سؤال وجواب

أسباب صغر حجم الرأس عند الأطفال


صغر حجم الرأس عند الأطفال

صغر الرأس عند حديثي الولادة أو الأطفال Microcephaly هو اضطراب عصبي نادر يكون فيه رأس الرضيع أصغر من رؤوس الأطفال الآخرين من نفس العمر والجنس، وعادةً ما يكون هذا الاضطراب نتيجة نمو الدماغ بشكل غير طبيعي في الرحم، ويجدر التنويه إلى أنّ صغر الرأس يمكن أن يكون نتيجة مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، وإنّ الأطفال الذين يُعانون من هذا الاضطراب تتطوّر لديهم في الغالب مشاكل في النمو مع التقدّم في السن، وسيتم في هذا المقال تناول أسباب صغر حجم الرأس عند الأطفال مع التعريج على أعراضه وأساليب تشخيصه والتحقّق من إمكانية وجود علاج له أم لا.

أسباب صغر حجم الرأس عند الأطفال

إن صغر الرأس عادةً ما يكون نتيجة نمو غير طبيعي أو غير مُكتمل لدماغ الجنين داخل الرحم، وفي الغالب يكون ناجمًا عن أسباب وراثية وبيئية كما تم التنويه لذلك آنفًا، وفيما يأتي لمحة عن الأسباب المُحتمَلة لهذا الاضطراب:[١]

  • الاندماج المُبكّر بين الصفائح العظمية التي تُشكِّل جُمجمة الرضيع والذي بدوره يحدّ أو يمنع دماغ الرضيع من الاستمرار في النمو، وعادةً ما يحتاج الطفل في هذه الحالة إلى تدخّل جراحي في الجمجمة لتصحيح الاندماج العظمي وذلك في حالة لم يكن هناك مشاكل صحية أخرى في الجمجمة تمنع التدخّل الجراحي.
  • أسباب وراثية تتمثّل في شذوذ الكروموسومات مثل متلازمة داون وغيرها من الحالات التي قد تؤدّي إلى صغر حجم الرأس.
  • نقص الأكسجين في مخ الجنين أثناء الحمل؛ حيث قد تؤدي بعض مضاعفات الحمل إلى إضعاف توصيل الأكسجين إلى دماغ الجنين.
  • أسباب بيئية تتمثّل في انتقال عدوى ما من الحامل إلى جنينها أثناء الحمل، ويشمل ذلك داء المقوسات والفيروس المُضخِّم للخلايا والحصبة الألمانية وفيروس جدري الماء وفيروس زيكا.
  • أسباب بيئية أخرى تتمثّل في تعاطي الحامل المخدرات أو الكحول أثناء الحمل.
  • سوء التغذية للحامل فيما ينعكس سلبًا على النمو السليم للجنين.
  • اضطراب الفينيل كيتونيوريا؛ وهو حالة وراثية من حالات الاستقلاب الغذائي البيولوجي يتمثّل بفقدان جسم الجنين القدرة على تحطيم الأحماض الأمينية مما ينعكس سلبًا على نموّه الدماغي.

أعراض صغر حجم الرأس عند الأطفال

إنّ السمة المميزة في اضطراب صغر حجم الرأس هي تضيّق محيط الرأس، وهذا بدوره يُهدّد صحة الطفل وينعكس سلبًا على نوعية حياته واستمرار نموّه في المستقبل، ويمكن أن تتراوح تأثيرات أو مضاعفات صغر الرأس على النمو من خفيفة إلى شديدة، وذلك على النحو الآتي:[٢]

  • المضاعفات أو الأعراض الخفيفة يُمكن أن تشمل تأخّرًا في التحدّث وتعلّم الوقوف أو الجلوس أو المشي وصعوبات في التعلّم بالترافق مع حالات من فرط النشاط المرضي والصراخ بحدّة عالية بين حين وآخر.
  • المضاعفات الشديدة تشمل مشاكل في الحركة والتوازن ومشاكل في الاستقلاب والتغذية وصعوبات في البلع وازدياد خطر فقدان السمع وأمراض في شبكية العين.
  • هناك أيضًا مضاعفات وعلامات بارزة -هي الأكثر تأثيرًا على المستوى الاجتماعي والبيئي- تتمثّل في تشوّهات في شكل الجمجمة وملامح الوجه وقصر في القامة وغيرها.

تشخيص صغر حجم الرأس عند الأطفال

إن تشخيص صغر حجم الرأس ليس بالأمر المُعقّد، فالطبيب يستطيع ملاحظة صغر حجم الرأس من النظرة الأولى في حالة الجنين خارج الرحم؛ أي بعد الولادة، أمّا في حالة الجنين داخل الرحم، فقد يتطلّب التشخيص استخدام الموجات فوق الصوتية لتصوير الثلث الثاني و الثالث لجمجمة الجنين، وفيما يأتي عدّة نقاط هامة حول التشخيص السليم في حالتي الجنين داخل الرحم أو الجنين بعد الولادة:[٢]

  • الفحص البدني عُنصر هام لملاحظة صغر حجم الرأس وذلك لتقييم محيط الرأس ومدى شذوذه عن القياس الطبيعي للمحيط.
  • السؤال عن التاريخ المرضي للعائلة ومعرفة إن كانت هنالك حالات صغر رأس في الأسلاف.
  • مراقبة نمو جمجمة الجنين مع مرور الوقت وذلك من خلال رسم يُفصِّل كُل مرحلة وأخرى ليستطيع الطبيب حساب معدّل النمو وتقييم الحالة من خلال إجراء تصوير بالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي وفحوصات الدم وغيرها.
  • الفحوصات المخبرية -آنفة الذكر- مثل فحص الدم قد تُزوِّد فريق الرعاية الصحية الخاص بحالة الجنين بمعلومات حول وجود أو عدم وجود عدوى في رحم الأم سبّبت هذه التغيّرات الهيكلية في دماغ الجنين.

علاج صغر حجم الرأس عند الأطفال

لا يوجد علاج لاضطراب صغر حجم الرأس عند الأطفال يمكن أن يعيد رأس الطفل إلى الحجم أو الشكل الطبيعي، وغالبية التقنيات العلاجية المُتبَّعة تتمثّل في تقليل التشوهات والإعاقات العصبية المرتبطة بصغر حجم الرأس، حيث تُساعد برامج العناية الطبية والعصبية في مرحلة الطفولة المبكرة -والتي تُقدَّم بواسطة أخصائيين علاج جسديّ ونُطقي- على زيادة القدرات الكلامية وتقليل الخلل الوظيفي الحَركي لدى المرضى، وغالبًا ما يتم استخدام الأدوية للسيطرة على نوبات فرط النشاط العضلي والعصبي، ويجدر التنويه إلى أنّ حالات مرضى صغر حجم الرأس الخفيفة لديهم احتمال في النمو والتطوّر -مع العلاجات سالفة الذكر- وفق معدلات طبيعية وبالتالي تستطيع أدمغتهم الوصول إلى معدلات ذكاء طبيعية كأقرانهم بعد ذلك، ويُجري المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية NINDS أبحاثًا حالية حول اضطراب صغر الرأس، وقد توصّلت أحد هذه الأبحاث من خلال مجموعة من الباحثين إلى علاج يقوم على استبدال الأحماض الأمينية في البنية الجينية لمرضى اضطراب صغر حجم الرأس والذي بدوره يُساعد في تخفيض النوبات العصبية والعضلية وخصوصًا بالذين يترافق لديهم مع اضطراب صغر حجم الرأس اضطرابًا آخر وهو متلازمة التمثيل الغذائي العصبي.[٣]

المراجع[+]

  1. "Microcephaly", www.mayoclinic.org, Retrieved 20-06-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "What to know about microcephaly", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 20-06-2019. Edited.
  3. "Microcephaly", www.medicinenet.com, Retrieved 20-06-2019. Edited.