سؤال وجواب

بحث عن التعاون


مفهوم التعاون

يعتمد مفهوم التعاون على المشاركة والمساعدة، وهو تحصيل القوى في سبيل تحقيق هدف ما، ويكون ذلك بين الأفراد أو الجماعات دون التقيد بزمانٍ أو مكان، وهو أحد الأنظمة والسياسات المتبعة ضمن نطاق النجاح على الصعيدين الفردي والجماعي، وقد ارتبط هذا المفهوم بالإنسان منذ نشأته الأولى، فقد كان ولا زال مضطرًا للتعايش مع البيئة المحيطة به، ومع القوى والطاقات المشاركة في مجتمعه، وقد جاءت الشريعة الإسلامية لتؤكد على أهمية التعاون بين المسلمين[١].

بحث عن التعاون

زرع الله في خصال الإنسان كونه غير كامل، وحاجته لمؤهلات غيره ليتعايش مع زمانه ومجتمعه، حتّى على صعيد الدعوة والنبوة، فقد احتاج الأنبياء والمرسلين لمساندة الناس من أصحابهم لنشر رسالة السماء وتبليغ الدعوة لأقوامهم، كما ورد في الحديث الصحيح: "ما مِن نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ في أُمَّةٍ قَبْلِي إلَّا كانَ له مِن أُمَّتِهِ حَوارِيُّونَ، وأَصْحابٌ يَأْخُذُونَ بسُنَّتِهِ ويَقْتَدُونَ بأَمْرِهِ"[٢]، فحاجة المسلمين لبعضهم أمرٌ جليٌّ، وقد أوصى الله تعالى به في محكم التنزيل، فهو واجبٌ على أن يكون ضمن وجوه الخير، ويحرمُ فيما إذا كان فيه معصيةٌ للخالق وأذيةٌ للمخلوقات[٣]، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[٤]، والتعاون ضمن نطاق التقوى له أنواعٌ وصورٌ عديدة، نذكر منها[٥]:

  • التعاون بين المسلمين، بما يندرج تحت هذا المفهوم من إغاثة الملهوف وإماطة الأذى، ومساعدة المساكين وابن السبيل، ويكون ذلك بالمشاركة بالأموال والأنفس، وشحذ الهمم لمواكبتها واستمراريتها بالبذل والعطاء، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "المسلِمُ أخو المسلِمِ لا يخونُهُ ولا يَكذِبُهُ ولا يخذلُهُ كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ عرضُهُ ومالُهُ ودمُهُ التَّقوى هَهنا بحسبِ امرئٍ منَ الشَّرِّ أن يحتقرَ أخاهُ المسلمَ"[٦].
  • التعاون في إقامة شرائع الله على الأرض من عباداتٍ و أمرٍ بالمعروف ونهيٍ عن المنكر.
  • طلب العلم والارتقاء في درجات المعرفة، وقد ورد في الصحيح عن عمر بن الخطاب: "كُنْتُ أنَا وجَارٌ لي مِنَ الأنْصَارِ في بَنِي أُمَيَّةَ بنِ زَيْدٍ وهي مِن عَوَالِي المَدِينَةِ وكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَنْزِلُ يَوْمًا وأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بخَبَرِ ذلكَ اليَومِ مِنَ الوَحْيِ وغَيْرِهِ، وإذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذلكَ"[٧].
  • الدعوة إلى التوحيد، كما ذكر القرآن الكريم عندما طلب نبيّ الله موسى -عليه السلام- من ربه أن يجعل له نصيرًا في رسالته أخاه هارون، قال تعالى: {وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي 29 هَارُونَ أَخِي 30 اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي 31 وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}[٨].
وكما تعددت الوجوه واختلفت في التضامن على الخير، فقد جاء النهي الصريح في الكتاب والسنّة عن التعاون على الإثم والعدوان، وقد تعددّت ضروبها واختلفت كما في البرّ والتقوى، ووجب على العبد معرفة هذه الأمور ومراعاتها، لما في ذلك منفعةٌ للنّاس واجتنابٌ لعقبات الدنيا.

المراجع[+]

  1. "تعاون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 13-06-2019. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 50، صحيح.
  3. "حكم التعاون بين المسلمين ، وأوجه ذلك ، وكيف يتحقق ذلك التعاون"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13-06-2019. بتصرّف.
  4. سورة المائدة، آية: 2.
  5. "خطبة عن فضل التعاون في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-06-2019. بتصرّف.
  6. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1927، حسن غريب | التخريج :أخرجه مسلم (2564)، وأحمد (8089) مطولاً، والترمذي (1927) واللفظ له..
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 89، [صحيح].
  8. سورة طه، آية: 29-32.