الوقاية من ارتفاع الضغط عند الأطفا
محتويات
ارتفاع الضغط عند الأطفال
إنّ ارتفاع الضغط عند الأطفال والبالغين يُعد من المشاكل المتزايدة حاليًا في مختلف المجتمعات، وكثيرًا ما يتم تجاهلها من الأطبّاء ومقدّمي الرعاية الصحية، والضغط الدموي الطبيعي للأطفال والبالغين يتم قياسه بناء على العمر والجنس والطول، وهناك جداول مخصصة للأرقام الطبيعية، ويمكن القول بشكل وسطي أن الضغط الشرياني بقياس 120/80 ملم زئبقي كان يُعدّ رقمًا نموذجيًا في السابق، إلّا أنّه يُشخص اليوم عند الأطفال والبالغين على أنّه مرحلة سابقة لمرض ارتفاع الضغط، وهناك العديد من الأسباب التي تقود لارتفاع الضغط، وتُعد الأسباب الثانوية أشيع من الأساسية عند الأطفال الصغار، خصوصًا تلك المتعلقة بالأمراض البرانشيمية الكلوية وأمراض الأوعية الكلوية. [١]
أسباب ارتفاع الضغط عند الأطفال
ترتبط أسباب ارتفاع الضغط عند الأطفال الأصغر سنًّا -أي بعمر أقل من 6 سنوات- بالأمراض الثانوية، كالتشوهات القلبية وأمراض الكلية والحالات الوراثية واضطراب توازن الهرمونات، أمّا فيما يخص الأطفال الأكبر سنًّا، فإنّ ارتفاع التوتر الشرياني لديهم يحدث غالبًا بشكل أولي، وخصوصًا عند كونهم بدينين، وهذا المرض في هذه الحالة يحدث من تلقاء نفسه دون وجود سبب رئيس، ويُدعى بارتفاع الضغط الأساسي، وهناك العديد من عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من فرصة حدوث هذا المرض عند الأطفال، كالعوامل الصحية والوراثية والمتعلقة بطبيعة الحياة. [٢]
عوامل الخطر لارتفاع الضغط الأساسي عند الأطفال
إنّ ارتفاع الضغط الأساسي يحدث من تلقاء نفسه دون سبب واضح، ولذلك فهو يحدث بعد توفّر عوامل الخطر وتآزرها عند الأطفال، خصوصًا عند من هم فوق الست سنوات، حيث تتضمن هذه العوامل في ارتفاع التوتر الشرياني الأساسي ما يأتي:
- البدانة أو زيادة الوزن.
- امتلاك قصة عائلية لارتفاع التوتر الشرياني.
- الإصابة بداء السكري من النمط الثاني أو ارتفاع قيمة السكر الصيامي.
- ارتفاع معدّل الكولسترول.
- تناول كميات كبيرة من الملح بشكل يومي.
- كون الطفل من أصول أفريقية أو إسبانية.
- الذكورة.
- التدخين أو التعرض للتدخين السلبي.
- الخمول وقلّة الحركة.
عوامل الخطر لارتفاع الضغط الثانوي عند الأطفال
إنّ ارتفاع الضغط الثانوي أو ما يُعرف طبيًا باسم Secondary Hypertension يحدث بسبب مشكلة ضمنية ثانوية، وهو أشيع عند الأطفال الأصغر سنًّا، حيث يحدث عادة نتيجة للأسباب الآتية:
- الأمراض الكلوية المزمنة.
- داء الكلية عديدة الكيسات.
- المشاكل القلبية والوعائية، مثل التضيق الشديد للشريان الأبهر.
- المشاكل المتعلقة بالغدتين الكظريتين.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- ورم القواتم Pheochromocytoma، وهو من الأورام النادرة التي تنشأ في الغدة الكظرية وتقوم بإفراز الأدرينالين.
- تضيق الشريان الكلوي.
- المشاكل المتعلقة بالنوم، وخصوصًا توقف التنفس أثناء النوم OSA.
- بعض الأدوية مثل مزيلات الاحتقان والستروئيدات.
- المخدّرات مثل الكوكايين.
أعراض ارتفاع الضغط عند الأطفال
يمكن ألّا يترافق ارتفاع الضغط عند الأطفال بأعراض أو علامات ظاهرية، فهو يُدعى بالقاتل الصامت، ولكن قد يحدث ما يُعرف بهجمة ارتفاع التوتر الشرياني Hypertension Crisis، والتي تعني الارتفاع الشديد والمفاجئ للضغط، والتي تتظاهر بالأعراض الآتية: [٢]
- الصداع.
- الاختلاجات.
- التقيؤ.
- الألم الصدري.
- الإحساس بالخفقان في القلب.
- ضيق التنفس.
وفي كثير من الأحيان، لا يُكشف ارتفاع التوتر الشرياني إلّا من الاختلاطات بعيدة المدى التي تنتج عنه بعد الإصابة لسنوات عديدة، ومن هناك تكمن أهمية المراقبة الدورية للضغط الشرياني واتباع إرشادات الوقاية للتخلص من هذا المرض الخطير، ومن الاختلاطات التي تحدث بسبب ارتفاع التوتر الشرياني ما يأتي:
- الإصابة بالجلطة القلبية أو السكتة الدماغية.
- الإصابة بقصور القلب نتيجة للجهد المزمن الذي على القلب أن يبذله لمقاومة الضغط المرتفع في الشرايين.
- الأمراض الكلوية المزمنة والقصور الكلوي.
علاج ارتفاع الضغط عند الأطفال
عند إصابة الطفل بارتفاع الضغط الشرياني بمرحلة خفيفة أو متوسطة، فإنّ الطبيب غالبًا ما ينصح بالقيام بتعديلات على نمط الحياة، كالحميات الغذائية الصحية والقيام بالتمارين الرياضية، وذلك قبل اللجوء لإعطاء الطفل الأدوية، وعند عدم مساعدة هذه التعديلات في خفض الضغط مع مرور الوقت، فقد توصف الأدوية الخافضة للضغط بدءًا من التراكيز الخفيفة وبحسب بروتوكولات معينة، وتتضمّن الأدوية التي توصف لعلاج ارتفاع الضغط عند الأطفال ما يأتي: [٣]
- المدرات البولية، والتي تساعد في خفض كمية السوائل والماء الموجودة في الدم.
- مثبّطات الإنزيم القالب للإنجيوتنسين، فالأنجيوتنسين هو المادة الكيميائية التي تحرّض زيادة الضغط عبر آليات عدّة، ويمكن عن طريق هذا الدواء أو مجموعة دوائية أخرى تُدعى بحاصرات مستقبلا الأنجيوتنسين II، أن يتم معاكسة فعله الرافع للضغط.
- حاصرات أقنية الكلس، والتي تقوم بإرخاء العضلات الموجودة في جدران الأوعية الدموية.
- ومن الأدوية التي لا يُحبّذ أم يُبدأ بها ما يُعرف بحاصرات بيتا، فهي من الأدوية التي تخفض من معدّل ضربات القلب.
وعند كون ارتفاع الضغط حادثًا بسبب البدانة، فإنّ تناول الأدوية سيصبح غير ضروري حالما يتخلّص الطفل من البدانة التي يملكها، وهو الحل الأمثل بعيدًا عن الأدوية وآثارها الجانبية، ولكن لا يجب تغيير الدواء أو إيقافه من قبل الأهل دون استشارة الطبيب، حيث يعتمد القرار بتغيير الخطة العلاجية على العديد من العوامل والاعتبارات، وعلى الرغم من قلّة المعلومات المتوفرة حول التأثيرات بعيدة المدى الناتجة عن هذه الأدوية، إلّا أنّ معظم أدوية ارتفاع الضغط تُعدّ آمنة.
الوقاية من ارتفاع الضغط عند الأطفال
يمكن مساعدة الطفل في التخلص من ارتفاع الضغط الشرياني عن طريق اتباع خطة الطبيب على أكمل وجه، بالإضافة إلى القيام ببعض الإجراءات الوقائية، والتي تساعد المرضى المشخصين مسبقًا والذي على مستوىً من الخطورة في تطوير هذا المرض، وهذه الإجراءات تتضمن ما يأتي: [٤]
- تحديد الفترات التي يقضيها الطفل وهو يلعب ألعاب الفيديو ويشاهد التلفاز.
- القيام بالتغييرات في الحمية الغذائية والتمارين الرياضية، وجعل هذا الأمر هامًّا على مستوىً عائلي، فجميع من في العائلة سوف يستفيد بالتأكيد من هذه التغييرات الصحية.
- التأكد من الفحص الدوري لضغط الدم، حيث يُنصح بالقيام بقياس لضغط الدم بشكل دوري بدءًا من سنّ الثالثة.
وبالتالي يمكن القول أن الإجراءات التي تقي من ارتفاع ضغط الدم تهدف بشكل أو بآخر للتخلص من البدانة، فهي أساس العديد من الأمراض الخطيرة والمزمنة والصامتة، مثل داء السكري وارتفاع الضغط وآلام المفاصل وغيرها.
المراجع[+]
- ↑ "High Blood Pressure in Children and Adolescents", www.aafp.org, Retrieved 19-06-2019. Edited.
- ^ أ ب "High blood pressure in children", www.mayoclinic.org, Retrieved 19-06-2019. Edited.
- ↑ "High blood pressure in children", www.mayoclinic.org, Retrieved 19-06-2019. Edited.
- ↑ "High Blood Pressure in Children", www.webmd.com, Retrieved 19-06-2019. Edited.