سؤال وجواب

تعبير عن العائلة والأصدقاء


تعبير عن العائلة والأصدقاء

عند كتابة تعبير عن العائلة والأصدقاء لا بدّ أن يستهلّ هذا الموضوع بذِكر أنّ الإنسان كائن تشاركيّ، لا يستطيعُ العيش وحده أبدًا لذلك فالعلاقات الاجتماعيّة هي التي تُبقيهِ على اتصالٍ مع المجتمع من حوله، وتعزّز مشاعر المودّة والحبّ بينهم، وترتقي بهِ إلى مرحلة التصالح مع الذات والعالم المحيط بنا، والعائلة هي اللّبنة الأساسيّة التي ولد فيها الانسان وانطلق منها، فهي المجتمع الصغير الذي يتربّى فيه الشخص وتتشكّل شخصيّته فيه، فالأولاد كما يقولون مرآة آبائهم وأمّهاتهم، يتطبّعون بطباعهم، ولا يمكن أن يتجاهل الشخص دور العائلة في إشعار من حولهم بالأمان الدائم والطمأنينة والراحة.

فلو جرَّب أحد الأولاد مرةً أن يبتعد عنهم فإنّ الخوف والقلق لن يترُكاه وشأنَه، فالعائلة مهما كانت هي العالم الأول الذي لا يستطيع أحدٌ الاستغناء عنه، أمّا لحظات الفرح والسعادة فإنّها لن تكون دون العائلة والأصدقاء الذي يُضْفُون على الحياة الكثيرَ من المرح والحبّ، فعندما يفرح أحدهم لأمر ما حدث معه فإنه يُسارع الخطى ليخبرَهم فيفرحوا لفرحه، وإذا ما واجهته مشكلة فسوف يراهم يقفون معه وِقفة قويّة، يحاولون إيجاد حلول لمشكلته وكأنها مشكلتهم، فمساندتهم له ستنسيه ألمه، ووجودهم حوله هو العزاء الأكبر له.

العائلة والأصدقاء هم الكنز الذي لا يقدّر بثمن، ولا يوزن حتى بكنوز الدنيا، خاصة أن الكثير من الناس يفقدون هذه النعمة ويحسدون غيرهم عليها، وهذا الأمر يجعلهم متمسّكين بهم أكثر ومُقدرين لهذه النعمة أيضًا، لكن للعائلة الأصدقاء حقوقٌ أيضًا يجب تأديتها بكل صدر رحب، فالذي يجمع الشخص مع عائلته هو رابطة الدم، لذلك من واجب الانسان عليهم أن يشعُر بهم ويُساعدهم فيما يطلبون، ويحقق لهم ما يتمَنون حسب قُدراته بالتأكيد، ويحرص على راحتهم ويمدُّهم بكل ما يحتاجون من المشاعر، فالعائلة مهما كبُر أفرادها يبققون بحاجة إلى العطف، لكلمات الحب، فهذا ما يُشعرهم بقوّة الرابطة التي تجمعهم، ويعطيهم قوّة للمضيّ في هذه الحياة مطمئنين، ويجب أن يكون المرءُ متأكدًا أن أي تعبير عن العائلة لا يوفيهم حقّهم.

أمّا نعمة وجود الأصدقاء فإنّها لا تقلّ أهميةً ولا تقلّ قيمةً عن نعمة العائلة، فهم حقًا السّند عند الضيق والحاجة، والمؤنِس في الوحشة، وأكبر مثالٍ على ذلك سيد الخلق محمّد -صلى الله عليه وسلم- النبيّ المُرسل عندما أتته الرسالة ليبدأ بنشرها، أول من وقف معه وسانده وأعانه على حمل هذه الأمانة وعلى نشرها وعلى منع أذى الناس عنه هو عائلته وأصدقاؤه.

لذلك فإنّ فضل أولئك لا يمكن أن يتلاشى مع الزمن، فإنّ فضلهم ونعمة وجودهم هو الأساس الذي لا يمكن أن يصبح شيئًا ثانويًّا أبدًا، وبما أن العائلة والأصدقاء هم أساس الحياة وجب على كلّ فرد رُزِق هذه النعمة أن يؤدّيها حقها من الشُكر والتقدير لله -عزّ وجلّ- أن آتاهم من نعمه الكثيرة، وكان هذا تعبير عن العائلة والأصدقاء.