أمثلة على المفعول لأجله

المفعول لأجله

المفعول لأجله، أو المفعول لَه، هو واحد من المفاعيل الخمسة، وقد قال علماء النحو واللغة في تعريف المفعول لأجله أنّه مصدر منصوب يُذكَر لبيان علّة وقوع الفعل، أو ما دلّ على وقوعه، ومن الأمثلة على المفعول لأجله جملة "أسرعتُ إلى المدرسة خشيةَ التّأخيرِ" فكلمة "خشيةَ" مفعول لأجله؛ لأنها بينت سبب وقوع الفعل وهو فعل "أسرعْتُ" والمفعول لأجله هو جواب مقدر لسؤال يبدأ بِـ: لمَ، أو لماذا؟ كما في المثال السابق: لِمَ أسرعتَ؟ ويكون الجواب: خشيةَ التأخير. وإعراب كلمة خشية: مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وتاليًا أمثلة على المفعول لأجله. ^[١]

أمثلة على المفعول لأجله

بعد أن يتعرّف الدارس إلى تعريف المفعول لأجله، وتتضح له حدودُه ووظيفته في الجملة، لا بدّ أن يشرعَ بالبحث عن أمثلة على المفعول لأجله، محاولًا التحقّق والتأكّد من صحة هذه الأمثلة، وفيما إذا وافقت تعريف المفعول لأجله الذي اتفق عليه علماء اللغة والنحو، ومن الأمثلة على المفعول لأجله ما يأتي:

• من القرآن الكريم: قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ^[٢] الشاهد في هذه الآية هو كلمة "حذرَ" فهي مصدر منصوب بيّن سبب وقوع الفعل، ولو سُئل: لماذا يجعلون أصابعم في آذانهم؟ يكون الجواب: حذرَ الموت، فكلمة "حذرَ" مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
• من فصيح الكلام: الأمثلة على المفعول لأجله من فصيح الكلام كثيرة، كأن يقول قائلٌ:
  • درستُ طوالَ الليلِ تحضيرًا للامتحانِ، كلمة "تحضيرًا" بيّنت سبب وقوع الفعل، ولو سُئِل: لِمَ درستَ طوال الليل؟ لكانَ الجواب: تحضيرًا للامتحان، وعلى هذا فهي مفعول لأجله منصوب.
  • أدعو اللهَ طلبًا للمغفرة والرحمة كلمة، "طلبًا" هي جواب لسؤال: لماذا تَدعو الله؟ فهي مفعولٌ لأجله منصوب وعلانمة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

تاريخ مصطلح المفعول لأجله

صحيح أنّ الدارس يتوصل بسهولة ويُسر إلى تعريف المفعول لأجله، وبعدها يمكنُه البحثُ عن الأمثلة على المفعول لأجله من مصادرمختلفة، ولكن قد يتبادر إلى ذهن البعض عن أصول هذه التسمية وتاريخها، وممّا قد يجدُه من إجابات في كتب اللغة العربية، ومصادرها العديدة والوفيرة أنّ المفعول لأجله سُمِّي المصدر المنصوب الذي يُذكر في الجملة الفعلية لغرض التعليل، كما أنّه مُصطلح مختَصر، وأصله "المَفعُول الذي وَقَعَ لأجله فعل فاعل"، أي لأجلِ شيءٍ آخر وقع بسببه هذا المفعول. كما يطلق بعض العلماء في كتبهم عليه مصطلح المفعول له والمفعول من أجله، وكل هذه المصطلحات تعود أصولها إلى علماء البصرة، وكلّها تُشير إلى المفهوم نفسه، أمّا أكثر هذه المصطلحات استعمالًا فهو مصطلح المفعول له، في حين أنّ مصطلح المفعول من أجله أقلّ شهرةً من بين المصطلحات الثلاثة، وممّا هو جدير بالذكر أنّ البعض قد يطلق عليه اسم "المفعول السببي"؛ لأنّ وظيفته تقوم على بيان سبب وقوع الفعل. ^[٣]

شروط المفعول لأجله

إن المفاعيل في اللغة العربية خمسةٌ، وهو أمر لا يخفى على دارس النحو واللغة، ولمّا كانت هذه المفاعيل الخمسة منصوبة كان لا بد لكل مفعول منها من شروط تميزه عن غيره من المفاعيل، وتساعد القارئ على تحديد نوع المفعول بيسر وسهولة، والمفعول لأجله له شروط تحدده وتيسر معرفته، وهي: مصدرًا، وهو شرط أساسيّ، وإن لم يتحقّق هذا الشرط فلا تكون الكلمة مفعولًا لأجله.

أحكام المفعول لأجله

إن المفعول لأجله واحد من عائلة المفاعيل في اللغة العربية، ولذلك له من الأحكام التي تخصّه كما لغيره من المفاعيل الخمسة، فكما أن المفعول المطلق له أحكام خاصّة، و المفعول به كذلك له أحكام خاصة، وكذلك المفعول لأجله له أحكام خاصة تتعلق بالإعراب والتقديم والتأخير وغيرها، ومن أحكام المفعول لأجله: ^[٥]

• النّصب: يٌنصب المفعول لأجله إذا استوفى الشروط المذكورة آنفًا، ويكون المفعول لأجله في هذه الحال صريحًا، أما إذا ذكر للتعليل ولكن لم يستوف الشروط يُجر بحرف الجرّ، ويكون مفعولًا لأجله غير صريح، ومن الأمثلة على المفعول لأجله الصريح وغير الصريح قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ}^[٦] في هذه الآية يوجد مفعول لأجله صريح وهو "حذرَ" ومفعول لأجله غير صريح وهو "من الصواعق"
• قد يتقدم على عامله: العامل في المفعول لأجله هو الفعل، ويجوز أن يأتي المفعول لأجله متقدمًا على الفعل سواء كان صريحًا، أم غير صريح، ومثاله جملة "رغبةً في التعلمِ التحقْتُ بدورات اللغة الانكليزية" أو جملة "للتزلجِ اشتريت أغراضًا كثيرةً".

المراجع[+]

1. ↑ "المفعول لأجله"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019. بتصرّف.
2. ↑ سورة البقرة، آية: 19.
3. ↑ "مفعول لأجله"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019. بتصرّف.
4. ↑ "المفعول لأجله"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019، بتصرّف.
5. ↑ " المفعول لاجله (المفعول له) "، almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019. بتصرّف.
6. ↑ سورة البقرة، آية: 19.