قصص عن عمر بن الخطاب
محتويات
عمر بن الخطاب
هو الصحابي الجليل الذي أعز الله به الإسلام والمسلمين، الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الخليفة الراشدي الثاني، العادل الذي حكم الأمة فعدل بين الناس عدلًا لم تعرفه الأمة بعد عمر قط، كما شهد الإسلام في عهد عمر فتوحات عظيمة فوصل المسلمون في خلافته إلى الشام ومصر وفلسطين ودخلوا عاصمة الفرس المدائن أيضًا، وازدهرت الدولة الإسلامية وانتفضت وأصبحت قوة عظمى لا مثيل لها في الشرق، قبل أن يُقتل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على يدِ عبد مجوسيٍّ حاقد اسمه أبو لؤلؤة المجوسي الذي قتله وهو قائم يصلي بالناس صلاة الفجر سنة 23هـ، وهذا المقال سيتناول الحديث عن أشهر قصص عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-الذي ذكرتها السير.
نَسب عمر بن الخطاب ونشأته
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى، يرجع نسبه إلى معد بن عدنان، من بني عدي من قريش، ابن عمِّه هو زيد بن عمرو بن نفيل كان موحدًا على ملة إبراهيم -عليه السَّلام- وأخوه زيد بن الخطاب -رضي الله عنه- مسلم سبقه إلى الإسلام، أمُّه هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة ابنة عم الصحابي الجليل خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، وُلد عمر في السنوات التي تلت عام الفيل، والراجح أنَّه ولد بعد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بثلاث عشرة سنة، وكان يعيش في منزله الذي يقع في أصل الجبل -جبل عمر- والذي كان يُسمَّى جبل العاقر وعنده يسكن بني عدي بن كعب أهل عمر، نشأ الفاروق في قريش وتعلَّم القراءة والكتابة في صغره وكان راعيًا لإبل أخواله من بني مخزوم، كان والده الخطاب رجلًا غيظًا في المعاملة شديدًا في الطبع قاسيًا، وقد تعلَّم عمر في صغره المصارعة وركوب الخيل والشعر فأصبح فارسًا من فرسان قريش، وكلَّما تقدَّم بالعمر كانت تكتمل ملامح شخصيته العظيمة، سافر عمر للتجارة في كلِّ أسواق العرب المعروفة ورحل إلى الشام واليمن حتَّى أصبح من أثرياء قريش وأشراف مكة، وكان عمر سفير قريش ومبعوثها الرسمي للمفاوضة مع الآخرين من الأعداء وغيرهم، وكان في الجاهلية على دين آبائه وثنيًا يشرب الخمر ويعشق النساء حتَّى جاء الإسلام وأسلم فيما بعد.[١]
إسلام عمر بن الخطاب
كان عمر -رضي الله عنه- أحد أشداء قريش وأكثرهم حقدًا على المسلمين، وكان يسوؤه ما حدث في قريش من فرقة الدين وانتماء أتباع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى الإسلام وردَّتهم عن دين آبائهم، فقرر ذات يوم أن يستلَّ سيفه ويخرج لقتل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ثمَّ يُقتل هو فينتهي الأمر ويرجع الناس إلى دين آبائهم، فلمَّا خرج مستلًا سيفه رآه رجل في الطريق وأعلمه بإسلام أخته فاطمة وإسلام زوجها سعيد بن زيد، فسارع إلى بيت أخته فوجد خباب وأخته وزوجها يقرؤون ما نزل من القرآن، فبطش بأخته وضرب خباب، ثمَّ ندم وطلب منهم أن يعطوه الصحيفة التي يقرؤونها، فرفضوا حتَّى يتوضأ فقام عمر فتوضأ فقرأ أوائل سورة طه، فقال عمر: "ما أحسَنَ هذا الكلامَ وأكرمَه"، ثمّ طلب من خباب أن يدله على رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- فدلَّه فذهب عمر وأعلن إسلامه، والله أعلم.[٢]
قصص عن عمر بن الخطاب
عاش عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حياة عظيمة بعد إسلامه، فقد أعز الله به الإسلام بداية، ثمَّ وبعد وفاة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وأبي بكر -رضي الله عنه- كان عمر الخليفة الراشدي الثاني، فساهم بشكل كبير في ازدهار الدولة الإسلامية، فنشر العدل والأمن والأمان، وكان تقيًا ورعًا تشهد له الدنيا بذلك، ومن أشهر ما جاء من قصص عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:
عمر في عام الرمادة
في كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد قصة شهيرة من قصص عمر في عام الرمادة يرويها أبو هريرة -رضي الله عنه- يقول: "يرحم الله ابن حنتمة -يعني عمر- لقد رأيته عام الرمادة وإنَّه ليحمل على ظهره جرابين وعكة زيت في يده وإنه ليعتقب هو وأسلم، فلما رآني قال: من أين يا أبا هريرة، قلت: قريبًا، قال: فأخذت أعقبه فحملناه حتى انتهينا إلى صرار فإذا صرم نحو من عشرين بيتًا من محارب، فقال عمر: ما أقدمكم قالوا الجهد، قال: فأخرجوا لنا جلد الميتة مشويًا كانوا يأكلونه ورمة العظام مسحوقة كانوا يسفونها فرأيت عمر طرح رداءه ثم اتزر فما زال يطبخ لهم حتى شبعوا، وأرسل أسلم إلى المدينة فجاء بأبعرة فحملهم عليها حتى أنزلهم الجبانة ثم كساهم وكان يختلف إليهم وإلى غيرهم حتى رفع الله ذلك".[٣]
قصة عمر مع ابن عمرو بن العاص
جاء رجل من أهل مصر إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ذات يوم، وقال له: "يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم"، فأعاذه عمر فقال الرجل: لقد سابقت ابن عمرو بن العاص -وكان عمرو بن العاص والي مصر آنذاك- فسبقته فضربني بالسوط وصار يقول: أنا ابن الأكرمين، فبعث عمر رسالة إلى عمرو بن العاص -رضي الله عنه يأمره بالقدوم إلى المدينة هو وابنه، ثمَّ لما حضر عمرو بن العاص وابنه، أمر عمر الرجل المصري أن يضرب ابن الأكرمين بالسوط، فضربه، وقال عمر مقولته الشهيرة: "مذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا".[٣]
قصة طعام عمر
عندما اشتد البلاء على الناس في عام الرمادة، كان عمر يصوم فإذا جاء وقت الإفطار أكل عمر -رضي الله عنه- الخبز والزيت، حتَّى جاء يوم من الأيام ذبح المسلمون ذبائح كثيرة فجاؤوا لعمر بأطيب ما فيها، فقال لهم: "بخ بخ، بئسَ الوالي أنا إنْ أكلتُ أطيبَها وأطعمتُ النَّاس كراديسها، ارفعْ هذه الجفنة هات لنا غير هذا الطعام"، فجاؤوا له بخبز وزيت فأكل قليلًا ثمَّ تذكر أحد فقراء المسلمين وطلب أن يُؤخذ هذا الخبز والزيت إليهم، حيث قال: "ارفع هذه الجفنة حتى تأتي بها أهل بيت بثمغ فإني لم آتهم منذ ثلاثة أيام وأحسبهم مقفرين فضعها بين أيديهم".[٣]
وفاة عمر بن الخطاب
كان عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة طيلة حياته، فكانت له بإذن الله تعالى، ففي السنة الثالثة والعشرين للهجرة، في يوم الأربعاء الموافق ل 26 ذي الحجة، في صلاة الفجر، خرج عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يؤم بالناس في المسجد، وعندما سجد طعنه رجل مجوسي اسمه أبو لؤلؤة الفارسي بخنجر مسموم طعنات عدة، كما قتل ستة وأصاب ستة من المصلين ثمَّ قتل نفسه، فوقع عمر على الأرض وطلب من عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- أن يكمل الصلاة، ثمَّ وقبل أن تفارق روحه أمر أن يتولَّى أمر المسلمين واحد من ستة أشخاص حددهم بنفسهم، وأن يختار الناس خليفة المسلمين منهم، ثمَّ مات ودُفن إلى جانب أبي بكر -رضي الله عنه-، والله أعلم.[٤]المراجع[+]
- ↑ "عمر بن الخطاب"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "عمر بن الخطاب رضي الله عنه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-05-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "صور رائعة من عدل عمر بن الخطاب"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "عمر بن الخطاب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 21-05-2019. بتصرّف.