سؤال وجواب

الأدب في العصر الحديث


تعريف الأدب

الأدب هو شكلٌ من أشكال التعبير عن مشاعر الإنسان وعواطفه، وهو أسلوبٌ من الأساليب التي يستخدمُها الإنسان لإفراغ هواجسِه وخواطره وعرض أفكاره بمساحة يخلقُها لنفسه من الحروف، ويُعرَفُ الأدب في كلِّ لغة من لغات الأرض بأنّه مجموعة النصوص التي كتبها الأدباء والشعراء حول العالم بهذه اللغة، وتختلف فنون الأدب في كلِّ اللغات؛ فمن الأدباء من يعبّر عن أفكاره ومشاعره شِعرًا، ومنهم من يعبّر عن ذلك نثرًا، وللنثر أنواعٌ أيضًا، وهذا التنوّع في هذه الفنون قائمٌ على الأدوات التي يمتلكها كلُّ كاتب، وعلى الميول الأدبيّة الخاصّة به، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على الأدب في العصر الحديث بفنونِه المختلفة.

الأدب في العصر الحديث

كان الأدب العربي قبل بداية القرن التاسع عشر يعيش حالة من الركود في ظلِّ سيطرة الدولة العثمانية على البلاد العربية، وحالة الركود هذه التي كان يعيشها العرب بشكل عام انعكستْ تمامًا على الأدب في تلك الفترة، فكان نتاج الأدباء العرب محدودًا، ولم يأخذ الأدب العربي في هذا العصر حقه الكامل إلى أن جاء الأدب الحديث مع اختلاط العرب بالحضارات المجاورة واطلاعهم على الآداب الأخرى، وقد بدأ الأدب العربي يرجع شيئًا فشيئًا إلى عصور الازدهار، حيث اتخذ الأدب في العصر الحديث في العالم العربي منحى جديدًا بدخول مجموعة من الفنون الأدبية العربية الجديدة على الأدب، لم تكن هذه الفنون معروفة من قبل أو سائدة عند الأدباء العرب، فقد دخل الفنّ المسرحي النثري والشعري لأول مرة في تاريخ الأدب العربي كلِّه، كما دخل فنُّ الرواية أيضًا على الأدب في العصر الحديث، فاشتُهر عدد كبير من الروائيّين وكتاب المسرح العرب، كما شكّل دخول النقد الأدبي نقطة إيجابية في الأدب في العصر الحديث، فقد تطورت الدراسات النقدية في العصر الحديث تطورًا ملحوظًا بعد أن كان النقد العربي هزيلًا من قبل، وجدير بالذكر إنَّ النقد الأدبي حمل بين جنبيه نتائج إيجابية عظيمة على الأدب في العصر الحديث، حيث اكتشف النقاد عوالمَ أخرى في النص الأدبي العربي ورصدوا تطورات النص الأدبي عبر العصور، وفصَّلوا في المعجم اللغوي والدلالي في كلِّ نص أدبي، فمنحوا النقد مساحات إضافية ونظريّات نقدية جديدة لم تكن معروفة ومتداولة في عصور الأدب السابقة. [١]

عوامل نهضة الأدب العربي في العصر الحديث

ارتفعت قيمة الأدب في العصر الحديث ومكانته بين الآداب العالميّة بشكلٍ ملحوظ، فقد وصلَ عددٌ كبير من الأدباء العرب إلى العالميّة ممّا فتح عيون قرَّاء الأدب في العالم أجمع على نتاج الأدباء العرب، وقد وصل الأدب في العصر الحديث إلى هذه المكانة المرموقة بفعل مجموعة من العوامل التي أسهمت في نهضته العظيمة، وهذه العوامل هي: [٢]

  • انتشار المدارس: أسهمت المدارس إسهامًا كبيرًا في نهوض الأدب العربي في العصر الحديث، فتوسع العلم ووصوله إلى أكبر عدد من الناس ساعد في اكتشاف مواهب أدبيّة جديدة لم تكن لتظهر لولا اهتمام المدارس بها واطلاعها من خلال المدارس على الأدب بفنونه المختلفة، فكانت المدارس الشّرارة التي أشعلت شعلة الأدب في صدور كثير من أدباء العرب في العصر الحديث.
  • الطباعة: تعدّ الطباعة وسيلة من أعظم وسائل نشر المعارف والعلوم والآداب وجعلها متاحة في أيادي أكبر عدد من الناس، وجدير بالذكر إنَّ أول مطبعة دخلتِ البلاد العربية كانت مطبعة أنشأت في لبنان سنة 1610م.
  • الصحافة: انتشرت الصحف والمجلات بكثرة في البلاد العربية في القرن الماضي وكان لها دور عظيم في نشر نتاجات الأدباء العرب وأخبارهم، ولها دورٌ كبيرٌ ايضًا في نشر أخبار الأب في العالم كلِّه، وكانت مصر مهد الصحافة العربية حيث ظهرت أول جريدة عربية في مصر في عهد محمد علي سنة 1828م، كما أسهمت الصحافة في نشر الوعي الذي يدفع المواطن العربيّ إلى محاربة الاستبداد والرغبة في نيل الحرية ومواظبة حضارة الغرب، من خلال انفتاح المجتمع العربي على الثقافات الأخرى المحيطة.
  • الجمعيات العلميّة والأدبيّة: كان للجمعيّات التي تأسّست معظمها في القرن الماضي دورٌ بارزٌ في إحياء الأدب العربي ونشره، فقد أسهمت في جَمْع الأدباء العرب مع بعضهم وتحاورهم وهيّأت لهم السبل إلى الحوارات الأدبيّة الفعّالة، وقد اشتهر المجمع العلمي العربي الذي تأسّس في دمشق في أوائل القرن العشرين، كما اشتهر المجمع الملكي للغة العربية في القرن الماضي أيضًا.
  • المكتبات: نقلت المكتبات نتاجات الأدباء في العالم كلِّه وأسهمت الترجمة التي انتشرت في القرن الماضي مع كثرة الهجرات إلى البلاد الأجنبية وتعلِّم عدد كبير من العرب لغات أجنبية كثيرة أدى إلى نشاط حركة الترجمة وبالتالي وضع نتاجات وفلسفات الشعوب الأخرى في متناول الأدباء العرب، وكانت من أشهر المكتبات المكتبة الظاهرية في دمشق والأزهرية في القاهرة.

الشعر العربي في العصر الحديث

بقي الشعر العربي في بدايات القرن التاسع عشر يعتمد على ما ورث من الشعراء العرب، ينسج على مِنوالهم ويكتب بمعجمهم ولغتهم وأساليبهم، ولم تتغيّر أغراض الشعر العربي أبدًا، فظلّ الرثاء والهجاء والغزل والمديح والوصف والفخر وغيره، حتَّى النصف الثاني من القرن التاسع عشر بدأت علامات النهضة الشعرية العربية تظهر، واتسعت في بدايات القرن العشرين، فقد بدأ المدارس الشعرية العربية بالتشكل، بداية بمدرسة البعث والإحياء التي قامت بفكرة الحفاظ على التراث الشعري العربي وإعادة القصيدة العربية إلى عصور الازدهار عندما كان للشعر العربي رونقه وإشراقه الخاص، فقاموا بالاعتماد على أغراض الشعر في عصور الازدهار معتمدين أساليب شعراء تلك العصور ومعجمهم اللغويّ أيضًا، وكان من رواد هذه المدرسة: محمود سامي البارودي، بشارة الخوري، أحمد شوقي وغيرهم، ثمَّ ظهرَ الشعر العرب الحديث الذي يعتمد على نظام التفعيلة الواحدة والذي خرج من أغراض الشعر العربي المعروفة إلى حد ما وخرج من المعجم العربي القديم ومن شكل القصيدة العربية أيضًا وكان من رواد هذا الشعر: نزار قباني، نازك الملائكة، محمود درويش، بدر شاكر السياب وغيرهم، كما شهد الشعر العربي الحديث ظهور قصيدة النثر التي خرجت عن أوزان الخليل كاملة، ومن أشهر رواد قصيدة النثر أدونيس. [٣]

النثر العربي في العصر الحديث

شهد النثر العربي تطوّرًا هائلًا في العصر الحديث، فبعد أن غرق النثر في القرن التاسع عشر بالمحسنات البديعيّة التي تُثقل كاهل النص عند ازديادها عن الحد المقبول، تطور النص النثري في الأدب العربي بعد اتصاله بالنثر الغربي الذي حرَّض الأدباء العرب على الكتابة في فنون نثريّة جديدة لم تكن معروفة عند العرب من قبل، فظهرت الرواية التي هي قصّة طويلة متكاملة مترابطة مع بعضها، وقد لاقت الرواية قبولًا كبيرًا في العالم العربي وتطوّرت على يد عدد من الروائيين العرب كان أشهرهم: نجيب محفوظ، غسان كنفاني، غادة السمان، حنا مينه وغيرهم، كما دخلتِ المسرحية النثرية التي لم تكن معروفة من قبل أيضًا، ودخل النقد الأدبي وانتشر انتشارًا واسعًا، فكُتِبَتِ النظريات النقديّة الحديثة التي ساهمت في تقويم الأدب وتحسين النتاج الأدبي وتطوير الأساليب والأدوات عند الأدباء العرب بشكلٍ عامّ. [٣]

المراجع[+]

  1. "الأدب والتنظير في عصرنا الحاضر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-05-2019. بتصرّف.
  2. "النهضة العربية وأثرها في أدب العصر الحديث"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 22-05-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "الأدب العربي في العصر الحديث"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 22-05-2019. بتصرّف.