سؤال وجواب

موضوع إنشاء عن النبي يعقوب


موضوع إنشاء عن النبي يعقوب

امتنَّ الله على عبادِه بالقرآنِ الكريم، فكانت آياتُه موعظةً للسامعين، وعبرة للناس أجمعين، فذكر الله حديث أنبيائه ليتفكّر النّاس فيما كانت عليه الأمم السّابقة، ومن بين الأنبياء الذين ذكرهم الله في كتابه العزيز يعقوب -عليه السلام-، فهو يعقوب بن إسحاق وسُمّي في القرآن بإسرائيل قال الله تعالى: {كلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}[١] وكان ليعقوب زوجة وهي ابنة خاله لكنَّها توفيت، فتزوَّج أختها، وتسمّى راحيل، فولدت له يوسُف وبنيامين، وتزوّج غيرَها من النساء فكان له اثنا عشر ولدًا، ولكنَّ يوسف كان أحبّهم إليه.

لقد حاز يوسف -عليه السلام- على شطر وافرٍ من الجمال وكان يعقوب يحبُّه حبًّا شديدًا، فكان أولاد يعقوب يكنّون له غيرةً شديدةً، فاتّفقوا بين بعضهم أن يأخذوا يوسف من يعقوب بحيلةٍ يحتالونها عليه لإيهامهم إياه باللعب، والتَّنزه، وتمَّ هذا، فألقوا يوسف في بئرٍ عميقةٍ، وأخذوا قميصه فلطَّخوه بالدماء الكاذبة وعادوا إلى يعقوب يجرون ذنبهم، وقد تلطَّخت أيديهم بتلك الفعلة، أمسك يعقوب قميص ولده يوسف لكنَّه ما كان ليصدق أن الذئب قد أكله قال الله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ}[٢].

لقد عانى النبي يعقوب -عليه السلام- من ويلات الفراق والعذاب لابنه يوسف ولكنَّه لم ييأس، ولم يقنط من رجمة الله بل كان من المتوكِّلين على الله الصابرين لحكمه المؤمنين بقضائه خيره وشرِّه ومضت السنين، وحلّ القحط في مصر وغيرها من البلاد، وأراد إخوة يوسف أن يذهبوا ليأتوا بالقوت من مصر فأعطاهم يوسُف كيلهم، ولكنَّه اشترط عليهم في المرة القادمة أن يأتوا بأخ لهم من أبيهم، وكان يقصد بنيامين، فرجعوا إلى يعقوب وهم يطلبون بنيامين، لكنّ جرح يوسف لم يندمل بعد فقال لهم: {قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ ۖ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}[٣]

ولحكمةٍ من اللهِ فقد أخذَ يوسُف أخاه بنيامين، فلشدّة حزن يعقوب -عليه السلام- أصيبَ بالعمى، قال تعالى: {وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [٤] وهذا يدلّ على أنّه من كثرة البكاء نزلت الماء البيضاء في عينِه، فلم تَعُد تُرى ملامح العين بل صارت كقطعة بيضاء، لقد كان ذلك نتيجة بكائه المتكرّر، وحزنه الذي يكتمه في قلبه.

لكنْ ما لبث أن فرَّج الله كربتَه، وأعاد إليه بصرَه، وأذهَبَ حزن قلبه بلقاءِ وَلَده، إنَّ قصَّة النبي يعقوب هي تسليةٌ للصَّابرين ليعلموا أن الحزن لا يأتي بفقيد، وأنّ الدَّعاء يردُّ القضاء، وأنَّ الصبرَ مفتاح الفرج، والله مالك كلِّ شيءٍ، وهو على كلِّ شيء قدير. [٥]

المراجع[+]

  1. سورة آل عمران، آية: 93.
  2. سورة يوسف، آية: 17-18.
  3. سورة يوسف، آية: 64.
  4. سورة يوسف، آية: 84.
  5. "ما حقيقة إصابة سيدنا يعقوب عليه السلام بالعمى؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-6-2019. بتصرّف.