سؤال وجواب

موضوع تعبير عن التعاون بين أفراد ا


موضوع تعبير عن التعاون بين أفراد المجتمع

خمسةُ حروفٍ قامتْ عليها البشريّة جَمعاء، خمسة حروفٍ كانتْ رهينةً لِأنْ ترفع أمةً، أو تحطّ من شأنِها، التعاون هو لغة التقدّم، وسيتحدَّث هذا المقال عن موضوع تعبير عن التعاون بين أفراد المجتمع بإذنِ الله، قلَّما تجدُ عملًا وقد نجحَ بشكلٍ فرديّ، إلَّا أن تجدَ يدَ التعاون والجماعة قد خطَّت أثرها، فاللهُ في عونِ العبد ما دام العبد في عون أخيه.

وقد حثَّ دين الله الحنيف على التعاون فقال الله -عزَّ وجلّ- في كتابه العزيز: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[١] إذًا فللتعاون صورٌ وأشكالُ مختلفةٌ كثيرًا، فربّما تَعاونَ رجلان في قتل ثالث واستشهدوا بآية الله التي سبق ذكرها زعمًا منهما أنَّه تعاون يريدان أن يلبثا بين الحقِّ والباطل، فهذا حتمًا ممن ضلُّوا، وأضلوا وهذا تعاون ضالٌّ حرَّمه الله ورسوله، ومن صور التعاون الحميدة في معركة الخندق، عندما أشار الصحابيّ سلمان الفارسي -رضوان الله عليه- على الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- بحيلةٍ لم تكن معروفةً عند العرب، وهي أن يحفرَ خندقًا عظيمًا حول المدينة، فلا يستطيع الكفَّار اختراقه للوصول إليهم، وأُعجِب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بهذه الفكرة العظيمة، وبدأ جميع الصحابة بالتعاون في حفره، حتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شمَّر عن ساعدَيْه، وبدأ بالعملِ معهم، لم يقلْ أنا القائد، وأنا النبيّ ولا يجبُ أن أعمل بل على عكس ذلك، كان من أول العاملين، وهذه من أهمّ الدُّروس في التَّعاون، وهي وجوب عمل القائد مع جيشه حتَّى لا يصيبهم التقاعس، ويكونوا سواسيةً فيما بينهم، روحًا واحدةً لا يدخل بينهم الشيطان من أيِّ باب.

إنَّ التعاونَ ينمِّي الألفة، ويزرعُ المحبَّة، ويقوّي المجتمع، كخليَّة من النَّحل، لكلٍّ عملُه وسعيه، فلا تقاعسَ ولا كسل بل جدٌّ واجتهاد ومثابرة، وللتَّعاون فوائدُ كثيرةٌ فهو يطرد الملل، والسَّأم فيعمل الجميع سويًّا فتخلق بينهم روح المحبَّة والمرح، ويوفِّر الجهد، فلا يحتاج الشخص لبذل أضعاف جهده نتيجة عمله وحدَه بل يتقاسمون عملهم معًا، ويُسهم التَّعاون أيضًا في توفير الوقت، وهو ما حضَّ عليه الإسلام، فالدِّين ضدَّ هدر الوقت بلا فائدة.

في هذا الموضوع ليس الهدف فقط هو الحديث عن موضوع تعبير عن التعاون بين أفراد المجتمع وصوره، والفائدة منه وكفى، بل للإحساس بأهميته، وجعله نبراسًا يضيء حياة الأمة العربيّة؛ لتعود أمَّةً واحدةً قويّةً متعاونة دولًا وأفرادًا وحدودًا وقوانين.

المراجع[+]

  1. سورة المائدة، آية: 2.