أسباب معركة فحل
فتوحات بلاد الشام
خاض الجيش الإسلامي في بلاد الشام أعظم المعارك فسطَّر فيها أروع البطولات وقدَّم فيها دروسًا في الإيمان والثبات وصلابة العقيدة، وقد بدأت فتوحات بلاد الشام في عام 12 للهجرة واستمرَّتْ حتَّى عام 19 للهجرة، وقد تولَّى خالد بن الوليد وأبو عُبيدة بن الجرَّاح ويزيد بن أبي سُفيان -رضي الله عنهم- قيادة الجيوش في الشام، وانتهت معارك المسلمين في الشام بفتح كامل بلاد الشام وجعلها ولاية تابعة للخلافة الإسلامية قبل أن تصبح فيما بعد بلاد الشام وعاصمتها دمشق مركز الخلافة الإسلامية كلِّها، وهذا المقال سيتناول الحديث عن معركة فحل إحدى معارك المسلمين ضد الرومان أثناء الفتح الإسلامي لبلاد الشام.[١]
أسباب معركة فحل
خاض جيش المسلمين ضد الروم في الشام معركة أجنادين وانتصر المسلمون في هذه المعركة انتصارًا عظيمًا، فاجتمع الروم وحشدوا قواهم العسكرية في سبيل إرجاع هيبتهم التي تكسَّرت تحت وقع سيوف جيش المسلمين، وفي حصون مدينة بيلِّا وهي مدينة في الشام لها إطلالة على غور الأردن وتبعد خمسين كيلومترًا إلى جهة الجنوب من نهر اليرموك، في هذه المدينة تحصَّنت جيوش الروم وتجمعت وأصبحت تشكل خطرًا حقيقيًّا على المسلمين الذين كانوا يتوغلون في شمال بلاد الشام، والذين أصبحوا مهددين بقطع اتصالهم بالجزيرة العربية إذا هاجم جيش الروم طريق الجزيرة العربية في الجنوب، فتنبَّه أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- للخطر المحدق بالجيش الذي ابتعد في الشمال، وعاد بالجيش نحو الجنوب لحماية طريق الإمداد بينه وبين الجزيرة العربية، وعند مدينة بيلِّا التقى جيش المسلمين بقيادة أبي عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- بجيش الروم في بيلَّا في الخامس والعشرين من يناير من عام 635م، فكانت معركة فحل.[٢]
تفاصيل معركة فحل
كان أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- قائد جيش المسلمين في معرك فحل ومعه خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة -رضي الله عنهم أجمعين- بينما كان الجيش الروماني المرابط في مدينة بيلِّا بقيادة سقلار بن مخراق، وقد قسَّم أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- الجيش الإسلامي فوضع خالد بن الوليد -رضي الله عنه- على مقدمة الجيش، وضرار بن الأزور قائدًا لخيل المسلمين، وكان أبو عبيدة على ميمنة الجيش بينما قاد الميسرة عمرو بن العاص وقاد مشاة المسلمين شرحبيل بن حسنة وعياض بن غنم -رضي الله عنهم أجمعين-.[٣]
نزل شرحبيل بن حسنة -رضي الله عنه- بمشاة المسلمين إلى مدينة فحل، وهناك اعترضته المياه والأوحال فكتب المسلمون إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وبينما كان المسلمون ينتظرون ردَّ عمر هاجم الروم المسلمين بقيادة سقلار بن مخراق، ولكن حذر المسلمين حال دون خسارتهم في المعركة فشرحبيل بن حسنة -رضي الله عنه- لم يبِتْ أي ليلة من تلك الليالي إلَّا وجيشه معبأٌ، جاهزٌ للقتال في أيِّ لحظة، وعندما اشتبك الطرفان قاتلوا قتالًا عظيمًا استمرَّ يومًا وليلة كاملة، وما أنِ اشتدَّ ظلام الليل حتَّى لم يعد في يد الروم حيلة أمام مقاومة المسلمين العظيمة، فانهزموا وأصيب قائدهم سقلار بن مخراق، وانتصر المسلمون -بفضل الله- وغنموا غنائم كبيرة، ثمَّ وبعد معركة فحل أمَّن المسلمون طريقهم إلى الجزيرة العربية فسار خالد وأبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنهما- إلى حمص لمتابعة الفتح الإسلامي للشام.[١]المراجع[+]
- ^ أ ب "الفتح الإسلامي للشام"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 02-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "معركة فحل"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "معركة فحل بيسان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-06-2019. بتصرّف.