سؤال وجواب

موضوع إنشاء عن النبي سليمان


موضوع إنشاء عن النبي سليمان

لقد أنزلَ الله على عباده رسلًا وأنبياء يدعونهم إلى الله، وإلى الرجوع إلى طريقه، والحقِّ -سبحانه وتعالى-، ومن بين الأنبياء الذين امتنَّ الله بهم على عباده النبي سليمان -عليه السلام- وهو الذي دعا الله -عزّ وجلّ-، فأجيبت دعوته بإذن الله تعالى فقال الله -عزَّ وجلّ- في كتابه الكريم: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}[١] فاستجاب الله -عزّ وجلّ- دعوته وأعطاه ملكًا لم يُعطِه أحدًا من العالمين، قال تعالى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ}[٢].

ولقد أعطى الله -عزَّ وجلّ- هذا العطاء كلّه لسليمان لتقديمِه أوامر الله -عزّ وجلّ-، وطاعته على ملذَّاته الشخصيّة ففي يوم من الأيام عُرضَت عليه خيوله، وكانت من الخيول الحسناء التي تضم يديها إلى بعضها، وإحدى رجليها تكون مثنيةً عن الأرض مستعدةً للرَّكض، وبدأ سليمان بالنَّظر إلى حُسنها وتفقدها، حتّى فاتته الصَّلاة، فقال في نفسه، إنّي أحببت المال والخيل عن ذكر الله، فأراد أن ينقِّي نفسه من هذا الذنب، فأمسك سيفه الحادّ، وبدأ بضربِ موضع الحسن من هذا الخيل، وكان موضع حسنها هو ساقها المثنيَّة عن الأرض، وبعدها بدأ بضرب أعناقها حتى قتلها جميعًا، ليقتل ما كان سببًا في إلهائه عن ذكر الله، قال الله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ}[٣].

فأبدله الله عن تلك الخيل الصَّافنة بريح سرعتها أضعاف مضاعفة عن تلك الخيول التي ضحّى بها لأجل الله -عزّ وجلّ-، وكان سليمان قد علَّمه الله منطق الطير والحشرات، قال تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}[٤]، ولا يَخفى على الجميع قصَّة سليمان مع الهدهد إذ تفقَّده، ولم يجده، فأقسم سليمان ليذبحنَّه، أو ليأته بعذرٍ واضح، وجاء الهدهد إلى سليمان، وقد زفَّ إليه النبأ العظيم.

لقد وجد قومًا يعبدون الشَّمس من دون الله، وتحكمهم امرأةٌ فتفاجأ النبي سليمان -عليه السلام- بوجد ملك في الأرض غير ملكه، فبعث إليهم بكتاب يدعوهم فيه إلى عبادة الله وحده، فبعث قوم سبأ بهديةٍ إلى سليمان، فردَّها عليهم، فما كان من بلقيس إلا أن أسلمت، وانضمَّت إلى النبي سليمان -عليه السلام-، إنَّ في قصة سليمان عبرةً لكلِّ من يقرأها، إذْ فيها آيات الله مجتمعةً ما بين مُلكٍ وفتنةٍ وخوفٍ وتوبة، فكان سليمان نِعم العبد إنَّه أواب. [٥]

المراجع[+]

  1. سورة ص، آية: 35.
  2. سورة ص، آية: 36-37-38.
  3. سورة ص، آية: 31.
  4. سورة النمل، آية: 18-19.
  5. "سليمان عليه السلام.. النبي القائد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-6-2019. بتصرّف.