الفاعل والمفعول به في النحو
محتويات
علم النحو
علم النَّحو هو أحد علوم اللغة العربية، ويُسمَّى أيضًا بعلم الإعراب، وهو العلم الذي يهتمّ بمعرفة أحوال نهايات الكلمات في اللغة العربية، كما يهتم علم النحو بمعرفة أصل الجملة وتكوينها وقواعد إعرابها كاملة، ويعتبر علم النحو من أهم علوم اللغة العربية التي ينبغي على كلِّ من رغبَ بالإحاطة باللغة أن يكون على دراية به كاملًا، فهو أحد أسباب القدرة على إبداع الكلام ببلاغة وفصاحة وبيان، وهو أحد أسباب فهم الكلام وسبر أغوار الجملة العربية، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على الفاعل والمفعول به في النحو.
الفاعل والمفعول به في النحو
تتألّف الجملة في اللغة العربية من فعل ثمَّ فاعل ثمَّ مفعول به، وهذا الترتيب الأساسيّ لأركان الجملة العربية، فالفعل هو الحدث والفاعل من قام بهذا الحدث والمفعول به هو من وقع عليه هذا الحدث، وقد تكتمل الجملة بفعل وفاعل فقط وهذا في الأفعال اللازمة التي لا تتعدَّى لمفعول به أبدًا، قد تتألف من فعل وفاعل وأكثر من مفعول به واحد، ولكن بشكل عام يعتبر الفاعل والمفعول به أعمدة الجملة العربية، وفيما يأتي تفصيل عن كلٍّ منهما.
الفاعل في النحو
الفاعل في اللغة العربية هو الاسم الذي يدلُّ على من قام بالفعل أو الحدث في الجملة، وهو اسم مرفوع دائمًا، فلا يأتي الفاعل مجرورًا أو منصوبًا أبدًا، فالفاعل هو الاسم الذي أحدث الفعل وأوقعه، قال تعالى في سورة البقرة: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ} [١]، وجدير بالذكر إنَّ الفاعل في النحو يأتي ضميرًا ويأتي اسمًا ظاهرًا، وفيما يأتي التفصيل في كلتا الحالتين: [٢]
- ضمير: وهو أن يأتي الفاعل ضميرًا من ضمائر الرفع، مثل: "آمنتُ بالله الواحد الأحد"، وهنا يُعرب الفعل آمنتُ: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة، والتاء تاء الفاعل المتحركة في محل رفع فاعل.
- اسم ظاهر: وهو أن يأتي الفاعل اسمًا ظاهرًا وليس ضميرًا، ولا فرقَ إن جاء مذكرًا أو مؤنثًا، ومثاله قول الله تعالى في سورة يوسف: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ}[٣]، وإعراب الفاعل نسوةٌ في الآية الكريمة هو: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
المفعول به في النحو
في الحديث عن الفاعل والمفعول به في النحو، جدير بالقول إنَّ المفعول به في اللغة العربية هو اسم يدل على من وقع عليه الفعل أو الحدث الذي قام به الفاعل في الجملة، وهو اسم منصوب دائمًا ولا يأتي مرفوعًا أو مجرورًا أبدًا، وتختلف علامة إعراب المفعول به في الجملة، فهو اسم منصوب بالفتحة بشكل عام، ولكن يُنصب بالياء إنْ كان المفعول به مثنى أو جمع مذكر سالم، كما يُنصب بالكسرة نيابة عن الفتح إذا كان جمعَ مؤنث سالم، ويُنصب بالألف إن كان من الأسماء الخمسة، وجدير بالذكر إنَّ المفعول به قد يأتي ضميرًا أو اسمًا ظاهرًا أو جملة، على الشكل التالي:[٤]
- ضمير: يأتي المفعول به ضميرًا، مثل جملة: ضربكَ الأستاذ: ضربَكَ: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
- اسم ظاهر: قال تعالى في سورة الكهف: {قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا}[٥]، وإعراب المفعول به عذرًا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- جملة: تأتي بعض الجمل في محل نصب مفعول به، ومن هذه الجمل الجملة التي تأتي بعد القول، مثل: قال: يسرد الحكواتي في المقهى حكاية لطيفة، جملة يسرد هي جملة مقول القول في محل نصب مفعول به.
حالات إعراب الفاعل
بعد الحديث عن الفاعل والمفعول به في النحو، جدير بالذكر إنَّ الفاعل في النحو هو اسم يدلّ على من قام بالفعل، وهو اسم مرفوع دائمًا، ولكن حالات إعراب الفاعل في اللغة العربية تختلف بحسب موقع الفاعل في الجملة العربية، وفيما يأتي تفصيل في حالات إعراب الفاعل مع أمثلة معربة على كلِّ حالة من الحالات:[٢]
- إذا كان اسمًا ظاهرًا: يُعرب الفاعل مرفوعًا بالضمة إذا جاء اسمًا ظاهرًا، مثل: قال تعالى في سورة العنكبوت: {خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ}[٦]، والفاعل هنا هو اللهُ: لفظ الجلالة، فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- إذا كان الفاعل مثنى: يُرفع الفاعل بالألف إذا كان مثنى، مثل: "انصرفَ الفريقان"، الفريقان: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأَّنه مثنى.
- إذا كان جمع مذكر سالم: يُرفع الفاعل بالواو إذا كان جمع مذكر سالم، مثل: "هاجر المدرسونَ"، المدرسون: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه جمع مذكر سالم.
- إذا كان من الأسماء الخمسة: يُرفع الفاعل بالواو إذا كان من الأسماء الخمسة، مثل: "رآنا أبوكَ البارحة"، أبوك: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه من الأسماء الخمسة والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
حالات إعراب المفعول به
المفعول به في اللغة العربية هو الاسم الذي يدل على من وقع عليه فعل الفاعل في الجملة، وهو من المنصوبات، يأتي منصوبًا دائمًا ولا يمكن أن يُرفع أو يجرّ، وقد يكتمل معنى الجملة دون الحاجة إلى المفعول به إذا كان الفعل لازمًا، وللمفعول به حالات إعراب تختلف حسب موقعه من الجملة، ومن حالات إعرابه ما يأتي:[٧]
- إذا كان اسمًا ظاهرًا: يُنصب المفعول به غذا كان اسمًا ظاهرًا على الفتحة الظاهرة، والفتحة المقدرة إذا كان معتل الآخر، مثل: "يكتب الشاعر القصيدةَ"، القصيدة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- إذا كان مثنى: يُنصب المفعول به على الياء إذا كان مثنى، مثل: "اصطدتُ طائرين"، طائرين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه مثنى.
- إذا كان جمع مذكر سالم: يُنصب المفعول به على الياء إذا جمع مذكر سالم، مثل: "لاحقتِ الشرطة المجرمين"، المجرمين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه جمع مذكر سالم.
- إذا كان من الأسماء الخمسة: يُنصب المفعول به على الألف إذا كان من الأسماء الخمسة، مثل: "صافحتُ أخاك بحبٍّ"، أخاك: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف لأنَّه من الأسماء الخمسة.
- إذا كان جمع مؤنث سالم: يُنصب المفعول به على الكسرة نيابة عن الفتحة إذا كان جمع مؤنث سالم، مثل: "رأيت العاملاتِ في الحقل"، العاملات: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنَّه جمع مؤنث سالم.
أمثلة على إعراب الفاعل والمفعول به
في ختام ما جاء من حديث عن الفاعل والمفعول به في النحو، لا بدَّ حتَّى تتضح معالم الفاعل والمفعول به أن يتم ذكر أمثلة معربة تُبين كيفية إعراب الفاعل والمفعول به في الجملة العربية، وفيما يأتي بعض الأمثلة في إعراب كلٍّ من الفاعل والمفعول به على حدة:
أمثلة في إعراب الفاعل
الفاعل -كما وردَ سابقًا- اسم مرفوع، لا يأتي منصوبًا أو مجرورًا أبدًا، وقد يكون الفاعل اسمًا ظاهرًا أو ضميرًا، وفيما يأتي بعض الجمل المعربة لبعض حالات مجيء الفاعل:
- اشترى التاجرُ القافلة: التاجر: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- احمرَّ المدى بالشفق: المدى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر.
- كسر أخوك زجاج النافذة: أخوك: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه من الأسماء الخمسة والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
- مرَّ السائحون قرب النهر: السائحون: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه جمع مذكر سالم.
- اتفق الرجلان على صفقة البيع: الرجلان: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنَّه مثنى.
أمثلة في إعراب المفعول به
المفعول به -كما جاء مسبقًا- هو اسم منصوب دائمًا يدل على من وقع عليه فعل الفاعل، وقد يأتي اسمًا ظاهرًا ويأتي ضميرًا، ويُنصب بالفتحة إذا كان اسمًا ظاهرًا وبالألف إذا كان من الأسماء الخمسة، وبالياء إذا كان مسمى أو جمع مذكر سالم، فيما يأتي أمثلة عن إعراب المفعول به:
- قرأ خالد القصةَ: القصة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
- هاجمتِ الذئاب التائهين في الثلوج: التائهين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه جمع مذكر سالم.
- غيَّبَ الموتُ رجلين من القرية: رجلين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه مثنى.
- قابلتُ أخاكَ معاذ في الملعب: أخاك: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف لأنَّه من الأسماء الخمسة.
المراجع[+]
- ↑ سورة البقرة، آية: 127.
- ^ أ ب "الفاعل: تعريفه، أقسامه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-06-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية: 30.
- ↑ "مفعول به"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-06-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية: 76.
- ↑ سورة العنكبوت، آية: 44.
- ↑ "مفعول به"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-06-2019. بتصرّف.