سؤال وجواب

نتائج الفتوحات الإسلامية


الفتوحات الإسلامية

الإسلام لا يبغي من نشر دعوته في الأرض إلا رعاية مصالح الناس، ونشر النور والتحضر ونصرة المظلوم والابتعاد عن الجهل والتخلف، وتجنب المظاهر الدنيوية من التفاخر بمظاهر الإسراف والبذخ والثراء، الفتح الإسلامي لم يكن بقصد ضم المدن إلى العهد الإسلامي للتسلط على الناس وأموالهم وأملاكهم واستغلال مواردهم ودليل على ذلك مقولة الخليفة عمر بن عبدالعزيز الخالدة التي قالها لبعض ولاته "إن الله بعث محمدًا بالحق هاديًا ولم يبعثه جابيًا"، ولذلك فُتحت الدنيا شرقًا وغربًا أمام المسلمين لِما كانوا فيه من الزهد بالدنيا والإخلاص بالقتال وإظهار كلمة الحق واليقين والإصلاح، ولو كان قصدهم ماديًا أو شخصي لما تم لهم ذلك من فتوحات، وبهذا المقال سيتم التعرف على نتائج الفتوحات الإسلامية.[١]

حروب الردة

قبل التعرف على نتائج الفتوحات الإسلامية، سيتم التحدث عن حروب الردة وأسبابها ونتائجها، فبعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- بويع أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- لخلافة المسلمين، ومع استلامه فورًا ارتدت جميع قبائل العرب عن الإسلام عادا مكة المكرمة خالد بن الوليد، فيما قاد الفئة المرتدة مسيلمة الكذاب والذي قُتل على يد الصحابي وحشي، وقاتلوا الصحابة المرتدين حتى انتصروا عليهم وردوهم إلى الإسلام من جديد.[٢] ومن أبرز نتائج حروب الردة: أن كثيرًا من قبائل العرب لما رأت انتصارات المسلمين أسرعت بالعودة إلى الإسلام وساهمت الحروب لتطهير الجزيرة العربية من الرجس والكُفر، وأهم فائدة بحروب الردة اكتساب المسلمين مهارة بالقتال كانت سببًا رئيسًا في نتائج الفتوحات الإسلامية، بالإضافة لاكتشاف قادة عسكريين كان لهم شأن كبيرة في نتائج الفتوحات الإسلامية.[٣]

نتائج الفتوحات الإسلامية

دعوة الإسلام لم ولن تقف في أرض معينة أو زمان معين، حيث بعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- حمل الرسالة الصحابة، ومن ثم التابعين وكانوا على قدر المسؤولية، بعد فراغ المسلمين من حروب الردة، بدأ الجهاد مع الفرس والروم الذين وقفوا أمام الدعوة الإسلامية ودعموا أعدائها ونصروا خصومها، وفتح المسلمين العراق والشام ومن ثم مصر، وازدهرت الحضارة الإسلامية في ظل الخلافة الراشدة ومن ثم الدولتين الأموية والعباسية، بالعهد الأموي فتح المسلمين الأندلس وبلغت الدعوة الإسلامية مدن برنديزي والبندقية في إيطاليا وخضعت جميع جزر البحر الأبيض المتوسط من كريت شرقًا حتى كورسيكا غربًا للحكم الإسلامي، وفي ظل الحكم الإسلامي ظهرت نتائج الفتوحات الإسلامية بظهور مدن وأماكن تاريخية منها الجديد وبعضها كان قائم وازدهر كالكوفة والبصرة وحلب وحمص وبغداد ودمشق والقيروان ومراكش.[٤]

يعتبر الفتح الإسلامي فريدًا في تاريخ البشرية وأهم نتائج الفتوحات الإسلامية أنه كان فتحًا لقلوب ساكني الأرض وغرسًا لبذرة التسامح والعدل والمساواة، ولقد امتدح النصارى الفتح الإسلامي وأثنوا عليه، ولما بلغ جيش المسلمين وادي الأردن قال الأهالي المسيحون للمسلمين: "يا معشر المسلمين أنتم أحب إلينا من الروم، وإن كانوا على ديننا، أنتم أوفى لنا، وأرأف بنا، وأكف عن ظلمنا، وأحسن ولاية علينا، ولكنهم غلبونا على أمرنا وعلى منازلنا"[٥]

فتح العراق والشام

من أهم نتائج الفتوحات الإسلامية فتح العراق والشام، حيث كان في زمن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ دولتان عظيمتان الفرس يحكمها كسرى والروم يحكمها القيصر، وبشر النبي - عليه الصلاة والسلام- أصحابه على الكثير من الأشياء التي تحدث بالمستقبل وحدثت كما أخبر بها، وهذا دليل على أن الله تعالى أوحى إليه من علم الغيب كما قال الله تعالى {عَالِمُ الغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا* إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا}[٦] ومن الأمور التي أخبر أصحابه بها زال حكم الفرس والروم وانضمام بلادهم للحكم الإسلامي.[٧]

بعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- وبعهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه بدأت الفتوحات الإسلامية، حيث قال خليفة المسلمين "والله لأُنِسينَّ الرومَ وساوس الشيطان بخالد بن الوليد"، وبالفعل جهز خالد جيشه مع بعض القادة أمثال القعقاع بن عمرو التميمي وضرار بن الأزور وغيرهم، ولقد ظهرت عبقريته بوضع الخطط الحربية وأساليب القتال، فبعد عدة معارك شرسة انتصر المسلمين على الروم، وعلى إثر التخلص من الروم بعث خالد رسالة تحذيرية لكسرى قال فيها: "أَسلِم تَسلَم، وإلا فقد جئتك بقوم يحرصون على الموت كما تَحرِصون أنتم على الحياة"، وانتصر المسلمين على الفرس بمعركة القادسية المفصلية، حيث قاد المسلمين سعد بن أبي وقاص، بينما قاد الفرس رستم، لتنتهي حقبة الفرس والروم، كما أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- وبدأ تاريخ جديد للمسلمين بتوسيع دولتهم تحت شعار العدل والمساواة.[٨]

فتح مصر

لقي أهل مصر ظٌلم كبير من الدولة الرومانية حيثُ أُغلقت أمامهُم المناصب وزادت عليهم الضريبة حتى تمنى المصريون الخلاص من الروم، طلب عمرو بن العاص من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بالمسير إلى مصر وقال إنك إن فتحتها كانت قوة للمسلمين وعونًا لهم، وبعد الموافقة سار عمرو بجشيه إلى مصر وفتح مدينة الإسكندرية دون قتال بعد استسلام المقوقس طالبًا الصلح، وبسبب فتح مصر انتشر الإسلام في شمال أفريقيا، حيث يعتبر هذا الفتح من أهم نتائج الفتوحات الإسلامية.[٤]

المراجع[+]

  1. "أهداف.. الفتوحات الإسلامية"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-6-2019. بتصرّف.
  2. "حروب الردة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-6-2019. بتصرّف.
  3. "أبو بكر والمرتدون"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-6-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "الفتوحات الإسلامية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-6-2019. بتصرّف.
  5. "طبيعة الفتوحات الإسلامية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-6-2019. بتصرّف.
  6. سورة الجن، آية: 26-27.
  7. "كسرى وقيصر في السيرة النبوية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-6-2019. بتصرّف.
  8. "العبقرية العسكرية في شخصية خالد بن الوليد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-6-2019. بتصرّف.