سؤال وجواب

قصة أويس القرني مع أمه


فضل بر الوالدين

إن بر الوالدين ليس حركات ببغائية خالية من المشاعر، نعم مطلوب تقبيل جبين الوالدين، ومطلوب الإنفاق عليهما ولين الكلام لهما، وهذا من أعمال البر، ولكن الأعظم من ذلك أن يعطي الأبناء رُوحًا لأفعالهم تلك مَثَلًا _لولا الله ثم أنتما_ لما تمكنت من عمل شيء، فإن المسلم بين أبيه وأمه يتقلب في طرق الجنة، في أبواب الجنة، في نفحات الجنة، إن الله سبحانه وتعالى جعل من أسرع الطرق إلى الجنة بر الوالدين، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:- أمُّكَ حيَّةٌ ؟ الزَمْ رجلَها ، فثَمَّ الجنَّةُ[١]) وقال: "الوالِدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ، فإنَّ شئتَ فأضِع ذلك البابَ أو احفَظْه"[٢] ومن أروع الأمثلة على بر الوالدين قصة أويس القرني مع أمه وبره لها.[٣]

قصة أويس القرني مع أمه

عن زرارة بن أوفى عن أسير بن جابر قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس، فقال: أنت أويس بن عامر، قال: نعم، قال: من مراد ثم من قرن، قال: نعم، قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم، قال: نعم، قال: لك والدة، قال: نعم، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل، فاستغفر لي فاستغفر له، [٤].

قانون من قوانين الحياة الجزاء من جنس العمل، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استخدم اللفظة نفسها بار وأبره إشارة من الوحي لبيان فضل البر، وحسن عاقبته، كان سيد التابعين يريد الذهاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لينال شرف الصحبة، وكان يخدم أمه، فقالت له: ابق معي يا بني، فترك الذهاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليبر أمه، فسرعان ما نزل الوحي من السماء، لنشر هذه الفضيلة المخبئة في زوايا الأرض، لعظمة البر، حتى طلب رسول الله من شيخي أهل الجنة أن يطلبوا أن يستغفر لهم، لعظيم قصة أويس القرني مع أمه وبره بها وزهده في الدنيا.[٥]

العبر المستفادة من قصة أويس القرني مع أمه

الحرص على دعاء الصالحين، ولا سيما أن البارين بآبائهم، فإنها أرجى للقبول، كما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم – عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- أن يطلب الدعاء من أويس القرني، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ"لأن دعوة الوالدين لا ترد لا بالخير ولا بالشر.[٦][٧]

شؤم العقوق

"عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ ثَلَاثًا. قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، فَقَالَ: أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ. قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ" [٨]،قَالَ كَعْب الْأَحْبَار (رَحمَه الله): إِن اللهَ ليعجل هَلَاك العَبْد إِذا كَانَ عاقاً لوَالِديهِ ليعجل لَهُ الْعَذَاب. فالحذر الحذر من العقوق، وخاصة عند الشيخوخة الابن شجرة يتعاهد بها الوالدين، يسهران عليها، يراقبانها كل يوم ليأكلا منها، يتفيأ ظلها، وإذا بها حنظل مر لا ظل ولا طعم، وهكذا الولد إذا خاب به الأمل. [٣]

المراجع[+]

  1. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن طلحة بن معاوية السلمي ، الصفحة أو الرقم: 2484 ، صحيح لغيره .
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي ، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم: 1900، صحيح.
  3. ^ أ ب "بر الأب"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-2. بتصرّف.
  4. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أسير بن جابر، الصفحة أو الرقم: 2542 ، صحيح.
  5. "أويس بن عامر القرني "، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-2. بتصرّف.
  6. رواه أحمد شاكر ، في مسند أحمد ، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 13/252، إسناده صحيح.
  7. "كيف تجعل الناس يدعون لك؟"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-2. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة، الصفحة أو الرقم: 2654 ، صحيح.