هل التحاميل المهبلية تبطل الصيام

بواسطة: حنين شودب

الصيام

الصيام هو إمساك المسلم المُبلَّغ العاقل عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر الصادق وحتى غياب الشمس في يوم الصيام، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وقد فرُض الصيام في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة، وتُؤدى فريضة الصيام في شهر رمضان، وكان تشريعه على مراحل عدة وجاءت هذه المراحل رحمةً من الله بعباده، وهو فريضة كانت على الأمم التي سبقت المسلمين، وذلك في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}^[١]، ومع مرور الزمن ظهرت مبطلاتٌ جديدة للصيام لم تكن موجودة في بداية الإسلام، ولكنَّ علم فقه الصيام لم يترك حكمًا في الصيام إلا وتكلَّم عنه، ومن ذلك الإجابة عن سؤال هل التحاميل المهبلية تبطل الصيام.^[٢]

مبطلات الصيام

مبطلات الصيام هي ما يُفسد على المسلم صيامه في يوم رمضان، فيجعل صومه غير صحيح، ويلزمه قضاء ذلك اليوم بعد انقضاء شهر رمضان، ومنها ما يتوجب على المسلم قضاء صيامه فقط، ومنها ما يتوجب عليه قضاء صيامه ودفع كفارة، ومن مبطلات الصيام ما يأتي:^[٣]

أن يأكل الصائم أو يشرب عمدًا دون أن يكون ناسيًا، أو مجبرًا على ذلك أو عن طريق الخطأ، سواءً كان طعامًا مُغذيًا أو لم يكن كذلك، أمَّا من نسي أنَّه صائم فلا يَبطل صيامه كما جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " مَن أَكلَ وهُو صائِمٌ وهو نَاسي فليُتِمَّ صَومَهُ فإنَّما هوَ رِزقٌ ساقَهُ اللَّهُ إليهِ" ^[٤]
أن يتقيأ الصائم عمدًا، وكان ذلك في قول النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: " من ذَرَعَهُ القيُء فليسَ عليهِ قضاءٌ، ومن استقاءَ عمدًا فليقضِ"^[٥]
الجماع بين الرجل وزوجته في يوم الصيام، وقد أمرَ النبيُّ من يطأُ زوجته في نهار رمضان أن يُكفِّرَ عن ذلك اليوم، وكان ذلك في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: " أنَّ رَجُلًا وَقَعَ بامْرَأَتِهِ في رَمَضَانَ، فَاسْتَفْتَى رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن ذلكَ، فَقالَ: هلْ تَجِدُ رَقَبَةً؟ قالَ: لَا، قالَ: وَهلْ تَسْتَطِيعُ صِيَامَ شَهْرَيْنِ؟ قالَ: لَا، قالَ: فأطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا"^[٦]
الاستمناء في يوم الصيام، أي إخراج الشهوة عن طريق اليد أو غير ذلك كمداعبة الرجل لزوجته إذا ترتَّبَ على هذه المداعبة خروج المني، وذلك من مُبطلات الصيام برأي جمهور العلماء.
وقد أجمع أهل العلم أنَّ النفاس والحيض عند المرأة يبُطل صيامها، فيجب عليها أن تُفطرَ في رمضان أيام حيضها، ثم تقضيها بعد انقضاء رمضان.
نية الإفطار وذلك بأن ينوي الصائم إفطار يوم رمضان نيَّةً صادقة وإن لم يطبقها فذلك مبطلٌ لصيامه، لقول النبيِّ -صلى لله عليه وسلم-: "إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ" ^[٧]

والله أعلم.