سؤال وجواب

أول خلفاء الدولة العباسية


قيام الدولة العباسية

استند قيام الدولة العباسيّة على دعوة تُبشّر بدولتهم بدأت في عام 99 هـ وانقسمت إلى قسمين أولها دعوة سريّة وثانيها دعوة علنيّة، واتخذت الدعوة العباسيّة مراكز متعددة منها الحُميمة في الأردن والكوفة في بغداد ومنطقة خُراسان، وكان اختيار هذه المراكز مبني على فكر عميق وهذا يتضح من خلال الاختيار لمركز الحُميمة مثلًا في الأردن وهذه المنطقة تقع على طريق الحجّ، وأيضًا اختيار خُراسان كان مبنيًا على تذمر المُقاتلين الأمويين من حُكم الدولة الأمويّة، أمّا الكوفة فكانت على خلاف دائم مع مركز الدولة الأمويّة وذلك لأنهم يعتقدون أن الدولة الأموية ظلمتهم وأهملت مدينتهم، هذه الأسباب إضافةً إلى ضعف الدولة الأمويّة أسهمت في قيام الدولة العباسيّة على يد أول خلفاء الدولة العباسية أبو العباس السفاح.[١]

عصور الدولة العباسية

بدأت عصور الدولة العباسيّة بدعوتها السريّة والعلنيّة، وقد كان محمد بن علي بن عبدالله بن العبّاس مؤسس الدعوة العباسيّة يسكن منطقة الحُميمة في الأردن، وكان لدى العباسيين فكرة تدور في أذهانهم أنهم أحق من بنو أمية في الحُكم وذلك لنسبهم من العبّاس بن عبد المُطلب عمّ الرسول صلّى الله عليهِ وسلّم، وهذه الفكرة كانت من أبرز النقاط التي دعا إليها بني العبّاس[٢]، وقد بدأت هذه الدعوة عام 99 هـ في ثلاث مناطق هي الكوفة وخراسان والحُميمة، واستمرت بشكل سريّ حتى وفاة مؤسس الدعوة العباسية محمد بن علي وقد تسلّم أمور الدعوة العباسيّة إبراهيم بن محمد بن عليّ وانتقلت إلى المرحلة العلنيّة وبدأ الصراع مع بني أميّة في الوقت الذي كانت فيه الدولة الأمويّة تُعاني من انقسامات داخلية وصراعات على الحُكم.[٣]

كان آخر خُلفاء الدولة الأموية هو مروان بن محمد الذي تصدّى للخطر العباسيّ الذي يهدف إلى إسقاط الدولة الأمويّة وهذا ما حصل بالفعل في معركة فاصلة في التاريخ الإسلاميّ والتي كانت بمثابة نقطة تحوّل وانتقال للسلطة من الأسرة الأمويّة إلى الأسرة العباسيّة، وهي معركة الزاب التي اتخذت تسميتها من المنطقة التي حدثت بها، لأنّ الزاب هو عبارة عن نهر حدثت بجواره المعركة واتخذت منهُ التسميّة، وقد خاض عبد الله بن عليّ عمّ الخليفة أبي العباس السفاح أول خلفاء الدولة العباسية هذه المعركة، واستطاع أن يُحقق النصر على الجيش الأمويّ، هذا ما دفع مروان بن محمد من الانسحاب باتجاه مِصر حتى قُتل فيها على يد عبدالله بن عليّ قائد الجيش العباسيّ، وبهذا الحدث انتهت فعليًا الدولة الأمويّة وبدأ عصر الخلافة العباسيّة.[٤]

أول خلفاء الدولة العباسية

أول خلفاء الدولة العباسية هو أبو العبّاس عبد الله بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وُلد في منطقة الحُميمة في الأردن وكانت بيعته كأوّل خليفة عباسيّ في مدينة الكوفة في العِراق عام 132 هـ[٥]، وقد خطب في مسجد الكوفة أول خطبة له في الناس وأكد فيها أساسيات الحُكم الذي سيتم اتباعه من قبل العباسيين وأكد على مبدأ الحُكم المُتبع للشريعة الإسلاميّة وأيضًا رغّب الناس في حُكم آل العبّاس من خلال مبالغ ماليّة خصصها لهم، وكانت الفكرة الرئيسة التي طرحها أبو العبّاس السفاح حقّ العباسيين في حُكم الدولة الإسلاميّة، وذلك لقمع الجور المفروض من قِبل بني أميّة أثناء حكمهم، وكان أوّل عمل قام به أول خلفاء الدولة العباسية عند بدء الدولة هو نقل مركز أبي مُسلم الخُرسانيّ الذي أراد أن يتفرد بحكم خُراسان، ومن أبرز إنجازات أبي جعفر المنصور بناء مدينة بغداد، ويُذكر أنّ أول خلفاء الدولة العباسية لم تمتدّ فترة حكمه أكثر من أربع سنوات على وجه التقريب.

هارون الرشيد

كان هارون الرشيد الطفل المُدلل والذي نشأ بجوّ من الرفاهية التي أضفت عليه نوع من أنواع الانقياد لرأي والدته الخيزران التي كان لها دور سياسيّ هام في عهد هارون الرشيد وعهد أبيه الخليفة المهدي، وقد أراد في لحظة من اللحظات أن يتخلّى عن الخلافة ولكن الخيزران واجهت إرادته بالتشجيع على البقاء في الخلافة، وبالفعل حكم الأمين والمأمون والمؤتمن.

سقوط الدولة العباسية بيد المغول

كان هُناك العديد من الأسباب المؤدية لسقوط الدولة العباسيّة ومن أبرز هذه الأسباب انفصال الأقاليم الإسلاميّة وتفرّد العُنصر التركي في حُكم العديد من المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة العباسيّة، وكان من أبرز هذه الدويلات دولة السلاجقة والدولة البويهية والدولة الخوارزمية، وهذه الدويلات حكمت أراضي الخلافة العباسيّة بطابع عسكريّ وما بقي للخليفة العباسيّ فقط الاسم بلا سلطات حقيقية،[٢] بحيث أصبحت السلطة السياسية للدولة السلجوقيّة بعد قضائهم على البويهيون، وقد برز العديد من السلاطين في الدولة السلجوقية كان منهم السلطان ألب أرسلان المُنتصر في معركة ملاذكرد عام 463 هـ والذي استطاع أن يوسع حدود الدولة السلجوقية فيما بعد.[٩]

الانقسام الذي حلّ في الدولة العباسيّة والضعف الذي تفشّى وحلول الدويلات داخل جسم الدولة العباسيّة، وخطر المغول الذي بات يُهدّد مركز الخلافة العباسية، كل ما ذُكر كان كفيل بسقوط الدولة العباسيّة بيد المغول وذلك لعدم قدرة الدولة العباسيّة على مواجهة المغول وقوتهم البارزة في ذلك الوقت، وكان المُستعصم بالله هو آخر خُلفاء الدولة العباسيّة الذي حاول التصدي للمغول لكنه لم يستطع ذلك الأمر الذي أدى إلى دخول المغول بغداد عام 656 هـ وإسقاطها وتدميرها وحرق مكتبة بيت الحكمة التي حوت أهم المؤلفات، ليبدأ بعد ذلك توجه المغول نحو بلاد الشام للسيطرة عليها.[١٠]

المراجع[+]

  1. د. فاروق عمر فوزي (1998م)، الخلافة العلاسية (الطبعة الأولى)، الأردن - عمان: دار الشروق للنشر والتوزيع، صفحة 15 - 16 - 17 ، جزء الأول. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "عباسيون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2019. بتصرّف.
  3. "نشأة الخلافة العباسيّة"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2019. بتصرّف.
  4. د. فاروق عمر فوزي (1998)، الخلافة العباسية (الطبعة الأولى)، الأردن - عمان: دار الشروق للنشر والتوزيع، صفحة 34 - 35 ، جزء الأول. بتصرّف.
  5. أبي الفضل جلال الدين السيوطي (1998م)، تاريخ الخلفاء (الطبعة الثالثة)، بيروت - لبنان: مؤسسة الكتب الثقافية، صفحة 219. بتصرّف.
  6. د. فاروق عمر فوزي (1998م)، الخلافة العباسية (الطبعة الأولى)، الأردن عمان: دار الشروق للنشر والتوزيع، صفحة 28- 29 - 34 ، جزء الأول. بتصرّف.
  7. "سقوط بغداد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2019. بتصرّف.
  8. د. فاروق عمر فوزي (1998)، الخلافة العباسية (الطبعة الأولى)، الأردن - عمان: دار الشروق للنشر والتوزيع، صفحة 71- 192 - 216، جزء الأول. بتصرّف.
  9. "ألب أرسلان"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2019. بتصرّف.
  10. "سقوط بغداد"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2019. بتصرّف.