حالات تقديم المفعول به على الفاعل
محتويات
المفعول به
يُعرف المفعول به بأنّه ما وقع عليه فعل الفاعل في إثباتِه أو نَفيِه، ويكون منصوبًا دائمًا، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة أو المقدّرة، أو التنوين، أوالياء إن كان مثنى أو جمعًا مذكّرًا سالمًا، أو الكسرة "عوضًا عن الفتحة" إن كان جمعًا مؤنّثًا سالمًا، أو الألف إن كان من الأسماء الخمسة، ويكون ترتيب المفعول به في الأصل بعد الفعل والفاعل مع الفعل المتعدي الذي لم يَكتفِ بالفاعل لإيضاح المعنى، ولكنْ يمكن أن يتقدّم المفعول به على الفاعل جوازًا ووجوبًا في حالات، ويمكن أن يتقدّم على الفعل والفاعل جوازًا ووجوبًا أيضًا، وفي هذه المقال حديث عن حالات تقديم المفعول به على الفاعل والفعل. [١]
تقديم المفعول به على الفاعل وجوبًا وجوازًا
يأتي المفعول به في الأصل بعد الفاعل، ولكنّه يتقدّم على الفاعل جوازًا في حالات عدّة، ويتقدّم عليه وجوبًا في حالات أخرى، وفي هذه الفقرة تفصيل في تقدم المفعول به على الفاعل جوازًا ووجوبًا، مع ذكر أمثلة على المفعول به المتقدم: [٢]
- تقدم المفعول به على الفاعل جوازًا: يتقدم المفعول به على الفاعل جوازًا في حالة واحدة، وهي إذا أمن اللبس وذلك من خلال:
- الحركة الإعرابية: تمييز الفاعل عن المفعول به من خلال الحركة الإعرابية، مثل: أكل التفاحةَ محمدٌ.
- القرينة المعنوية: تمييز الفاعل عن المفعول به من خلال المعنى، مثل: أكلَ الكمثرى موسى.
- تاء التأنيث: علمتْ موسى سلوى.
- حركة التابع: أكرم عيسى الكريمَ موسى.
- تقدم المفعول به على الفاعل وجوبًا: يتقدم المفعول به على الفاعل وجوبًا في الحالات الآتية:
- إذا حُصر الفاعل ب "إلا" أو "إنما": {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[٣]
- إذا اتصل بالفاعل ضميرٌ يعودُ على المفعول به: {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ}[٤].
- إذا كان المفعول به ضميرًا والفاعل اسمًا ظاهرًا صريحًا: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}[٥]، "لَحاها اللهُ أَنباءً تَوالَتْ ** عَلى سَمعِ الوَلِيِّ بِما يَشُقُّ"[٦]
تقديم المفعول به على الفعل والفاعل
يتقدّم المفعول به على الفعل والفاعل معًا جوازًا في حالة ووجوبًا في حالات عديدة، وفي هذه الفقرة تفصيل في تقديم المفعول به على الفعل والفاعل جوازًا ووجوبًا، مع ذكر بعض الأمثلة: [٢]
- تقديم المفعول به على الفعل والفاعل جوازًا: يتقدم المفعول به على الفاعل جوازًا في حالة واحدة وهي أمن اللبس، مثل: التفاحةَ أكلَ محمدٌ.
- تقدم المفعول به على الفعل والفاعل وجوبًا: يتقدم المفعول به على الفعل والفاعل وجوبًا في عدة حالات، وهي:
- إذا كان المفعول به اسم استفهام: {فَأَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ}[٧]
- إذا كان المفعول به اسم شرط: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ}[٨]
- كم الخبرية و كأين: كم كتابٍ قرأتُ، كأين من كتابٍ قرأتُ واستفدتُ منه.
- بعد "أما" التفصيلية: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}[٩]
- الحصر المعنوي "يتمثل بضمائر النصب المنفصلة": {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[١٠]
حذف المفعول به جوازًا
يجوزُ حذف المفعول به جوازًا في حالتين، وفي هذه الفقرة توضيح لهاتين الحالتين بالتفصيل، مع الذكر الأمثلة عليها، ومن الحالات التي يجوز فيها حذف المفعول به من الجملة ما يأتي: [٢]
- يجوز حذف المفعول به إذا دلَّ عليه دليل ويكون في الغالب في جواب عن السؤال، مثل: هل كتبت الرسالة؟ فيكون الجواب: نعم، قرأتُ، حُذف المفعول به من الجواب.
- إذا أغنى التركيب عن ذكره، مثل: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} حُذف المفعول به هنا جوازًا في الفعل الماضي "قلى" والتقدير "قلاك" حُذفت كاف المخاطب وهي المفعول به.
- ما: حرف نفي لا محلّ له من الإعراب.
- ودّعَك: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره، الكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
- ربك: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف، الكاف: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
- وما: واو عطف، ما: حرف نفي.
- قلى: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذّر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، كاف المخاطب محذوفة وتُعرب: ضميرًا متصلًا مبنيًا في محل نصب مفعول به.
شواهد إعرابية
بعد التفصيل في شرح تقديم المفعول به على الفعل والفاعل، وعلى الفاعل، وذكر بعض الأمثلة، لابد من ذكر العديد من الشواهد الإعرابية، وفي هذه الفقرة شواهد على تقديم المفعول به مع إعرابها:
تقديم المفعول به على الفاعل
- {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[٣]
- يخشى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
- اللهَ: لفظ الجلالة مفعول به مقدّم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- من عباده: حرف جر، عباده: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
- العلماءُ: فاعل مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ}[٤]
- ابتلى: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر.
- إبراهيمَ: مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- ربُهُ: فاعل مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
تقديم المفعول به على الفعل والفاعل
- {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ}[٨]
- مَنْ: اسم شرط مبني في محل نصب مفعول به مقدم.
- يُضللْ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون لأنه فعل الشرط وحُرك بالكسر لمنع التقاء الساكنين.
- اللهُ: لفظ الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- {فَأَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ}[٧]
- فأيَّ: اسم استفهام مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
- آياتِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
- اللهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- تنكرون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة.
المراجع[+]
- ↑ "المفعول به"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "إيضاح مسائل العربية على متن الأجرومية 26"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة فاطر، آية: 28.
- ^ أ ب سورة البقرة، آية: 124.
- ↑ سورة الغاشية، آية: 1.
- ↑ "سلام من صبا بردى أرق"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2019.
- ^ أ ب سورة غافر، آية: 81.
- ^ أ ب سورة الأعراف، آية: 186.
- ↑ سورة الضحى، آية: 9.
- ↑ سورة الفاتحة، آية: 5.