سؤال وجواب

أمثلة على الحال من القرآن الكريم


الحال في اللغة العربية

الحال في اللغة العربيّة اسم منصوب، فهو من عائلة المنصوبات في اللغة العربية، ويقال في تعريفه أنه وصف فضلة، يأتي لبيان هيئة صاحب الحال الذي يأتي قبله. أي إن هذا الوصف يبيّن هيئة صاحب الحال في زمن معين ملازمٍ للحدث نحو "جاء خالدٌ راكضًا" فكلمة راكضًا بينت هيئة "خالد" وهو صاحب الحال، وكانت ملازمة لحدث المجيء. وهناك أمثلة على الحال من القرآن الكريم كثيرة ومختلفة، ومنها قوله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}[١]. كلمة مفسدين هي وصف منصوب، بين هيئة صاحب الحال، وتاليًا شواهد أخرى عن هذه القاعدة.

أمثلة على الحال من القرآن الكريم

لما كان الحال اسمًا منصوبًا فإن هذا يعني أنه يأتي على أشكال وصور متعددة، وما هو موجود من أمثلة على الحال في القرآن الكريم يؤكد هذا الكلام، إذ يجد الباحث عن الأمثلة على الحال من القرآن الكريم أشكالَ الحال المختلفة، سواء كان مفردًا أم جملةً، أم شبه جملة، ومما ورد في القرآن الكريم حالًا:

  • مفردًا: قوله تعالى: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَىٰ}[٢] كلمة بيضاء الواردة في الآية هي حال منصوبة، وصاحب الحال هو اليد، وقد بينت كلمة بيضاء هيئة صاحبها.
  • جملة فعلية: ومن أمثلة الجملة الفعلية قوله تعالى: {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ}[٣] الحال في الآية هو جملة "يبكون" وهذه الجملة هي التي بينت هيئة صاحب الحال وهم أخوة يوسف.
  • جملة اسمية: أما مثال الجملة الاسمية فقد ورد في الآية الكريمة: {مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ}[٤] جاءت الجملة الاسمية "هم يخصمون" في محل نصب حال، وقد سُبقت بواو الحال.

صاحب الحال

إن ما ورد من أمثلة على الحال من القرآن الكريم يوصل الباحث إلى أن وجود صاحب الحال مهم جدًا لأن كل عمل الحال مرتبط به، ومن هنا كان لا بد من توضيح أنواع صاحب الحال في اللغة العربية سواء كانت الأمثلة عليه من القرآن الكريم، أم من فصيح الكلام، ومن أشكال صاحب الحال:[٥]

  • الفاعل: قد يكون الفاعل هو صاحب الحال ومثاله ما ورد في الآية الكريم التي ورد ذكرها قبل قليل: {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ}[٦]صاحب الحال هنا هو الفاعل، وهو الضمير المتصل بالفعل جاء، أي واو الجماعة العائدة على أخوة يوسف.
  • المفعول به: من أنواع صاحب الحال أن يأتي المفعولًا به، مثل قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[٧]صاحب الحال في هذه الآية هو الهاء الواقعة في محل نصب مفعول به، والحال هو قرآنًا.
  • المبتدأ: ومثال الحال التي يكون صاحبها مبتدأ قوله تعالى: {وَهَٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا}[٨] مستقيمًا هي الحال في هذه الآية، وصاحب الحال هو اسم الإشارة "هذا" الواقع في محل رفع مبتدأ.

مطابقة الحال لصاحبها

الحال من الأبحاث التي يطول الكلام عنها، والدارس لهذا الباب من أبواب النحو لا يلبث أن يجد أمثلة على الحال من القرآن الكريم حتى تأخذه إلى مواضيع أخرى ترتبط بالحال ولا بد للدارس من معرفتها، ومن هذه المواضيع ما له علاقة بمطابقة الحال لصاحبها، وكما تبين أن ثمة علاقة وثيقة بين الحال وصاحب الحال وهذه العلاقة لا بد أن تؤدي إلى التطابق فيما بينهما، إذ تُطابِق الحال صاحب الحال في التذكير والتأنيث، وفي الإفراد و التثنية و الجمع، ولكن هذه المطابقة ليست قاعدة ثابتة ودائمة بل هناك بعض التجاوزات لها، فمثلًا المطابقة لا تحصل بين الحال وصاحب الحال إذا كان صاحب الحال جمعًا لغير العاقل، فعندها سيكون الحال مفردًا مؤنثًا أو جمع مؤنث سالمًا مثل جملة "رأيت الدنانير متساقطةً على الأرض" الدنانير هي صاحب الحال وهي جمع غير عاقل، وجاءت الحال متساقطة" مفردة مؤنثة فلم تطابق صاحب الحال. [٩]

تعدد الحال

إن ما ورد من أمثلة على الحال من القرآن الكريم فيما سبق كانت الحال في كل منها واحدة فقط، وهذا الغالب في اللغة العربية، ويُطلق عليها اسم "الحال المتفردة" أي وحيدة وهي تشمل أشكال الحال كلها: المفرد، والجملة، وشبه الجملة. ومن الممكن أن يُوجد في الجملة الواحدة أكثر من حال واحدة بألفاظ متعدِّدة، وصاحب الحال واحد، نحو: "قضيتُ الوقت مع الأصدقاء مستمتعًا، فرحًا، مستفيدًا" ، فإن كلًا من الأسماء "مستمتعًا، فرحًا، مستفيدًا" في المثال هي السابق حال منصوبة، ومما هو جدير بالذكر أن الحال المتعددة في الجملة الواحدة قد تأتي بأشكال متعددة، نحو: "قضيت الوقت مع الأصدقاء مستمتعًا، في المكتبةِ، أستفيدُ، وأنا مسرورٌ" والمُلاحظ أن "مستمتعًا" حال مفرد، و "في المكتبة" حال شبه جملة، و"أستفيد" حال جملة فعلية، و "أنا مسرور" حال جملة اسمية، فتنوَّعت الحال المتعدِّدة من مُفردة إلى جملة إلى شبه جملة.

ومن الأمثلة على الحال من القرآن الكريم التي جاءت فيها الحال متعددة ما ورد في الآية الكريمة من قوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا}[١٠]ففي هذه الآية تعددت الحال، وهي: آمنين، محلقين رؤوسكم، لا تخافون، حال مفرد، وحال مفرد، ثم جملة فعلية. ومن الأمثلة أيضًا قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَار*مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ}[١١] جاءت أربع أحوال وراء بعضها وهي: مهطعين حال مفرد، مقنعي رؤوسهم حال مفرد، لا يرتد إليهم طرفهم حال جملة فعلية، وأفئدتهم هواء حال جملة اسمية. [١٢]

المراجع[+]

  1. سورة البقرة، آية: 60.
  2. سورة طه، آية: 22.
  3. سورة يوسف، آية: 16.
  4. سورة يس، آية: 49.
  5. "الحال"، almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.
  6. سورة يوسف، آية: 16.
  7. سورة يوسف2، آية: 2.
  8. سورة الأنعام، آية: 126.
  9. "حال (نحو)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.
  10. سورة الفتح، آية: 27.
  11. سورة ابراهيم، آية: 42-43.
  12. "حال (نحو)"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.