تاريخ دمشق لابن عساكر
ابن عساكر
أبو القاسم عليّ بن الحسن بن هبة الله، الملقّب بابن عساكر الدّمشقي، العلّامة والإمام والحافظ، وُلد سنة 499هـ، جالسَ أبوهُ كبارَ الفقهاء في عصره، وكان أخوه وجدّه لأمّه قاضيَيْن، فهو من بيت علمٍ وفضل، ونشأ على حُبّ العلم، فتلقّاه وألّف فيه، وسمع الحديث، ورحل من أجله، وأوتيَ ذاكرةً حافظة، وذهنًا وقّادًا، فانصرف إلى التّأليف والتّصنيف، وكثُرت تآليفه، وتنوّعت موضوعات كتبه، ولكنّ تاريخ دمشق لابن عساكر يكاد يكون أجلّها وأعظمها شُهرةً، وقد ألّفه على مراحل، ثمّ وكلَ أمرَ تبييضِه إلى ابنِه القاسم.
كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر
كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر كتابٌ قيّم، فوائده لا يعدّها عادٌّ، ولا تحصرها يَدٌ، وقد حَظيَ باهتمام الباحثين حديثًا مثلما حَظيَ بعناية المؤرّخين اختصارًا وتذييلًا، ومنتخبات، وقد اهتمّ مَجْمَع الّلغة العربيّة بدمشق بإخراجه منذ عهد رئيسه الأوّل، الأستاذ محمد كرد علي، لكنّ الصّعوبات حالت دون ذلك، وأبرزها صعوبة الحصول على نسخة واحدة كاملة منه، فكان الحلّ في الّلجوء إلى الاختصارات التي حافظت على صورة بلاد الشّام الحضاريّة في النّسخة الأصليّة، وقد قُسّم إلى قسمين: [١]
- القسم الأوّل: خُصّت به دمشق واسمُها وفضائلُ أهلِها وطيب هوائها وسنة افتتاحها، وشرف الجامع الأمويّ فيها ومساجدها وأنهارها وأبوابها، وذلك بعد الحديث عن اشتقاق اسم التّاريخ، ومبتدئه، والهجرة النّبويّة، وتسمية الأيّام والشّهور.
- القسم الثّاني: تضمّن تاريخ بلاد الشّام على طريقة المُحدّثين، فاعتنى بالخبر والسّند مثلما اعتنوا، فترجمَ للقُوّاد والخلفاء والأمراء والمحدّثين والفقهاء والشّعراء، وفقًا لحروف العربيّة، فبدأ بمن اسمه أحمد قبل من اسمه إبراهيم تبرّكًا بالرّسول الكريم -صلّى الله عليه وسلّم-.
ولم يكن تأليف كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر بالأمر الهيّن، فهو لم يأخذ منه فترة من شبابه أو من كهولته، بلْ رافقه في حياته كلّها، ولم ينتهِ منه إلّا بعد وَهَنَ جسمه، وكَلَّ بصره، وقد كاد ينصرف عن إنجازه لولا أنّ سمعة الكتاب كانت قد طارت إلى ملك دمشق وحلب، نور الدّين محمود، الذي أرسلَ إلى ابن عساكر يقوّي عزيمته، فأنجزه سنة 599هـ. [٢]
قيمة كتاب تاريخ دمشق
ثمانون مُجلّدة في التّراث العلمي التّاريخي العربي هو كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر، لكنّ قيمته لم تأتِ من كونِه كتابًا في تاريخ دمشق، والشّام، أو في تاريخ المدن، فقد سبقه إلى ذلك القشيري في "تاريخ الرّقّة"، وابن نعيم في "تاريخ أصبهان"، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"، بلْ أتت قيمته من كونه قد سبقَ التّواريخ السّابقة في أنّه أوسع مادّةً، وأشمل توجّهًا. [٣]
يقول الأستاذ محمد كُرد عليّ في قيمة الكتاب: "وقد يكون تاريخ دمشق أوسع تواريخ المدن، وهو أيضًا من أوسع المصادر في تراجم الرِّجال، حتى ليجرد منه كتب على حِدة في موضوعات مختلفة، كولاة دمشق مثلًا، وقضاتها، وشعرائها، ومنه يستخرج أحسن تاريخ لِبَني أميّة سكتت معظم التّواريخ عنه، وهو إلى ذلك حوى عدّة كتب مستقلّة، فكلّ طالب يظفر فيه بطلبته، ويجد فيه ما لا يجده في كتاب غيره؛ لأنّ ابن عساكر يمتاز بالتّحرّي، والبسط، والاستقصاء، وتتبُّع النّوادر في سِيَر المُترجَم لهم وأخبارِهم". [٣]المراجع[+]
- ↑ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر.، صفحة 7-8. بتصرّف.
- ↑ "ابن عساكر"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 025-06-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "تعريف بكتاب تاريخ دمشق لابن عساكر."، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 025-06-2019. بتصرّف.