الأطباء لعلاجه ولكنَّ السم انتشر في كلِّ جسد، حين أيقن موتَهُ قال وصيته لأصحابه ومات بعد ثلاثة أيام، واستشهد -رضي الله عنه- عن عمر يناهز 64 عامًا، في 12رمضان عام 40 هجرية، وقد تنبأ -النبي صلى الله عليه وسلم- عن حادثة مقتل على بن أبي طالب وأنَّه سيكون شهيدًا عندما كان يقف على جبل أحد ومعه الخلفاء الراشدين الأربعة فقال النبي: "اثْبُتْ أُحُدُ فَما عَلَيْكَ إلَّا نَبِيٌّ، أوْ صِدِّيقٌ، أوْ شَهِيدَانِ"[٥]، واستشهد علي بن أبي طالب تاركًا خلفه فتنةً مشتعلة لم تطفئ بدائه الطاهرة.[٦]المراجع[+]
- ↑ "علي بن أبي طالب"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "مقتطفات من سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-05-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 2404، صحيح.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 2406، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3686، صحيح.
- ↑ "علي بن أبي طالب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-05-2019. بتصرّف.