سؤال وجواب

شروط الطواف حول الكعبة


تعريف الطواف

الطواف لغةً هو السير والدوران حول الشيء، أمّا شرعًا فهو الدوران حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط، ويُعتبر الطواف من أهمّ أركان الحج والعمرة ولا تصحّان بدون أدائه، ويُستحبّ في بداية الطواف استقبال الكعبة بحيث يكون الحجر الأسود على اليمين ثم الانتقال لاستقبال الحجر مع نيّة الطواف ثمّ يكون الطواف والكعبة على يسار الطائف، كما يُستحبّ الإكثار من الدعاء أثناء الطواف حول الكعبة بما فيه خيرٌ للمسلم في الدنيا والآخرة، وسيأتي هذا المقال على ذكر شروط الطواف حول الكعبة المشرفة.[١]

شروط الطواف حول الكعبة

يُعتبر الطواف من العبادات الواجبة أثناء الحجّ والعمرة ولذلك وضع أهل العلم شروطًا لصحّة الطواف استنادًا على أحاديث النبيّ الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وشروط الطواف حول الكعبة المشرفة هي:[٢]

  • الإسلام: اتفق أهل العلم على أنّ الإسلام من شروط الطواف لأنّه عبادة، والعبادة لا تصح ولا تقبل من الكافر.
  • العقل: اختلف أهل العلم على هذا الشرط، فاشترطه الحنفية والحنابلة، أمّا المالكية والشافعية فلا.
  • النيّة: وهي من شروط الطواف حول الكعبة باتفاق أهل العلم، حاله كحال أيّ عبادة.
  • ستر العورة: لا يصح الطواف حول الكعبة دون ستر العورة، لقوله -صلى الله عليه وسلم- "لا يطوفَ بالبيتِ عريانٌ".[٣]
  • طهارة الحدث: تُعتبر الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر ومن النجاسة شرطًا من شروط الطواف حول الكعبة، كما يُشترط الوضوء وذلك استنادًا على قول النبيّ الكريم -عليه الصلاة والسلام-: "الطَّوافُ بالبيتِ صلاةٌ إلَّا أنَّ اللهَ أحَلَّ فيه المنطقَ فمَن نطَق فلا ينطِقْ إلَّا بخيرٍ"[٤]، وأمّا عن الطهارة من النفاس والحيض بالنسبة للنساء فقد مُنعت المرأة الحائض والنفساء من الطواف حتى تغتسل، وهذا ما جاء في الحديث الشريف عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- انها قالت: "خَرَجْنَا مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَلَا نَرَى إلَّا الحَجَّ، حتَّى إذَا كُنَّا بسَرِفَ، أَوْ قَرِيبًا منها، حِضْتُ فَدَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقالَ: أَنَفِسْتِ؟ يَعْنِي الحَيْضَةَ قالَتْ، قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: إنَّ هذا شيءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ علَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاقْضِي ما يَقْضِي الحَاجُّ، غيرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَغْتَسِلِي".[٥]
  • طهارة الثوب والبدن من النجاسة وهو عند جمهور أهل العلم من شروط الطواف حول الكعبة لأنّ النبيّ الكريم قال: "الطَّوافُ بالبيتِ صلاةٌ"[٤] ويجب معاملة الطواف كمعاملة الصلاة.
  • الطواف سبع أشواطٍ كاملة: فإن أنقص عن سبع أشواطٍ حتى وإن كانت خطوات فلم يكتمل طوافه.
  • أن يجعل الكعبة المشرفة عن يساره
  • الطواف بجميع البيت: فالطواف داخل حجر اسماعيل اختصارًا للمسافة يُبطل الطواف.
  • أن يطوف ماشيًا: وهذا الشرط لمين يستطيع المشي.
  • أن يوالي بين الأشواط: فإن فصل بينها بفاصلٍ يسير فلا بأس بذلك.
  • أن يطوف داخل المسجد الحرام: لأنّ الطواف خارج المسجد يعتبر طوافًا بالمسجد لا طوافًا بالكعبة المشرفة.
  • أن يبتدأ الطواف بالحجر الأسود: فإن بدأ الطواف من باب الكعبة أو أيّ مكانٍ غير الحجر الأسود يُعتبر طوافه ناقصًا.

أنواع الطواف

إنّ الطواف بالكعبة المشرفة من أركان الحج والعمرة إلّا أنّ له أنواعًا وأوقاتًا مختلفةً، فأمّا بالنسبة للعمرة فإنّ لها طوافًا واحدًا ويعتبر من أركانها، وأمّا الحجّ فإنّ له ثلاثة أنواع من الطواف وهي:[٦]

  • طواف القدوم: يُعتبر طواف القدوم سنة عند غالبية أهل العلم ولا يلزم بتركه شيء، وذلك لأنّ طواف القدوم هو بمثابة تحية وكتحية المسجد فهو سنة، وذهب الإمام مالك -رحمه الله- إلى أنّ طواف القدوم واجب.
  • طواف الإفاضة: ويُسمى أيضًا طواف الزيارة وطواف الحج، وهو ركنٌ أساسيٌّ من أركان الحج ولا يصح بدونه، ويجب على جميع الحجاج أداؤه.
  • طواف الوداع: وهو الطواف الذي يقوم به الحجاج بعد أداء جميع مناسك الحج، وقد اختلف أهل العلم في وجوب طواف الوداع، فاتفق غالبيتهم على أنه واجب، إلّا على الحائض فإنها لا تطوف طواف الوداع وليس عليها شيء، وذلك بدليل نص الحديث الشريف: "أُمِرَ النَّاسُ أنْ يَكونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بالبَيْتِ، إلَّا أنَّه خُفِّفَ عَنِ الحَائِضِ."[٧]، وذهب الإمام مالك والشافعي -رحمهما الله- إلى أنّه سنّة وذلك لأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- رخص للحائض في تركه ولم يأمرها بدم بشيء، وقالوا: لو كان واجبًا لأمر بجبره.
  • طواف التطوع: وهو لمن أراد من الحجاج التطوّع وفي ذلك زيادةٌ في الأجر، والله -تعالى-أعلم.

المراجع[+]

  1. "طواف"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 22-05-2019. بتصرّف.
  2. "شروط الطواف وواجباته"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 21-05-2019. بتصرّف.
  3. رواه ابن العربي، في الناسخ والمنسوخ، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/243، صحيح.
  4. ^ أ ب رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان ، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم: 3836، أخرجه في صحيحه.
  5. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم: 1211، صحيح.
  6. "أنواع الطواف وحكم كل نوع"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-05-2019. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم: 1755 ، صحيح.