بحث عن المدينة المنورة
يثرب
هاجر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من مكة المكرمة إلى يثرب بعد أن لقي من أهله ما لقي من الأذى والعذاب والأسى، فأمر الصحابة الكرام بأمر الله -سبحانه وتعالى- الذي يقضي بمهاجرة المسلمين إلى يثرب هربًا بدينهم، وكانت يثرب تقع إلى جهة الشمال من مكة المكرمة في مسافة بعيدة تبلغ حوالي 400 كم، فهاجر رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- ومن معه من الصحابة الكرام إلى يثرب فأنارت بقدوم رسول الله فتغيَّر اسمها وأصبح المدينة المنورة، وفيما يأتي بحث عن المدينة المنورة يتناول كلَّ ما يمكن من معلومات حول مدينة رسول الله.
بحث عن المدينة المنورة
المدينة المنورة هي يثرب قديمًا سُمِّيت بالمدينة المنورة بعد أن كان اسمها يثرب بعد تشريف رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لها بحلوله فيها، تقع المدينة في منطقة الحجاز في شبه الجزيرة العربية في المملكة العربية السعودية اليوم، وتبعد ما يُقارب 100 كم عن الساحل الشرقي للبحر الأحمر، وهي كثيرة النخل، تحدُّها الجبال من جهاتٍ ثلاث ويتوزع النخل في الجهة الرابعة، جاء ذكر المدينة المنورة عند كثير من المؤرخين العرب وغير العرب أيضًا، فقد ذكرها بطليموس على أنَّها واحة غنية بالزرع تقع في الحجاز في شبه الجزيرة العربية، سَكن الدينة في القديم قوم المعاليق والمعينيين، ثمَّ جاء إليها اليهود من فلسطين بعد أن قام الملك بُختنصر بتدمير القدس مدينة اليهود قديمًا، كما سكنها بعض اليمنيين بعد أن انهار سد مأرب في سبأ قديمًا، وكان من اليمنيين الذين سكنوا المدينة أو يثرب الأوس والخزرج القبيلتان اللتان كانت تجمعها قرابة الدم والبلد ثمَّ فرقتهما النزاعات والثارات واشتعلت الحروب فيما بينهم.[١]
تأسست المدينة قبل حوالي 1600 سنة قبل هجرة رسول الله إليها، وقيل إنَّ اللغة العربية وجدت فيها في هذا العام تقريبًا، وقد وردَ ذكر يثرب في نقوش مملكة معين القديمة، ويُرجَّح أن المملكة المعينية قامت في اليمن في الفترة الممتدة من عام 1200 حتَّى 600 قبل الميلاد، وامتدت حتَّى يثرب فكانت دولة مترامية الأطراف، ثمَّ سكن يثرب الأوس والخزرج وبعض اليهود من بني قريظة وبني قينقاع، ثمَّ وفي القرن السابع الميلادي جاء الإسلام إلى يثرب وسميت المدينة المنورة، وبدأ الدين الجديد في المدينة، الدين الذي ما زال فيها حتَّى اليوم، وقد عاشت المدينة بداية تحت حكم رسول الله ثمَّ بعد وفاة رسول الله عاشت المدينة فترة ازدهار عظيمة في عهد الخلفاء الراشدين الأربعة، ثمَّ وبعد استشهاد الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، بدأت الفتنة بين المسلمين وقامت الخلافة الأموية ونقلت عاصمة المسلمين من المدينة إلى دمشق، ولم تزل المدينة تتنقل في الحكم من الأمويين إلى العباسيين والفاطميين والأيوبيين والمماليك والعمانيين ثمَّ السعوديين الذين يحكمون المملكة العربي السعودية اليوم والمدينة المنورة مدينة لا تتجزأ من المملكة اليوم.[٢]
أمَّا من حيث مناخ المدينة فيعتبر مناخها مناخًا جافًا، يغلب عليها المناخ الصحراوي الحار الذي يتميز بقلة الأمطار وبدرجات الحرارة العالية، وتصل درجات الحرارة في الصيف إلى أربعين درجة مئوية، وفي الشتاء تهطل بعض الأمطار بكميات قليلة ترتفع في شهر نيسان من السنة كما تنخفض درجات الحرارة فتصل إلى 10 مئوية في بعض الأحيان، أمَّا الرطوبة فمنخفضة طيلة العام، وتقع المدينة المنورة في تجويف يمتد باتجاه الجنوب، تنتشر صخور البازلت في جهات الشرق والغرب والجنوب من هذا التجويف، وتضم المدينة عددًا كبيرًا من الجبال، فهي محاطة بالسلاسل الجبلية من ثلاث جهات، ومن أبرز الجبال جبل أحد الذي يعتبر من أهم معالم المدينة وهو يبعد عن مسجد رسول الله حوالي 5 كم فقط، وهو سلسلة جبلية تمتد من الشرق إلى الغرب، وجبل الراية وهو جبل من جبال المدينة، سُمِّي باسمه لأنَّ رسول الله كان يعرض جيش المسلمين عنده ويسلِّم راية الجيش عنده أيضًا لأحد الصحابة، وجبال الجماوات وهي ثلاثة جبال تقع غرب المدينة، وجبل الرماة وهو جبل صغير يقع بالقرب من جبل أحد سُمِّي باسمه لحادثة الرماة الشهيرة التي تسببت بخسارة المسلمين في غزوة أحد، وجبل سلع وهو جبل يقع غرب المسجد النبوي ويبعد عنه 500 مترًا فقط، وهو جبل يمتد من الشمال إلى الجنوب بطول 1كم وارتفاع 80 مترًا، وجبل عير وهو جبل أسود قبته مستقيمة إلى حد ما، يقع جنوب المدينة ويبعد عن مسجد رسول الله مسافة 8 كم.[٣]
أطلقت أسماء كثيرة على المدينة وهي أسماء معظمها جاءت بعد الإسلام، فبعد أن كان اسمها يثرب ثمَ صار اسمها المدينة المنورة بدأ الناس يطلقون عليها أسماء أخرى تحمل الطابع الإسلامي أيضًا، ومن أبرز هذه الأسماء: المدينة، طيبة، طابة، المسكينة، العذراء، المحبة، المحببة، القدسية، العاصمة، المرزوقة، الحيرة، المحبوبة، المحرومة، جابرة، المختارة، المحرمة القاصمة، وجدير بالذكر إنَّ أغلب الأسماء العاطفية التي تنبع عن عاطفة الأخوة أطلقها المهاجرون بعد موقف المدينة واستقبالهم للمهاجرين مع رسول الله واحتوائهم لهم.[٤]
وفي ختام ما جاء من بحث عن المدينة المنورة يمكن القول إنَّ المدينة تتمتع بمجموعة من المعالم التي تمنحها اليوم قيمة إسلامية عظيمة عند كلِّ المسلمين في العالم كلِّه، ومن هذه المعالم المسجد النبوي الذي المسجد الثاني من حيث قداسة المكان بالنسبة للمسلمين بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، وهو المسجد الذي يزوره كلُّ حجاج بيت الله في طريقهم إلى مكة، ومن معالم المدينة أيضًا مسجد قباء وهو المسجد الذي بُني في عهد رسول الله ويقع جنوب المدينة وفي هذا المسجد بئر ماء تنسب للصحابي أبي أيوب الأنصاري، كما تعتبر مقبرة البقيع أيضًا من معالم المدينة وهي المكان الذي دُفن فيه أغلب صحابة رسول الله، وتقع قرب السور الجنوبي الشرقي للمسجد النبوي في المدينة، ومقبرة شهداء أحد والتي تقع شمال المسجد النبوي عند سفح أحد بالقرب من جبل الرماة، وفيها قبر حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- عم رسول الله، والله تعالى أعلم.[٢]المراجع[+]
- ↑ "المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-05-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "المدينة المنورة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 14-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "المدينة المنورة"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "أسماء مدينة رسول الله وسبب وصفها بـ(المنورة)"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-05-2019. بتصرّف.