بحث عن وقت الفراغ
بحث عن وقت الفراغ
عند كتابة بحث عن وقت الفراغ فإنّه سيتم التحدّث عن إحدى أهمّ النعم التي حُرِم منها الكثيرُ من الناس في هذه الحياة، خاصّةً في ظلّ الظروف الاقتصاديّة الصعبة التي تجعلُ الأفراد يعملون ساعاتٍ طويلة في النهار والليل أحيانًا، بالإضافة إلى وجود بعض المسؤوليّات الاجتماعية للأفراد في المجتمعات الإنسانيّة، فلا يجدون وقتًا كافيًا لممارسة الأنشطة المُحبّبة إليهم، في حين أنّ لدى بعض الأفراد الآخرين أوقاتًا كبيرة بسبب عدم وجود ما يشغلون به ساعات يومهم، فالأفراد العاطلون عن العمل تكون ساعات اليوم بالنسبة إليهم وقت فراغ إذا لم يتمّ استثمارها بالشكل المناسب.
ومع تطوّر الحياة الإنسانيّة ودخول العديد من التقنيات الحديثة إلى حيِّز الاستخدام الإنسانيّ، أصبح مفهوم وقت الفراغ مرتبطًا بفئة محدّدة من الناس لا تجيد التعامل مع ما يتاح في فضاء الشبكة العنكبوتيّة، ولا تريد الاستفادة من الوقت المُتاح خلال ساعات اليوم في تطوير الذات وتحصيل المعارف والعلوم وخوض التجارب الجديدة التي تجعلهم قادرين على إحداث الإنجاز في حياتهم، وإن لم تكن هناك جهة تتبنَّاهم أو تعينهم على تحقيق مبتغاهم الذي يسعون إليه، بالإضافة إلى ظهور مفهوم العمل عن بُعد، الذي أتاح للعديد من الأفراد الذي يمتلكون مؤهلات وخبرات في مجالات محدّدة العملَ من منازلهم دون وجود وقت محدّد أو مكان إلزاميّ للدوام.
ولا بدّ عند كتابة بحث عن وقت الفراغ الإشارة إلى خطورة الفراغ على المجتمعات، خاصّة لدى بعض الفئات العمريّة التي يتصف من يقعون ضمنها بحب التجربة والميول إلى الاكتشاف كفئة المراهقين، فوجود وقت فراغ هائل قد يتسبّب في إقبالهم على بعض التجارب أو العادات التي تسبّب الضرر لهم وللبيئة التي تحيط بهم، وبعض هذه العادات قد تستمرّ معهم إلى نهاية حياتهم؛ لأنه تكون مرتبطة بالإدمان، مثل تعاطي المخدِّرات أو التدخين، حيث يدخل المراهقون إليها من باب التجربة ولا يخرجون منها أبدًا.
وفي نهاية كتابة بحث عن وقت الفراغ لا بدّ من الإشارة إلى أهميّة وقت الفراغ بالنسبة للإنسان من الجانب الدينيّ، فوجود فراغ في حياة الإنسان يعد فرصة ثمينة تُستثمَر في الأعمال الصالحة التي تنفعه في دار الخلود، ففي حين أن بعض الأفراد يضيعون أوقات فراغهم بلا معنى أو يقضونها في المنكرات والدخول في أعراض الناس، قد يجد بعضهم الآخر في الفراغ فرصة للتقرّب إلى الله بالطاعات، وزيادة المنزلة عند رب الأرض والسماوات بأداء النوافل أو الدعوة إلى الله تعالى، فكلّ ذلك ينفع الإنسان في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بَنون.