موضوع تعبير عن القراءة للصف الخامس
موضوع تعبير عن القراءة للصف الخامس الابتدائي
هي الشُّعلة التي توقدُ الأمم، هي المنارة التي ترشدُ إلى طريق النَّجاة، وسيتحدَّث هذا المقال عن موضوع تعبير عن القراءة، وأهميتها وفوائدها، هي الكلمة الأولى التي نزل بها جبريل -عليه السلام- من القرآن الكريم عندما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مختَلِيًا بنفسه في غار حراء يتفكر في الخلق، فنزل عليه ملك الوحي فقال له: اقرأ، ولعلَّ هذا ما يدلُّ على أهمية القراءة ونفعها، فلم يقل جبريل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أقم الصلاة، مع أنَّها من أهمِّ أركان الإيمان، بل بدأت الدَّعوة بالتفكر، وإعمال العقل، والبحث والتَّمحيص، هي الشَّمس التي تطلع على الأكوان فتشرق في النَّفس وتنفض غبار الجهل عن العقول، إنَّ القراءة هي سفرٌ عبر الزَّمن.
مهما طال عمر الإنسان، فهو لن يعيشَ إلَّا حياةً واحدة، ولكنَّه في القراءة سيعيش الإنسان فوق حياته حياة الآخرين، وتجاربهم،فهو لن يحسَّ بطعم القراءة حتَّى يتخذها بحرًا يغرق فيه، ويغوص في أعماقه، فهو إن وجد الشَّاطئ ورآه بأمِّ عينه إلَّا أنَّه يرفض النَّجاة، والوصول إليه، فالأمواج المتلاطمة في هذا البحر باتت محبَّبةً إليه، إذ أنّه لا يعرف النَّوم إلّا بعد تحطَّم قاربه ودخول ماء العلمِ إلى رئتيه، مختنقًا بكلماتٍ لا يحب أن تخرج منه ويتنفّس ما اعتاده الآخرون، إلا أنَّه ليس أيّ قراءة تعدّ قراءةً ممثمرةً فمنهم من يقرأ عدًّا للصفحات ليقال عنه قارئٌ نَّهم، ومنهم من يقرأ ليأخذ حاجته من الكتاب، ثمَّ يرفعه على رفِّ النَّسيان، لتأكل الأيَّام حروفه، فلا يعطيه فائدةً، ولا هو استطاع أن يفيد أحد.
إنَّ القراءة المثمرة هي القراءة التي تعين على فهم الحياة، فيجد الإنسانُ نفسه قد صار أقدر على فهم القوانين، والمعادلات الكونيَّة التي باتت شائكةً تستعصي على الفهم إلا من القليل القليل، وكما قال الدُّكتور عبد الكريم بكار: "إنَّني أعتقد أننا سننال من القراءةِ أكثر كلَّما كان وعينا بما نريده من ورائها أكثر نضجًا، وتنظيمًا"، وإن عاد خط الزَّمن إلى الوراء، وعُرِضت أحداث غزوة بدر، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد فدى الأسير المشرك بأن يعلم عشرًا من أطفال المسلمين القراءة، والكتابة، ويكون بعدها حرًّا طليقًا، القراءة هي ليست عمليَّةٌ لعدِّ الحروف، وتكديس الورق، إنّها حياةٌ توهب لينعم بها الإنسان، هذا المقال يعرض كلماته ليست كموضوع تعبير عن القراءة فقط، بل هو ماءٌ يسكب في أرواح النَّاس روحانيّةً تعيد إليهم شغف القراءة وحبّ الاطلاع، فأمة اقرأ تريد أن تقرأ؛ لتزداد نورًا، وعلمًا بين الأمم.