سؤال وجواب

موضوع إنشاء عن النبي هارون


موضوع إنشاء عن النبي هارون

النبيّ هارون هو نبي من أنبياء بني اسرائيل، وهو أخ موسى-عليه السلام- ومن ذرية ابراهيم-علي السلام- أيضًا، ارسله الله ليقف مساندًا لأخيه موسى -عليه السلام-، فقد كان فصيح اللسان، ذكيّ الكلمة وكان سيدنا موسى-عليه السلام- يعاني من تلعثمٍ في الكلام بسبب الجمرة التي أعطاه إيّاها فرعون، بسببها أصبح ثقيل اللسان ضعيف الكلمة لا يستطيع التحدّث بفصاحة كأخيه هارون، لذلك دعا سيدنا موسى -عليه السلام- ربه وقال: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي *يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}. [١]

استجاب الله لموسى -عليه السلام- وأمر هارون بأن يُساند أخاه ويقف معه جنبًا إلى جنب كي يساعده ويكون لسانه الفصيح الذي حُرِم منه، فيستقوي به ويكون حجته الدامغة والقويّة، فقد قال الله-تعالى- في كتابه: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ} [٢]

فذهب النبي هارون معه إلى فرعون وتحدّث إليهم بكل فصاحة وببلاغة فأعجبهم ما يقول، لذلك اقتنعت فئةٌ منهم بما يقول وفئة أخرى عُمي على قلوبهم وأبصارهم وآذانهم فلم يتبعوهم، وعندما هربوا من فرعون وأخذوا الأمان على حياتهم، أمر الله النبيّ -موسى عليه السلام- بأن يذهب إلى مكان ما ليأمره بما عليه أن يفعل، وفي تلك الفترة كان نفرٌ من بني اسرائيل يحاول ادخال الفتنة فيما بينهم فسألهم هل تريدون رؤية ربكم؟ فأجابوا بالموافقة، فجمع ما معه من الذهب وصنع عجلًا منه وقال لهم هذا إلهكم، وبدأ بعض منهم بعبادة هذا التمثال المصنوع من الذهب، فلمّا أتى موسى صُعِق بما رأى ولام النبيّ هارون-عليه السلام- على ما رآه، لكن أخبره هارون-رضي الله عنه- بأنه بأنه إذا حاول منعهم بالقوّة فإنهم سينقسموا لذلك انتظر مجيئه، وقام سيدنا موسى-عليه السلام- بتذويب التمثال ورميه في النهر.

عندما طلب موسى -عليه السلام- العون من الله لم يتركه الله ليتدبّر أمره بل استجاب الله وأعانه وأعطاه ما طلب، فحاشاه الله أن يطلب من عبده أمرًا ثم يتركه، فجعل الله -سبحانه وتعالى- الأخ سندًا يقوّي ظهر الشخص، فسيدنا موسى-عليه السلام-عندما طلب العون من الله جاءه العون على شكل أخ، فهو الأقرب، وهو أكثر من يحرص على مصلحة أخيه، وأكثر من يشدّ أزره ويقوّي عزيمته، فالنبيّ هارون -عليه السلام- كان مثالًا يُضربه الله للناس ليعلّمهم ويريهم بأن الأخ نعمةٌ من الله يرزقها لمن يشاء من عباده. [٣]

المراجع[+]

  1. سورة طه، آية: 25-32.
  2. سورة طه، آية: 36-37.
  3. "قصة هارون عليه السلام"، www.kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 06-06-2019. بتصرّف.