سؤال وجواب

قصة عام الفيل للأطفال


قصة عام الفيل للأطفال

قصة عام الفيل، وهو العام الذي ولد به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحدثت فيه أحداثٌ جليلةٌ ومهمَّة، وسيتحدَّث هذا المقال بالتفصيل عن أحداث قصة عام الفيل بإذن الله، تبدأ هذه القصَّة من اليمن عندما كان فيها ملكٌ ظالمٌ يُدعى أبا نواس الحميري بَطَشَ في أهل اليمن، وكان يجبرهم على الدُّخول في الدِّين اليهوديّ فيرفضون إلّا أن يكونوا مسيحيين، فيقتلهم ويحرقهم، قال الله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}[١] فاستطاع أحد الرِّجال الهرب من هذه المجزرة، ولجأ إلى قيصر الروم ليرفع عنهم هذا الظلم، لكنَّ بلاد الرُّوم بعيدةٌ عن اليمن، فبعث بالرَّجل مع رسالةٍ منه إلى إلى ملك الحبشة يطلعه بالأمر، فبعث ملك الحبشة بجيش عظيم قائده رجلٌ يدعى أرياط، وبين الجند رجلٌ يقال له أبرهة، فقاتلوا أبا نواس الحميري وقتلوه واستقرت الأمور لهم، ولكن ما لبث أبرهة أن قتل أرياط، وتملك هو على عرش اليمن.

ولمَّا كان أبرهة صاحب جشعٍ وطمع فقد ضاق عليه أن يرى النَّاس تذهب إلى مكّة المكرمة، فخطر له خاطرٌ خبيث، وهو أن يبنيَ كنيسةً في اليمن لكي يحجّ النَّاس إليها، وبالفعل بدأ بالإقدام على تلك الفكرة واستخدم أهل اليمن في ذلك، فكل من لا ينهي عمله في الوقت المحدد يقدِم على قطع يده، فأذاقهم ألوان العذاب، وتمَّ بناء تلك الكنيسة، وقد زيَّنها بأنواع الذهب، والمجوهرات، وبدأ بإجبار النَّاس للحج إليها، وترك الكعبة المشَّرفة، لكن النَّاس رفضوا، فلما سمع أحد الرجال بالخبر، أتى إليها ليلًا، وغطاها بالقاذورات وما إلى ذلك، فاستشاط غضبًا ذلك الملك الظالم، وأقسم ليهدمنَّ الكعبة.

بدأ بإعداد الجيش من الرِّجال الأشداء، والفيلة، فكان عددهم ستون ألفًا، جيشًا عرمرم رصده لهدم بيت الله، وبدأ بالمسير على رأس ذلك الجيش، وكلَّ ما مرَّ بقبيلةٍ، وحاولت أن تمنعه عن مقصده قاتلها، وأسَرَ قائدها، حتّى وصلَ إلى أعتاب مكّة، فأصاب من الغنم والبعير حتّى أخذ لعبد المطلب بن هاشم ما يقاربُ المئتيْن من إبل، عسكر أبرهة قريبًا من مكة، وأرسل إلى سيدهم وكان عبد المطلب، إن كنتم لا تريدون لنا حربًا فخلُّوا بيننا وبين الكعبة، فقال عبد المطلب: بل لا طاقة لنا بحربِه، وذهب إلى أبرهة يطلب منه إبله، فقال له أبرهة: أتيت لأهدم بيتًا تقدِّسه وأجدادك، فلا تكلمني فيه، وتكلمني بإبلك، فقال له: أنا ربُّ إبلي ويجب أن أحميَها، وللكعبة ربٌّ يحميها، فردَّ أبرهة إبله عليه.

وبدأ بتوجيه الفيلة إلى الكعبة لهدمها لكنّ قائد الفيلة لم يتحرك، فيضربونه على رأسه، وينخزونه بالسيوف لكنَّه يأبى، فيحركونه نحو اليمن فيتحرك، ويديرونه نحو الشام فيمشي، إلا نحو الكعبة، وفي هذه اللحظة أرسل الله عليهم طيرًا تحمل حجارةً من جهنَّم فما تصيب أحدًا إلا تقتله، فكانت هذه قصة عام الفيل، وحمى الله بيته ومقدَّساته، ودمر الكَفَرَة الظالمين. [٢]

المراجع[+]

  1. سورة البروج ، آية: 4-5-6-7-8-.
  2. "عام الفيل"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2019. بتصرّف.