سؤال وجواب

أمثلة على المفعول معه من القرآن ال


المفعول معه

المفعول معه واحدٌ من المفاعيل الخمسة في اللغة العربية، فهو اسمٌ منصوبٌ، أما تسميته بالمفعول معه فالمقصود بها أن هذا المفعول تصاحبه واوا تدل على المعيّّة، أي على المصاحبة، والأمثلة على المفعول معه من القرآن الكريم توضح المقصود بهذه الواو التي تُسمى واو المعيّة، مع وجود تأويلات تبين أنّها من الممكن أن تكون واو العطف لا واو المعية، وممّا أجمع النحاة عليه أن المفعول معه اسم فضلة منصوب وقع بعد واو المعية وتفيد المصاحبة، مسبوقة بجملة، ليدل على شيء حصل الفعل بمصاحبته، بلا قصدٍ إلى إشراكه في حكم ما قبله ، مثل جملة "سرتُ والبحرَ" والتقدير: "سرت مصاحبًا البحرَ". [١]

أمثلة على المفعول معه من القرآن الكريم

إنّ الباحث في باب المفعول معه لا بدّ أن يتقصى أمثلة على المفعول معه من القرآن الكريم، وذلك بعد أن تثبّتَ من تعريف المفعول معه، والذي وضّح أنّ ما بعد واو المعية، أي الاسم المنصوب، لا يُشرَكُ مع ما قبهِ في الحكم كما مر في المثال السابق "سارَ خالدٌ والبحرَ" فالبحر لا يمكن إشراكه مع خالد في حكم السير، ولذلك وجَبَ نصبه على أنّه مفعول معه، أي نُصِب على المعيّة، ومن الأمثلة على المفعول معه من القرآن الكريم ما يأتي:

  • قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ}[٢] فالواو الواقعة بين "أمرَكم" و "شركاءكم" لا يمكن اعتبارها واو العطف؛ لأنّه يقال "أجمع أمرَهُ وعلى أمره"، كما يقال "عزمه وعزم عليه"، كلاهما بمعنى واحد، ولا يقال "أجمع الشركاء أو عزم عليهم"، بل يقال "جمعهم"، فلو عُطفت لكان المعنى "اعزموا على أمركم واعزموا على شركائكم" وذلك واضح البطلان، وطالما أنّ ما جاء بعد الواو لم يجز إشراكه في الحكم مع ما قبله فهو مفعول معه منصوب، والواو التي قبله هي واو المعية وليست واو العطف، ولا يمكن إنكار وجود بعض الآراء التي تُجيز العطف بدلًا من المعية على أن الفعل محذوف، والعطف هو عطف جملة على جملة، لا عطف مفرد على مفرد.
  • ومن الأمثلة على المفعول معه من القرآن الكريم: ما ورد في الآية الكريمة: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}[٣] في هذه الآية جاءت الواو التي سبقت كلمة "الإيمان" بمعنى المصاحبة، أي واو المعية، إذ لا يمكن اعتبار الواو عاطفة وإشراك الإيمان مع الدار في الحكم؛ وذلك لأنّ الدار تُتَبَوَّأ -أي تُسكن- أما الإيمان لا يُتَبوأ ولذلك فإن "الإيمان" منصوب على المعية، وما قيل عن بعض الآراء التي تجيز العطف في الآية السابقة يُقال هنا. [٤]

شروط نصب المفعول معه

صحيح أن المفعول معه من المنصوبات في اللغة العربية، وما ورد من أمثلة على المفعول معه من القرآن الكريم يؤكد أنه من المنصوبات، إلا أن هذا النصب للمفعول معه يرتبط بشروط معينة حددها علماء النحو في كتبهم، هي: [٥]

  • أن يكون المفعول معه اسمًا فضلة: والمقصود بكلمة "فضلة" اي يمكن أن يتم تكوين الجملة من دونه، فهو ليس كالمبتدأ، أو الفاعل التي تُعد أسماءً عمدةً لا يمكن الاستغناء عنها، وإذا كان الاسم بعد الواو اسمًا عمدة فلا يجوز نصبه على المعية، مثل جملة "تضارب محمدٌ وعامرٌ" كلمة عامرٌ هنا عمدة وليست فضلة؛ وذلك لأنها مشتركة في حكم المُضاربة مع أحمد، ولذلك هي اسم معطوف وليست مفعولًا معه منصوبًا على المعية، إذا لا يمكن أن يتم معنى الفعل "تضارب" من طرف واحد بل لا بد له من طرفين ولذلك عُدّت كلمة "عامر" عمدة وليست فضلة.
  • أن يُسبَق بواو المعية: والمقصود بواو المعية أنها بمعنى "مع" فإذا كانت واو العطف أو واو الحال لا يصح نصب الاسم بعدها على المعية، والدارس يقع في الخطأ في التمييز بين واو المعية وواو العطف، أمّا واو الحال فهي تتضح مباشرةً لأنها تَسبقُ جملةً نحو "جاء الولدُ وهو يبكي"
  • أن يُسبَق المفعول معه بجملة: قد تكون هذه الجملة التي تسبق واو المعية جملة فعلية أو جملة اسمية، وأما إذا جاء قبل الواو اسمًا مفردًا فلايُنصب الاسم بعد الواو على المعية بل يكون اسمًا معطوفًا على ما قبله نحو "كلُّ طالبٍ وقلمُهُ" كلمة قلمُه اسم معطوف على كلّ ولا يجوز نصبها على المعية لأنها لم تسبق بجملة.

العامل في المفعول معه

لما كان المفعول معه منصوبًا فإن هذا يعني أن ثمة عاملًا عمل في نصبه، ومما قد يعمل في نصب المفعول معه الفعل الذي يتقدمه، كما ورد من أمثلة على المفعول معه من القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}[٦]، وأحيانًا يعمل الاسم الذي يشبه معنى الفعل نحو "أنا سامعٌ الدرسَ وعامرًا" ، ومن الممكن أن يكون العامل مقدرًا وذلك بعد ما وكيف الاستفهاميتين نحو "ما أنت وزيدًا" أو "كيف أنت والامتحانَ بعدَ غدٍ" والتقدير: "ما تكون أنت وخالدًا" و"كيف تكون والامتحانَ بعد غدٍ". [٧]

أشكال المفعول معه

المفعول معه وإن كان من عائلة المنصوبات، لكنه يختلف عن غيره من المفاعيل الخمسة من ناحية أنه لا يأتي إلا اسمًا صريحًا، أي لا يأتي جملةً، أو ضميرًا، وأما قول القائل في عبارة "لا تنهَ عن خُلقٍ وتأتيَ مثلهُ" من أن المفعول معه جاء جملةً، فالرد على هذا الرأي هو أن الدارس إذا افترض أن الواو للمعية فإنَّ الفعل "تَأتِي" ليس مفعولاً معه بناءً على رأي الأغلبية، وبعض النحاة قال إن المصدر المؤول من أن المضمرة وما بعدها في محل نصب مفعول معه، وبذلك يكون التقدير "لا تنه عن خلقٍ وإتيانَكَ مثلهُ" إذ إن المصدر المؤول يُعامل معاملة المفرد، كما أن ماورد من أمثلة على المفعول معه من القرآن الكريم في ما سبق كان فيها المفعول فيه اسمًا صريحًا. [٨]

المراجع[+]

  1. "المفعول معه"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.
  2. سورة يونس، آية: 71.
  3. سورة الحشر، آية: 9.
  4. " المفعول معه"، almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.
  5. "مفعول معه"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.
  6. سورة الحشر، آية: 9.
  7. "المفعول معه "، almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019.
  8. "مفعول معه"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.