أحداث معركة كربلاء
محتويات
كربلاء والحسين بن علي
يرتبط اسم كربلاء باسم حفيد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فلا تكاد تُذكر كربلاء إلَّا ويُذكر الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما-، وُلد الحسين في السنة الرابعة للهجرة وهو سيد شباب أهل الجنة مع أخيه الحسن، قال رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-: "الحسنَ والحُسينَ سيِّدَا شبابِ أهلِ الجنَّةِ"[١]، وقد عاش في المدينة في بيت النبوة، وقد التزم الحسين بعد أن تنازل أخوه الحسن عن الخلافة لمعاوية ورَضي ببنود الصلح ولكنه ثار على يزيد بن معاوية بعد أن سلَّمه معاوية الخلافة بعده، فحدث بينهما قتال قُتل فيه الحُسين بن علي -رضي الله عنه- في معركة كربلاء، وهذا المقال سيسلط الضوء على أحداث معركة كربلاء بالتفصيل.
ما قبل معركة كربلاء
استقرَّت خلافة المسلمين لمعاوية بن أبي سفيان بعد أن تنازل الحسن بن علي -رضي الله عنه- عن الخلافة وبايع معاوية عليها وبايع الحسين بن علي معاوية بن أبي سفيان على خلافة المسلمين بعد خلاف وقتال انتهى بالصلح ومبايعة معاوية، وكان هذا بعد سلسلة من الصراعات بدأت في فتنة قتل علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- في معركة كربلاء، وقد تركت حادثة مقتله آلاف إشارات الاستفهام حول هذه المعركة، كما أحدثت مزيدًا من الفرقة بين المسلمين ومزيدًا من الطوائف التي لم تزل تتنازع فيما بينها حتَّى هذه اللحظة، وفيما يأتي بعض ما جاء من أحاديث نبوية عن الحسين بن علي -رضي الله عنهما-:
- عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: "رأيتُ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- في المنامِ بنصفِ النهارِ أشْعثَ أغْبرَ معَهُ قارورةٌ فيها دمٌ يلتَقِطُهُ أو يَتَتَبَّعُ فيها شيئًا، قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ ما هذا؟ قال: دمُ الحسينِ وأصحابِهُ لم أزلْ أتَتَبَّعُهُ منذُ اليومِ، قال عمارُ: فحَفَظْنا ذلك اليومَ فوجدناهُ قُتلَ ذلك اليومَ"[٥].[٦]
- وفي حديث رجاله رجال ثقات عن أم سلمة هند بنت أبي أمية إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: "إنَّ ابني هذا -يعني الحسَينَ- يُقتَلُ بأرضٍ من أرضِ العراقِ، يُقالُ لها كَرْبِلاءُ، فمن شهِدَ ذلكَ منكم فلينصرْهُ"[٧].[٦]
- وقد ذكر الألباني في السلسلة الصحيحة عن عبدالله بن سعد الأنصاري إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "لقد دخل عليَّ البيتَ ملَكٌ لم يدخلْ عليَّ قبلَها، فقال لي: إنَّ ابنَك هذا حُسَينٌ مَقتولٌ، و إن شئتَ أَرَيتُكَ من تُربتِه الأرضَ التي يُقتَلُ بها"[٨].[٩]
رأي أهل العلم بيزيد بن معاوية
لقد ارتكب يزيد بن معاوية في فترة حكمه كثيرًا من التصرفات الكارثية التي أدت إلى انتشار الفتنة بين المسلمين، هذه الفتنة التي لم تنطفئ نارها حتَّى هذه الأيام، فقد قتل الحسين بن علي -رضي الله عنهما- بمساعدة أعوانه وقادة جيوشه في سبيل البقاء في الخلافة كما هاجم المدينة المنورة وقتل من الصحابة والتابعين ما قتل، ولكنَّ أهل العلم لا يطلقون حكم التكفير على يزيد بن معاوية بل إنَّهم يتركون أمره لله تعالى الذي يحاسب العباد بعدله على ما اقترفت أيديهم، والأفضل أن يترك الإنسان نقاشات الفتنة الكبرى وألَّا يكثر الحديث في مصير يزيد بن معاوية وأن يلتزم قول الإمام أحمد في يزيد: "يزيد لا نلعنه ولا نحبه"، والله تعالى أعلم.[١٠]المراجع[+]
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2/425، صحيح.
- ↑ "معركة كربلاء"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما."، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "معركة كربلاء"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 26-05-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه أحمد شاكر ، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 4/26، إسناده صحيح.
- ^ أ ب "الحسين بن علي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-05-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الشوكاني ، في در السحابة، عن أم سلمة هند بنت أبي أمية، الصفحة أو الرقم: 232، إسناده رجاله ثقات.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عبدالله بن سعد الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 822، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
- ↑ "هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن الحسن بن عليّ أنه يموت مسموما، وعن أخيه الحسين أنه يموت مذبوحا؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 26-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "يزيد بن معاوية ليس كافراً وأمره إلى الله"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-05-2019. بتصرّف.