موضوع إنشاء عن النبي نوح
موضوع إنشاء عن النبي نوح
تبدأ هذه القصَّة منذُ بَدء الخليقة عندما نزل آدم إلى الأرض، وطرَدَ الله إبليس من رحمتِه، وتوعَّد إبليس بإضلال البشريّة جمعاء فأجابه الله {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}[١] فبدأ إبليس بمكره، وحيله لإضلال نَسل آدم وحواء، لكنّه لم يستطع فكانوا متمسكين بدينهم، حتّى أتى رجالٌ صالحون وكانت أسماؤهم: ودّ و سواع ويغوث ويعوق ونسر، وكانوا صالحين يحبّهم الناس ويقتدون بهم، فبعد موتهم وَسْوَسَ الشَّيطان إلى الناس أن اصنعوا لهم تماثيل تُذكّركم بهم، لتجتهدوا في الطاعة عند رؤيتهم، وحدث هذا، ومات هذا الجيل، وجاء الجيل الذي يليهم، فقال لهم الشيطان إنّ هؤلاء التماثيل كان يعبدها آباؤكم، وهنا بدأت قصة الشِّرك الأولى على هذه الأرض، وتتالت الأجيال، وعمّ الشرك والضلال أرجاء الأرض.
وكان هناك رجلٌ صالحٌ يدعى نوح، فاصطفاه الله رسولًا، فبدأت دعوة النبيّ نوح لقومه، يدعوهم آناء الليل وأطراف النَّهار، لعبادة الله وحده، وهم يصرُّون على كفرهم واستكبارهم، ويصرُّ النبي نوح -عليه السلام- على دعوتهم لأنّه محبٌ لهم، ويخشى عليهم من عذاب الله، وفي كل مرةٍ يأتون بحجةٍ ليرفضوا دعوته، حتّى قالوا له، لقد اتبعك أراذل القوم وفقراؤهم، ونحن من الأشراف فاطردهم حتّى نؤمن لك، فاستنكر النبي نوح قولهم، ولم يرضخ لأقوالهم وفجورهم.
بقي النبي نوح -عليه السلام- يدعوهم إلى عبادة الله ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا، ولم يملّ وهم لم يؤمنوا، حتّى زاد فجورهم وهدّدوه بالرَّجم والإيذاء، فأوحى الله إليه أن يا نوح لن يؤمن لك من قومك إلا من قد آمن فدعى نوحٌ ربه فقال: {قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا ۖ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا}[٢] فاستجاب له ربه، وأمره ببناء سفينة، ويضع فيها من كلِّ المخلوقات زوجين ذكرًا، وأنثى ويركب معه المؤمنون، وبدأ النبي نوح بإعداد السفينة، وبدأ قومه بالسخرية منه حتّى جاء اليوم الموعود، وفار التنور، وبدأت السماء بالهطول، فركب المؤمنون، ونوح، وتفجرت الأرض بالماء، والسماء تمطر مطرًا مهيبًا، فرأى نوح ابنه فقال له يا بنيّ اركب معنا، فقال له ولده: لا أريد، سآوي إلى جبل يعصمني من الله، وفي هذه اللحظة حال بينهما الموج فكان من المغرقين.
ونَجا نوحٌ ومن آمَنَ معه، واستوت السفينة على جبل يُقال له الجوديّ، وتمَّ أمرُ الله، وعَمروا الأرضَ بالإيمان، فكانت هذه قصة النبيّ نوح مع قمه الضَّالين إلا من آمن منهم، وشملته رحمة الله -عزّ وجلّ-.[٣]المراجع[+]
- ↑ سورة الحجر، آية: 42.
- ↑ سورة نوح، آية: 21-22-23-24-25-26-27.
- ↑ "قصة سيدنا نوح عليه السلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2019. بتصرّف.