سؤال وجواب

تحليل قصيدة القدس لنزار قباني


نبذة عن نزار قباني

نزار بن توفيق قباني، وُلدَ في دمشق في حيِّ الشاغور في مئذنة الشحم عام 1923م، وهو شاعر وسياسي سوري ودبلوماسيُّ، درس الحقوق في جامعة دمشق وتخرَّج منها عام 1945م، ثمَّ عمل في السلك الدبلوماسي حتَّى عام 1966م، وقد اشتهر نزار قباني عربيًا كشاعر من القدس وبكاها شعرًا، ونزفها حروفًا على ورق يقرؤه القاصي والداني، وفيما يأتي تحليل قصيدة القدس لنزار قباني، التي يقول فيها: [٢]

بكيتُ؛ حتَّى انتهتِ الدُّموعْ
صلَّيتُ؛ حتَّى ذابتِ الشُّموعْ
ركعتُ؛ حتَّى ملّني الرُّكوعْ
سألتُ عن محمدٍ فيكِ وعنْ يَسوع

في تحليل قصيدة القدس لنزار قباني يمكن القول إنَّ الشاعر استهلَّ هذه القصيدة باللعب على الوتر الديني، حيث تطرَّق إلى مكانة هذه المدينة الدينية عبر التاريخ، معبّرًا عن حزنه وانكساره على ما حصل بهذه المدينة الطاهرة، فيُشير بداية إلى كثرة بكائه وصلاته وركوعه، قبل أن يسأل عن الأنبياء، عن محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- وعن عيسى المسيح -عليه السَّلام-.

يا قُدسُ، يا مدينةً تفوحُ أنبياءْ
يا أقصرَ الدُّروبِ بين الأرضِ والسَّماءْ
يا قدسُ، يا منارةً الشَّرائعْ
يا طفلةً جميلةً محروقةََ الأصابعْ

ثمَّ يلجأ نزار قباني إلى الأسلوب الإنشائي باستخدامه النداء، ينادي على القدس ويصفها بصفاتها الدينية الأبرز، القدس المدينة التي كثر فيها الأنبياء عبر التاريخ، وهي البوابة والطريق الذي عبر منه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم نحو السماء، والقدس قُطب الشرائع كلِّها، فهي مقدسة عن اليهود وعند المسيحيين وعند المسلمين، ثمَّ يداعبها ويغازلها ويشبهها بالطفلة الصغيرة التي تبكي لحرق في أصابعها.

حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البَتولْ
يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرَّسُولْ
حزينةٌ حجارةُ الشَّوارعْ
حزينةٌ مآذنُ الجَوامعْ
يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسَّوادْ
من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القِيامة؟
صبيحةََ الآحادْ
من يحملُ الألعابَ للأولادْ؟
في ليلةِ الميلادْ

يتابع نزار قباني وصفَ الحزن المنتشر في أزقة القدس، ويرصد الحزن في عينيها وحجارة أرصفتها ومآذنها، ثمَّ يصفها بالمدينة التي تلتف بالحزن والموت والسواد، ويتساءل عن حال كنيسة القيامة التي كانت أجراسها تُرقع باستمرار في صباح كلِّ أحد، ويتساءل عن حال الهدايا التي كانت تُقدَّم للأطفال في أعياد الميلاد في كلِّ سنة.

يا قدسُ، يا مدينةََ الأحزانْ
يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفانْ
من يوقفُ الحِجارة يا بلدي
من يوقفُ العُدوان يا بلدي
عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديانْ
من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدرانْ؟
من ينقذُ الإنجيل؟
من ينقذُ القرآن؟
من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟
من ينقذُ الإنسان؟
يا قدسُ، يا مدينتي
يا قدسُ، يا حبيبتي

يعود الشاعر إلى النداء، فينادي القدس بالدمعة ويناديها بمدينة الأحزان، ثمَّ يسألها: من سوف يوقف هذا الجحيم الذي تعيشه القدس، من سوف ينهي هذا الصراع في مدينة اجتمعت بها الأديان كلُّها، ويتساءل عن الدماء التي انتشرتْ على جدران المدينة، ويسأل عن حال المسلمين والمسيحيين بذكر الإنجيل والقرآن الكتابَين المقدسين لهذين الديانتين.

غدًا، غدًا، سيزهر الليمون
وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتونْ
وتضحكُ العيونْ
وترجعُ الحمائمُ المهاجرةْ
إلى السقوفِ الطاهرةْ
ويرجعُ الأطفالُ يلعبونْ
ويلتقي الآباءُ والبنونْ
على رباك الزاهرةْ
يا بلدي
يا بلد السَّلام والزَّيتونْ

وفي ختام تحليل قصيدة القدس لنزار قباني، يظهر نزار متفائلًا بعض الشيء، فيتصوَّر المستقبل بأحسن حال، فيقول: غدًا سوف يعود الليمون وسوف تخضر الأرض من جديد بالزيتون وسوف تنبت سنابل القمح من جديد، وسوف تضحك عيون الناس فيها، وسوف يرجع الحمام المهاجر ليسكن سقوف البيوت وسوف ترجع البسمة للأطفال وسيلتقي الناس على الحب والوئام والسلام، فبلد السلام لا يمكن أن تستقرَّ إلَّا على السلام.

مؤلفات نزار قباني النثرية

بعد تحليل قصيدة القدس لنزار قباني، جدير بالذكر إنَّ نزار قباني الشاعر والأديب السوري، كان أديبًا كامل الأوصاف، فلم تقتصر تجربته الأدبية الناضجة على الشعر، إنَّما وسَّع نزار دائرة إبداعه داخلًا فنون النَّثر من أوسع أبوابها وتاركًا وراءه نتاجًا نثريًا عظيمًا لا يُقدَّر بثمن، ومن أبرز ما ألَّف قباني في النثر ما يأتي: [٣]

  • كتاب "قصَّتي مع الشِّعر".
  • كتاب "ما هو الشِّعر".
  • كتاب "عن الشعر والجنس والثورة".
  • كتاب "الشعر قنديل أخضر".
  • كتاب "العصافير لا تطلب تأشيرة دخول".
  • كتاب "لعبْتُ بإتقان وها هي مفاتيحي".
  • كتاب "المرأة في شعري وفي حياتي".
  • مسرحية "جمهورية جنونستان لبنان سابقًا".

المراجع[+]

  1. "نزار قباني"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.
  2. "القدس"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019.
  3. "نزار قباني"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.