سؤال وجواب

بحث عن علم التجويد


القرآن الكريم

القرآن الكريم هو كلام الله الذي أنزله على نبيّه محمد -عليه الصلاة والسلام- ليكون معجزة الإسلام الخالدة، وقد أمر الله -تعالى- بقراءة أياته وتجويدها وحفظها وفهم تفسيرها وتطبيق أحكامها، فالقرآن الكريم ليس مجرّد آياتٍ تُقرأ بشكلٍ عابر، وإنما قراءته عبادة، والانشغال به من أفضل العبادات وأعظمها، ويجب إعطاء آياته حقها، ففي كلّ حرفٍ منه عشر حسنات، والله يُضاعف لمن يشاء، وقد وضع الله -تعالى- في آياته القصص والأحكام والأمثلة وكل ما ينظم حياة الناس، وجعله محفوظًا عن التحريف والتبديل، وصالحًا لكلّ زمانٍ ومكان، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن علم التجويد بصفته من العلوم المختصة بالقرآن الكريم، ولهذا ستتم كتابة بحث عن علم التجويد.[١]

بحث عن علم التجويد

قبل البدء بكتابة بحث عن علم التجويد، لا بدّ من تعريف علم التجويد بصفته أحد العلوم المختصة بقراءة القرآن الكريم، ويُعرف علم التجويد لغةً بأنه الإتقان والتحسين، أي إجادة الشيء، أما في الاصطلاح الشرعي: إخراج كل حرف من حروف القرآن من مخرجه الصحيح، وإعطائه ما يستحق من الصفات والأحكام، ومن الناحية النظرية فإنّ علم التجويد هو علم يختص بعلوم تلاوة القرآن الكريم والقواعد الخاصة فيها وتصحيحها، وقد كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقرأ القرآن الكريم مجوّدًا، وكذلك الصحابة الكرام، لأنّهم عربٌ أقحاح، لكن مع بداية دخول الأعاجم في الإسلام، بدأت بعض الأخطاء بالظهور في اللغة العربية، وبدأ اللحن يظهر في كلام العرب، وهذا أثر بشكلٍ مباشر على قراءة القرآن الكريم، لذلك تنبّه الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- إلى هذه النقطة، وخافوا من ضياع طريقة تلاوة القرآن الصحيحة، فأمر علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- أبا الأسود الدؤلي بوضع قواعد علم التجويد، وشاركه في هذا كبار علماء التابعين مثل: أبو عبيد القاسم بن سلام والخليل بن أحمد الفراهيدي.[٢]

يتساءل البعض عن مشروعية علم التجويد، إذ إنّ تجويد القرآن الكريم مشروع في السنة البنوية المطهرة لأنه متلقى، فالرسول -عليه الصلاة والسلام- تلقاه من جبريل -عليه السلام-، وتلقاه الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- عن الرسول -عليه السلام-، وتوارثه الصحابة والتابعون عن بعضهم البعض، وفي التجويد تحسين للقراءة، لذلك يجب الاعتناء بالتجويد على أكمل وجه، إذ يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: " ليسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بالقُرْآنِ، وزادَ غَيْرُهُ: يَجْهَرُ بهِ"[٣]، وهذا يعني تحسين الصوت عند الجهر بقراءة القرآن الكريم، وتزيين الصوت حتى يستلذ المستمع ويرتاح له، لذلك فإن التجويد مشروع لزيادة تأثر القلوب بالقرآن الكريم وزيادة الخشوع، ومن أهم مبادئ علم التجويد: التفخيم والترقيق وحروف المد والغنّة وأحكام النون الساكنة والتنوين، وغيرها من أحكام التجويد التي تضمّ قواعد كثيرة يجب فهمها وتطبيقها.[٤]

أهم ما يُشار إليه عند كتابة بحث عن علم التجويد، هو ذكر مبادئ علم التجويد العشرة التي يستند عليها هذا العلم المهم وهي: معرفة معنى علم التجويد نظريًا وفهم طريقة تطبيقه بالطريقة الصحيحة، وفهم الغرض منه، وإعطائه الاستحقاق اللازم وفهم موضوعه وما يتعلق بالكلمات القرآنية لتحقيق الغاية الأساسية منه وهي صون اللسان عن اللحن أثناء القراءة، لضمان اكتمال الأجر والثواب من الله -تعالى-، ويكون صون اللسان عن اللحن أثناء التجويد باتباع عدة أمور وهي: كثرة التكرار لتدريب اللسان على معرفة مخارج الحروف وكيفية نطقها، ومعرفة صفات الحروف ومخرجها وما تحتاجه من مدّ، ومعرفة الأحكام المتعلقة فيها، لذلك فإنّ علم التجويد يُعدّ من أشرف العلوم على الإطلاق، لأنه مختص بالقرآن الكريم فقط، وقد أوجب الشرع على قارئ القرآن الكريم أن يُجوّد في قراءته لينال الأجر والثواب وسعادة الدارين، والتجويد مشروع في الكتاب والسنة والإجماع، وفي هذا يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "الماهرُ بالقرآن مع السَّفَرة الكرام البَرَرة، والذي يقرأ القرآن، ويتتعتع فيه، وهو عليه شاقٌّ، له أجران"[٥]، وفي هذا إشارة واضحة إلى أهمية تجويد القرآن الكريم وعظم الأجر الذي يناله القارئ المجوّد، خصوصًا أن البعض يظنّ أن التجويد من الأشياء الكمالية التي إن شاء قام بها أو شاء تركها، لكن الأولى أن يجتهد قارئ القرآن في التجويد، وفي القرآن الكريم يقول -تعالى- في محكم التنزيل: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}[٦][٧]

اهتمّ الكثير من علماء المسلمين بعلم التجويد بوصفه من العلوم الهامة، وألفوا العديد من الكتب والمصنفات المتخصصة فيه، ومن أهم علماء التجويد الذين اهتموا بشرح أحكامه وكيفية تطبيقه عمليًا: الإمام أبو عمرو الداني مؤلف كتاب "التحديد في الإتقان والتجويد"، والإمام شمس الدين أبو الخير ابن الجزري مؤلف كتاب "النشر في القراءات العشر" والإمام ابن الجزري الذي ألف كتاب: "التمهيد في التجويد"، والشيخ صفوت محمود سالم مؤلف كتاب: "فتح رب البرية شرح المقدمة الجزرية"، وكتاب "المذكرة في علم التجويد" للشيخ محمد نبهان المصري، وغيرهم ممن اهتموا بهذا العلم المهم ووضعوه في تصنيفات وكتب ومؤلفات موضحة ومشروحة بطريقة مستفيضة، علمًا أن علم التجويد من العلوم التي تحتاج إلى دراسة وفهم عميق نظري وعملي، بصفته من العلوم الشرعية النافعة التي ينبغي على جميع المسلمين فهمها وإدراكها، لتصحيح نطق حروف القرآن الكريم وحمياته من اللحن والأخطاء، ويجب شرحه من قبل مختصين وعارفين بهذا العلم الهام، وبهذا الشرح المتواضع والمختصر، تمت كتابة بحث عن علم التجويد، وبيان اهمية هذا العلم وواضع مبادئه وأهم التصنيفات المتخخصة فيه.[٨]

المراجع[+]

  1. "فضل القرآن وأهله"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.
  2. "تعريف علم التجويد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 7527، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  4. "مشروعية علم التجويد وقواعده"، www.binbaz.org، اطّلع عليه بتاريخ -09-06-2019. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 798، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
  6. سورة المزمل، آية: 4.، والترتيل يعني التجويد وقراءة آيات القرىن الكريم مرتلة.
  7. "مبادئ علم التجويد العشرة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.
  8. "ذكر بعض علماء التجويد ، وبعض مصنفاتهم في هذا العلم ."، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.