سؤال وجواب

موضوع إنشاء عن النبي داود


موضوع إنشاء عن النبي داود

ابتدأ الله -عزّ وجلّ- خلقه بآدم -عليه السلام- وتتالت الأمم وتكاثَرَ النَّاس، وأرسل أنبياءه، ورسله لنشر الخير على هذه الأرض، ومن بين الأنبياء كان داود -عليه السلام- الذي أيَّده الله بقوَّةٍ منه، كان نبي الله داود -عليه السلام- من بني إسرائيل، وكان قد خرج في جيش طالوت جنديًّا من جنوده، لقتال جالوت وجنوده فثبت داود من بين الجند الذين ثَبَتوا مع طالوت ومكَّنه الله من قَتْل جالوت بيدِه، قال الله تعالى: {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}[١] فلُفتت الأنظار إليه، وتنبه قومه لفضائله، فملَّكوه عليهم بعد موت طالوت.

كان نبي الله داود يعمل ويأكل من كسب يده وقد كانت حِرفته هي صناعة الدروع، ويُقال إنَّه هو أوّلُ من صَنَع الدّروع، فكان يتقن عمله على أتمِّ وجه، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما أكَلَ أحَدٌ طَعامًا قَطُّ، خَيْرًا مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وإنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ عليه السَّلامُ، كانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ." [٢] وكان داود مؤيَّدًا من ربِّه فيحكم بالحقِّ بإذنه، ولا يتركُ النَّاس بين ظالمٍ، ومظلوم، وفي يومٍ من الأيَّام، وفي الأرض التي يحكم بها سليمان مع داود حدث أن اعتدى غنم أحدهم على زرع الآخر قال الله تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ}[٣] فأتلفت له كلّ ما قد قام بزراعته، فحكم داود بأن يأخذ صاحب الزرع الغنم، فأشار سليمان -عليه السلام- بغير هذا الرَّأي، وهو أن يدفَعَ صاحب الغنم بالغنم إلى صاحب الزرع فيستفيد منه حتّى يصلح زرعه، فيعيد الغنم إلى صاحبها، فعمل داود بهذا الرأي؛ لأنّ فيه رحمة للطرفَيْن، مع صحَّة حكم داود الأول.

ولقد كان النبي داود -عليه السلام- شديد الحرص على طاعة ربّه، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أحبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ، وكانَ يصومُ يومًا و يفطرُ يومًا، وأحبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ، كانَ ينامُ نصفَ الليلِ، ويقومُ ثلُثَهُ، وينامُ سدسَهُ"[٤] إذًا فعبادة داود -عليه السلام- كانت من أحبّ العبادات إلى الله لما فيها من الحكمة، فلا يهلك جسده، ولا يفرِّط في حقِّ ربِّه.

إنَّ سير الأنبياء قد أنزلها الله في كتابه العزيز تتلى آناء الليل وأطراف النَّهار، لكي يتفكَّر العبد فيما كان عليه عباد الله الصَّالحين فيقتدي بهم، وتكون حافزًا مهمًّا لاستمراره مطيعًا لربِّه، عابدًا له، ملتزمًا بأوامره في هذه الحياة. [٥]

المراجع[+]

  1. سورة البقرة، آية: 251.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المقدام بن معد يكرب الكندي، الصفحة أو الرقم: 2072، [صحيح].
  3. سورة الأنبياء، آية: 78.
  4. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 211، صحيح .
  5. "نبي الله داود عليه السلام: سيرة وعبرة (1) "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-6-2019. بتصرّف.