أحكام البسملة والاستعاذة بالتفصيل
محتويات
قراءة القرآن الكريم
تُعتبر قراءة القرآن الكريم من العبادات الواجبة على المسلمين، وقد أمر الله -عزّ وجلّ- عباده بقراءة القرآن قراءةً صحيحةً بتدبرٍ وتفكرٍ وطمأنينة وذلك في قوله -تعالى- {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}[١]، وتستوجب قراءة القرآن الكريم الصحيحة اتباع أحكام التجويد كاملةً كي تكون القراءة مطابقةً لقراءة النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- التي كان يلقيها على أصحابه ويعلمهم إياها، ومن بين أحكام التجويد اللازم اتباعها البسملة والاستعاذة، وسيتطرّق هذا المقال على ذكر أحكام البسملة والاستعاذة بالتفصيل.[٢]
البسملة والاستعاذة
يجدر في بداية الحديث عن أحكام البسملة والاستعاذة بالتفصيل التعريف بمعنى كلّ منها، فالبسملة هي مصدر الفعل "بسمل" وهي تعني أن يقول المرء "سنةٌ مؤكدةٌ عن رسول الله عليه الصلاة والسلام-، أمّا الاستعاذة فهي مصدرٌ للفعل "عاذ أو استعاذ" وهي أن يقول المرء "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" أي أنّه اعتصم والتجأ إلى الله من شر الشيطان الرجيم، وقد اتفق أهل العلم على أن الاستعاذة بالله في بداية قراءة القرآن الكريم أمرٌ واجب، وذلك لما قاله -تعالى- في محكم كتابه: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}[٣]، كما أنّ الاستعاذة تُعتبر من الأدعية المستحبة لما فيها من دعاء العبد لله بأن يجنّبه شر الشيطان الرجيم وأذاه.[٤]
أحكام البسملة والاستعاذة بالتفصيل
من المستحسن ابتداء قراءة القرآن الكريم بالبسملة والاستعاذة، إلا أن لها في أحكام تلاوة القرآن الكريم أوجهًا عديدة وحالات مختلفة، وأحكام البسملة والاستعاذة بالتفصيل تندرج تحت عدة بنود وهي على النحو الآتي:[٥]
أحكام البسملة
تنقسم أحكام البسملة إلى ثلاثة أقسام وهي بحسب موقعها تكون كما يأتي:[٥]
- في أوائل السور: وهي عند جمهور أهل العلم واجبة إلّا عند الابتداء بسورة التوبة فلا بسملة قبلها لأنها نزلت على الرسول الكريم دون بسملة.
- أثناء السور: يرجع الأمر إلى القارئ إذا ابتدأ القراءة من منتصف السورة فإن شاء ذكر البسملة والاستعاذة وإن شاء اكتفى بالاستعاذة فحسب.
- بين السورتين: أما إذا انتهى القارئ من قراءة سورة وأراد الابتداء بالتي تليها فإنّه مُخيرٌ بين عدة أوجه وهي:
- قطع الجميع: وهو بمعنى أن ينتهي من قراءة السورة ثم يقف ثم يبسمل ثم يقف ثم يبدأ قراءة السورة التالية.
- قطع الأول ووصل الثاني: وهو بمعنى أن ينتهي القارئ من السورة ثم يقف ثم يبسمل ويبدأ بالسورة التالية دون وقف.
- وصل الجميع: وهو بمعنى أن ينتهي من قراءة السورة ثم يبسمل ويبدأ بقراءة السورة التالية دون الوقف على أيّ منها.
- أما إذا وصل السورة التي انتهى من قراءتها بالبسملة ثمّ توقف وبدأ السورة التالية فهذا أمرٌ باطلٌ ولا يصح الإتيان به.
أحكام الاستعاذة
تختلف الاستعاذة عن البسملة بأنها لا تُذكر بين سورتين عند القراءة المتتالية للقرآن الكريم، وأمّا الأوجه الأُخرى للاستعاذة تكون على لنحو الآتي:[٥]
- في أوائل السور: حيث يمكن للقارئ الابتداء بالاستعاذة إذا كانت السورة في بدايتها.
- أثناء السور: فيمكن للقارئ الابتداء بالاستعاذة إذا كانت بداية قراءته من منتصف السورة.
- حالات الاستعاذة: يمكن للقارئ أن يذكر الاستعاذة سرًا أو جهرًا وفقًا للحالات الآتية:
- الجهر بالاستعاذة: يُستحب الجهر بالاستعاذة إذا كان القارئ يقرأ جهرًا وكان هناك من يسمعه، أو في حالة التعليم يكون الجهر بالاستعاذة لمبتدئ القراءة أمّا البقية يسرونها.
- الإسرار بالاستعاذة: ويكون في حالة القراءة في الصلاة سواءٌ كانت الصلاة سريّةً أو جهرية، وفي حالة أن يكون القارئ خاليًا سواءٌ كان يقرأ جهرًا أم سرًا، وفي حالة التعليم ولم يكن هو المبتدئ في القراءة.
أوجه الاستعاذة مع البسملة
يمكن للقارئ أن يختار في قراءته بين أوجه الاستعاذة والبسملة الأربع وهي كلها جائزة إلّا في بداية سورة التوبة فلا بسملة فيها، وهذه الأوجه هي:[٥]
- قطع الجميع: أي أن يبتدأ القارئ قراءته بالاستعاذة ثم يقف ثم يبسمل ثم يقف ثم يبدأ بقراءة السورة.
- قطع الأول ووصل الثاني بالثالث: وهي بأن يبتدأ قراءته بالاستعاذة ثمّ يقف ثمّ يبسمل ويبدأ قراءة السورة دون فصل بين البسملة والسورة.
- وصل الأول بالثاني وقطع الثالث: وهي ذكر الاستعاذة ثمّ البسملة دون فصلٍ بينهما ثم يقف ثم يبدأ بقراءة السورة.
- وصل الجميع: أي أن يذكر الاستعاذة ثم البسملة ثم يقرأ السورة دون الفصل بين أيّ منها، والله -تعالى- أعلم.
المراجع[+]
- ↑ سورة المزمل، آية: 04.
- ↑ "أحكام تلاوة القرآن"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-05-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة النحل، آية: 98.
- ↑ "الاستعاذة والبسملة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "تلاوة القرآن"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.