سؤال وجواب

مقاصد سورة الإخلاص


سورة الإخلاص

هي إحدى سور القرآن الكريم المكيّة -أي أنّها نزلت في مكة المكرمة- التي نزلت في السنوات الأولى من الدعوة الإسلامية، تقع في الجزء الأخير من أجزاء القرآن الكريم فهي السورة المائة واثنا عشر وتسبقها سورة المسد وتليها سورة العلق، وتعتبر من قصار السور فعدد آياتها أربع آيات، إلّا أن مكانتها عظيمة بين المسلمين فهي تدخل في معظم الأدعية والأذكار، ولها بين عموم المسلمين مسميات أخرى "كسورة الصمد أو سورة التوحيد أو المعوذة وغيرها"، وسيأتي هذا المقال على بيان مقاصد صورة الإخلاص وفضلها.[١]

سبب نزول سورة الإخلاص

لا بدّ قبل بيان مقاصد سورة الإخلاص من الحديث عن أسباب نزولها كي تكتمل الصورة واضحةً جليّة، فقد ورد عن أهل التفسير أنّ سبب نزولها هو أنّ مشركي قريشٍ جاؤوا يسألون الرسول -صلى الله عليه وسلم- من هو ربه وما نسبه، من والده ومن ولده فنزلت آيات سورة الإخلاص مبينةً وحدانية الله وأنّ لا ولد له ولا والد ولا يعادله أحدٌ في قوته وجبروته ولا يشاطره إله آخر في هذا الكون، وقد جاء ذكر سبب نزول سورة الإخلاص في نصّ الحديث الشريف: "جاء المشركونَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم فقالوا يا محمدُ انسِبْ لنا ربَّكَ فأنزل اللهُ تعالى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ} قال الصَّمدُ الَّذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكنْ له كفوًا أحدٌ"[٢]، وقد كانت هذه السورة بمثابة جوابٍ لكلّ من يسأل مثل هذا السؤال أو يعتقد بأنّ لله ولدًا -جلّ وعلا عمّا يقولون-.[٣]

مقاصد سورة الإخلاص

عند دراسة مقاصد سورة الإخلاص يتبين جليًّا أنّ أعظم مقصد منها هو توحيد الله -جلّ وعلا- الذي افتتح السورة بأنّ أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأنّ يقول ويخبر الناس بأنّ الله أحد لا ثاني له وذلك بقوله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[٤]، وقد كانت هذه الآية بمثابة إعلان بوحدوية الله -تعالى- ودعوة لنبذ الأصنام وكل ما كان يعبده المشركون فالله واحد والخالق واحد والمعبود واحدٌ لا إله إلّا هو.[٥]

ومن مقاصد سورة الإخلاص أيضًا ما جاء في الآية الثانية منها بقوله -تعالى-: {اللَّهُ الصَّمَدُ}[٦]، والصمد هو المعبود والإله الذي لا تصلح العبادة إلّا له وفي هذا أيضًا تأكيدٌ على وحدوية الله -جلّ وعلا- وبأنّ هذا الإله الواحد هو الإله المعبود لا غير، وجاء في معنى آخر لكلمة الصمد بأنّه الذي لا يأكل ولا يشرب وليس بحاجة شيء بل هو كلّ شيء، وبهذا وصفٌ لله -تعالى- بأنّه ليس كسائر الخلق وأنّه متفردٌ بصفاته العلا.[٥]

ويظهر واضحًا أنّ من مقاصد سورة الإخلاص في آيتها الثالثة نفي وجود الأب أو الابن لله -تبارك وتعالى- وهو أيضًا تأكيدٌ على وحدويته -عزّ وجل- الذي قال: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}[٧]، فهو الله الواحد الذي لا والد له ولا ولد ولا يشبه أحد وليس بحاجة شيء وهو مقصد العبادة لسائر الخلائق فلا إله غيره.[٥]

وتأتي الآية الأخيرة مؤكدةً كلّ ما سبق من الصفات فيقول -جلّ وعلا-: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}[٨]، وقد اختلف أهل التفسير ومن درس مقاصد سورة الإخلاص في تفسير قوله "كفوًا"، فمنهم من قال بأنّ الله -تعالى- قصد بقوله هذا أنّ لا شبيه له ولا مثيل ولا يعدله شيء فهو الإله الواحد الفرض الصمد من لا والد له ولا ولد، ومنهم من قال بأنّ مقصد هذه الآية أنّ الله -جلّ وعلا- ليس له زوجةٌ أو صاحبة، لكنّ الراجح عند أهل التفسير أنّه في قوله "كفوًا" فهو يقصد المثيل والمنازع له في حق العبادة، فلا إله إلا هو.[٥]

أهمية سورة الإخلاص

تدخل سورة الإخلاص في معظم الأذكار التي أوصى الرسول -صلي الله عليه وسلم- المسلين بالمداومة عليها، فمن الأذكار المستحبة قراءة "قل هو الله أحد" والمعوذتين بعد كل صلاة، والمداومة عليها صباحًا ومساءً وقبل النوم، ومن فضاءلها أيضًا أنّ سورة الإخلاص والمعوذتين تعتبر تحصينًا للنفس من شر الشيطان الرجيم[٩]، وفي بيان فضل هذه السورة العظيمة جاء عن الصحابيّ الجليل العقيدة الإسلامية يرتكز على ثلاثة أمور وهي: عقيدة التوحيد والأحكام الشرعية والقصص، وقد كان مجمل هذه السورة يتحدّث عن التوحيد في المعنى والمبنى وبذلك تكون قد حققت ثلث جوهر العقيدة ولهذا فهي تعدل في أجرها ثلث القرآن الكريم، والله -تبارك وتعالى- أعلم.[٥]

المراجع[+]

  1. "سورة الإخلاص"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.
  2. رواه ابن تيمية، في تلبيس الجهمية، عن أبي بن كعب ، الصفحة أو الرقم: 7/512، مشهور.
  3. ^ أ ب " تدبــر سورة الإخلاص"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.
  4. سورة الإخلاص، آية: 01.
  5. ^ أ ب ت ث ج "نظرات في سورة الإخلاص"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.
  6. سورة الإخلاص، آية: 02.
  7. سورة الإخلاص، آية: 03.
  8. سورة الإخلاص، آية: 04.
  9. "الأذكار التي ينبغي المداومة عليها"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019.
  10. رواه الوادعي ، في الصحيح المسند، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم: 87، حسن.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم: 811، صحيح.