متى انتهت الخلافة العثمانية
الخلافة العثمانية
تعدُّ الخلافة العثمانية إحدى الإمبراطوريات الإسلامية الكبرى، أسسها عثمان الأول بن أرطغرل منذ عام 1299م، واستمرَّت الخلافة العثمانية لما يقارب 600 سنة، وبلغت ذروة قوتها ومجدها في القرن السادس عشر والقرن السابع عشر، وامتدَّت أراضيها في تلك الفترة لتشمل مناطق شاسعة من القارات الثلاث في العالم القديم، وبلغ عدد ولاياتها 29 ولاية، كما كان لها سيادة اسمية على عددٍ من دول وإمارات في أوروبا، وفي حكم السلطان سليمان الأول القانوني بين عامي 1520م و1566م كانت الدولة العثمانية قوة عظمى لا تضاهى، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول متى انتهت الخلافة العثمانية وأسباب ضعفها.[١]
بعض إيجابيات الخلافة العثمانية
قبل الحديث عن نهاية الخلافة العثمانية سيتمُّ الإشارة إلى بعض إيجابياتها، فرغمَ أنَّ الخلافة العثمانية عانت في آخر عهدها من الضعف والتفكك لجملة من الأسباب والتغييرات التي طرأت على العالم في العصر الحديث بشكل عام وعليها بشكل خاص، إلا أنها حققت الكثير من الإيجابيات التي يعود لها الفضل بتحقيقها ومن أهم إيجابيات الخلافة العثمانية:[٢]
- توسيع رقعةِ الأراضي الإسلامية، فقد فتحَ العثمانيون مدينة القسطنطينية وأخذوا مناطق واسعة في أوروبا إلى أن وصلوا إلى فيينا.
- التصدي للصليبيين على جميع الجبهات، سواء في أوروبا أو في شمال البحر الأسود أو في البحر المتوسط وشرق إفريقيا.
- قامت الدولة العثمانية بنشر الإسلام وشجعوا الناس على الدخول فيه.
- حماية بعض الأقطار العربية من ويلات الاستعمار.
- كانت أكبر دولة إسلامية شملت الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عدا المغرب، وبلغت مساحتها 20 مليون كيلو متر مربع.
- كان للعثمانيين دور كبير في إلغاء نظام الإقطاع في أوروبا.
- استطاعوا القضاء على أقوى الإمبراطوريات الصليبية وهي الإمبراطورية البيزنطية.
متى انتهت الخلافة العثمانية
مع بداية اندلاع الحرب العالمية الأولى في 28 حزيران من عام 1914م، وتبلوُر الصراع بين الحلفاء والمحور، حيثُ دخلت الخلافة العثمانية إلى جانب دول المحور وهي ألمانيا والنمسا وبلغاريا، بعد أن قطعت أي أمل في التقرُّب من فرنسا وبريطانيا وفشلت في أخذ قروض منهما لدعم الخزينة، فلم تجد بدًّا من الالتحاق بدول المحور، وفي 10 آب من نفس العام دخلت الدولة العثمانية الحرب بشكل فعلي بعد السماح لبوارج ألمانية بعبور مضيق الدردنيل هاربةً إلى البحر الأسود من السفن البريطانية، وبعد أن حققت ألمانيا بعض الانتصارات على روسيا عاد الأمل إلى الخلافة العثمانية باستعادة أراضيها المفقودة من قبل روسيا، فقامت بمهاجمة موانئ الدولة الروسية في البحر الأسود، فأعلنت روسيا الحرب فعليًّا على الدولة العثمانية.[٣]
بعد ذلك خاضت الجيوش العثمانية الحرب على العديد من الجبهات ولم تكُن في ذلك الوقت على استعاد لمثل هذه المعارك، فمُنيَت بهزائم فادحة في كثير من المعارك، فقد هُزمت على جبهة روسيا بعد أن أهلكَ الصقيع والوباء والحرب أكثر من 90 ألف جندي من العثمانيين، واستولت بريطانيا على العراق، وفي السويس اتفق العثمانيون والمصريون على قتال بريطانيا إلا أنهم هُزموا هزيمةً نكراء، وهاجمت سفنُ الحلفاء مضيق الدردنيل للاستيلاء على مدينة الآستانة وإجبار الدولة العثمانية على الخروج من الحرب، وحققت الثورة العربية الكبرى العديد من الانتصارات لطرد العثمانيين من الحجاز وبلاد الشام، فاستطاع العثمانيون هزيمة هذه السفن وكانت الانتصار الوحيد أمام سلسلة هزائم وإخفاقات كارثيَّة أدَّت في النهاية إلى اضطرار العثمانيين لتوقيع معاهدة مودروس في 30 تشرين الأول عام 1918م وخروجهم من الحرب وفق المعاهدة.[٣]
بعد توقيع المعاهدة بشهر نزلت في القرن الذهبي القوات الفرنسية والإيطالية والبريطانية والأمريكية ونشرت قواتها في الآستانة، واستولى الحلفاء على جميع الموانئ في البحر الأسود وتقاسموا الأراضي التركية، فرفضَ الأتراك هذا الاحتلال واندلعت ثورة بقيادة كمال أتاتورك لرفض خضوع السلطان محمد السادس ورفض تعاونه مع الحلفاء المحتلين، فتمَّ تشكيل حكومة وطنية يرأسها كمال أتاتورك لإقامة دولة تركية ذات سيادة واستقلال، وقامت بإلغاء ما سبق من قوانين وتعليمات صادرة عن الحكومة السابقة وجعلت السلطان وحكومته خارج القانون، وقد حاول السلطان أن يقضي على الحركة لكنه لم ينجح في ذلك.[٣]
في هذه الفترة فرضَت قوات الحلفاء معاهدة سيفر التي قسمت الدولة، ووقع عليها السلطان مرغمًا، ورفضها كمال أتاتورك وحكومته، وتصدى لجيوش اليونان وحقق انتصارات واستعاد الأراضي التي احتلوها، وصار بطلًا قوميًا تصدر واجهة الأحداث واختفى السلطان إلى أن تنازل عن العرش وغادر البلاد إلى جزيرة مالطا بواسطة بارجة بريطانية عام 1922م، وتولى الخلافة العثمانية ولي عهده عبد المجيد الثاني، وعندما صار كمال أتاتورك هو صاحب الكلمة الأولى وقَّع مع الحلفاء معاهدة لوزان تنازل بمضمونها عن الأراضي العثمانية غير التركية وحافظ على الأراضي التركية، ثمَّ جرَّد الخليفة من سلطته نهائيًا إلى أن أعلنَ إلغاء الخلافة إلى الأبد في عام 1924م وطُرد السلطان عبد المجيد الثاني خارج تركيا.[٣]المراجع[+]
- ↑ "الدولة العثمانية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "أسباب سقوط الدولة العثمانية"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-05-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "سقوط الدولة العثمانية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-05-2019. بتصرّف.