أهداف معركة نهاوند
المسلمون والفرس
منذ ظهور الدّعوة المحمّديّة، والخلافة الإسلاميّة بعدها، حمل الصحابة همّ نشر الدّعوة وإعلاء راية التوحيد في كل بقاع الأرض، ومنذ أن أطلق الصدّيق أبو بكر شرارة الحملات الجهادية، خاض المسلمون جولاتٍ وصولاتٍ رهيبةٍ مع الدّولة الفارسيّة، وقد بدأت تلك الفتوحات بفتح العراق عام 11هـ بقيادة خالد بن الوليد، ثم انتقل خالد الجبهة الإسلاميّة مع الرّوم في بلاد الشام، فتعرّض المسلمون في العراق لهجومٍ مضاد من قبل الفرس مما أفقدهم مافتحوه، ليبدأ تتابع الحملات حتّى عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، حيث أمر الفاروق بتجريد الجيوش لفتح الإمبراطورية الساسانية بأكملها، وتمَّ ذلك عام 23هـ، مؤديًا إلى تراجع الديانة المجوسيّة في فارس[١]، وكانت أحد أهم تلك المعارك وأعظمها تاريخيًا هي معركة نهاوند.
أهداف معركة نهاوند
كانت بلاد فارس قبل الفتح الإسلامي وقبل معركة نهاوند تحت حكم الإمبراطوريّة الساسانيّة، وكانت تعاني من كثرة الظلم والاضطهاد، وكانت الديانة المتّبعة حينها هي الديانة المجوسيّة، فوضع الصحابة -رضي الله عنهم- نصب أعينهم فتح بلاد فارس، هادفين إلى استجابة دعوة الله تعالى بتبليغ الإسلام إلى الناس وإنقاذهم من شقاء الدنيا والآخرة، وكان سبب معركة نهاوند هو أنّ الفرس قد حشدوا جموعًا عظيمةً وجيشًا كبيرًا في مدينة نهاوند، لوضع الحدّ الفاصل لمعارك الكرّ والفرّ مع المسلمين، فلما بلغ ذلك عمر -رضي الله عنه- قرّر بناءً على مشورة كبار الصحابة عليه في عدم الخروج بنفسه لملاقاة جيش الفرس، أن يولّي على جيش المسلمين النعمان بن مقرن المزني، ثمّ كتب لأهل الكوفة يأمرهم بالنفير للجهاد في سبيل الله والإسراع بالانضمام إلى النعمان، حتى اجتمع عند النعمان ثلاثون ألفًا من أهل العراق، وكان على رأس الفرس قائدهم ذو الحاجب، وقيل: الفيرزان، ومعه مئةٌ وخمسونَ ألفَ مقاتل، فدارت بينهم معركةٌ حامية، شديدةٌ في بأسها على الفرس، فقد فقدوا في إثرها قرابة المئة ألف مقاتل بين جريحٍ وفقيدٍ وقتيل، وسقط النعمان شهيدًا بين شهداء المسلمين[٢]، تلك الدماء التي كُلّلت بنصرٍ من الله عظيم في معركة نهاوند، والتي عُرفت لاحقًا بما يدعى "فتح الفتوح".
فتح الفتوح
خاض المسلمون معارك عديدة وشديدة مع بلاد فارس، كانت معركة القادسية سببًا في فتح أبواب فارس على مصرعيها أمام المسلمين، ومن هذه المعارك أيضًا معركة نهاوند والتي فرّقت جمع الفرس بعدها، وما ذلك إلا لصبر الصحابة والمسلمين وجلدهم في سبيل نصرة هذا الدين، وقد سُمّيت هذه المعركة بـ "فتح الفتوح" وذلك لأنه بعد فوز المسلمين ونصرهم فيها لم يعد للفرس بعدها اجتماع، فقد تمكّن النعمان بن مقرن من تشتيت شملهم، وتفريق جموعهم، وهدم دولتهم، وقد سمح أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعدها لجنده بالإنسياح في مملكة يزدجر، إذ كان يخشى عليهم الانسياح قبلها[٣]، فإنّ أعداء الدّين دائمًا ما يتربصوا لعباد الله الصالحين.المراجع[+]
- ↑ "الفتح الإسلامي لفارس"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 02-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "معركة نهاوند (فتح الفتوح)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "( معركة نهاوند )"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-06-2019. بتصرّف.