حكم طواف الوداع في العمرة
حكم العمرة
العمرة: إخلاص العبادة لله تعالى بالإحرام والطّواف بالبيت الحرام، والسّعي بين الصّفا والمروة، وحلق الشّعر أو تّقصيره، وحكم أداء العمرة فقد اختلف العلماء فيها على قولين، الأوّل: سنّة مستحبّة، وهذا قول أبي حنيفة ومالك وابن تيمية، والثّاني: واجبة، وهو قول الشّافعيّ وأحمد وابن باز وابن عثيمين -رحمهم الله تعالى- وقد استدلوا على قولهم بحديث عَائِشَةَ -رضي الله عنها- عندما سألت رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: هل على النّساءِ جهادٌ؟ قَالَ: "نعم جهادٌ لا قتالَ فيه: الحجُّ والعمرةُ". [١] و"عليهنَّ" تفيد الوجوب، ويمكن أداؤها في أيّ وقت من العام، وفي وقت الحجّ أفضل من سائر العام، ويسنّ تكرارها، ومن بدأها فيجب عليه إتمامها، لقول الله تعالى: {أَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ}.[٢][٣]
حكم طواف الوداع في العمرة
حكم طواف الوداع في العمرة ليس بواجب، لأنّه لم يثبت عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه طاف للوداع إلّا في الحجّ فقط، واعتمر أكثر من مرّة ولم يُنقل عنه أنّه ودَع. ولكن يندب للمعتمر أنْ يودّع، ولو أنهى عمرته، ولم يودّع، فلا شيءَ عليه، وهناك من قال: إذا تأخر المعتمر يومًا أو بعض يوم عليه طواف الوداع، لقول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم-: "لا ينفِرنَّ أحدٌ حتَّى يَكونَ آخرُ عَهْدِهِ الطَّوافَ بالبيتِ".[٤] ولقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: "وَاصْنَعْ في عُمْرَتِكَ ما أَنْتَ صَانِعٌ في حَجِّكَ".[٥] فهذا الحديث يرشدنا إلى أنّ حكم طواف الوداع في العمرة هو نفس حكم طواف الوداع في الحجّ.[٦]
شروط صحّة الطّواف حول الكعبة
بعد الحديث عن حكم طواف الوداع في العمرة، لا بدّ من معرفة شروط صحّة الطّواف حول الكعبة، فالكثير من المسلمين يذهبون المسافات الطّويلة لأداء مناسك الحجّ، أو العمرة، إلّا أنّهم قد يرجعون كما ذهبوا وقد خسروا أموالهم دون مقابل، لعدم أدائهم أركان الحجّ أو العمرة بالشّكل الصّحيح والأمثل، إمّا لجهلهم، أو لاستهتارهم وعدم مبالاتهم بمناسك الحجّ والعمرة، وقد ذكر العلماء عدة شروط لصحّة الطّواف حول الكعبة، وهي:[٧]
- الإسلام: إذ لا يصحّ الطّواف من الكافر.
- العقل: على خلاف بين أئمة المذاهب والعلماء، فلا بدّ أن يكون الذي يطوف حول الكعبة مميّزًا وعاقلًا لصحّة طوافه.
- النّيّة: فلا يصحّ التّعبّد لله تعالى بدون نيّة سابقة للعمل، وهذا متّفق عليه بين علماء الأمّة، لقول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: "إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ".[٨]
- ستر العورة: فلا يصحّ الطّواف ممن لم يستر عورته، لقول النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: "لا يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ ولَا يَطُوفَ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ".[٩]
- الطّهارة من الحدث ومن النّجس: لأنّ حكم الطّواف حكم الصّلاة، فلا بدّ من تحقيق الطّهارة في البدن والثّوب لصحّة الطّواف.
- الطّواف سبعة أشواط كاملة: فلو أنقص خطوة واحدة من طوافه، لم يصحّ طوافه.
- الطّواف بجميع البيت: فلو طاف من داخل الحجر ليختصر المسافة، لم يصحّ ذلك منه.
- جعل الكعبة عن يساره: ويطوف بعكس دوران عقارب السّاعة، وهذا فعل النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وقد قال: وقد قال: "لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ ".[١٠]
- الطّواف داخل المسجد الحرام: فلو طاف خارجه، لكان طوافه حول المسجد وليس حول الكعبة.
- الطّواف ماشيًا مع القدرة: وهذا قول جمهور العلماء خلافًا لقول الشّافعيّة.
- الموالاة بين الأشواط: فلا يصحّ أن يأتي بشوط أو شوطين أو ثلاثة، ثمّ يترك، ثمّ يتابع.
- ابتداء الطّواف من الحجر والانتهاء به: فإن بدأ من بعده فيكون قد أنقص، وعليه أن يأتي بشوط آخر.
المراجع[+]
- ↑ رواه ابن الملقن، في البدر المنير، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 9/36، صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية: 196.
- ↑ "حكم العمرة"، www.islamqa.info/ar، اطّلع عليه بتاريخ 08-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2002، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن يعلى بن أمية، الصفحة أو الرقم: 1180 ، صحيح.
- ↑ "حكم طواف الوداع للمعتمر (للشيخ ابن عثيمين)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "شروط صحة الطواف"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 369، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 1297، صحيح.