سؤال وجواب

مقاصد سورة التوبة


سورة التوبة

هي السورة التاسعة في القرآن الكريم البالغ عدد سوره مائةٌ وأربعة عشر سورة، نزلت في المدينة المنوّرة وعدد آياتها مائةٌ وتسعةٌ وعشرون آية، وهي تقع بين الجزأين العاشر والحادي عشر وتسبقها سورة الأنفال وتليها سورة يونس، تتميز هذه السورة بأنّها السورة الوحيدة التي لا تبتدأ غزوة تبوك وذلك بقوله: {لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤوفٌ رَّحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}[٦]، وفي مضمون هذه الآية إقرارٌ بأنّ الله قد قبل توبتهم وتاب عليهم وغفر لهم وهو ما يُعتبر من أعظم مقاصد سورة التوبة.[٥]

أسباب نزول سورة التوبة

شأن سورة التوبة كأيّ سورة مدنيّة من حيث نزولها، فلكلّ مجموعةٍ من آياتها سبب نزولٍ مستقل، ولكنّها في عموم آياتها تتحدّث عن براءة الله من المشركين والكفار وغضبه عليهم، وإنّ من بعض ما جاء عن أسباب نزول سورة التوبة ما يأتي:[٧]

  • يرجع سبب نزول الآيات الأولى من سورة التوبة إلى أنّ الكفار والمشركين قد نقضوا عهودهم مع النبيّ الكريم وصحابته، كما أنّها كانت بمثابة إعطاء الإذن بقتالهم فكان قوله -تعالى-: {وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ}.[٨]
  • وممّا جاء عن أهل التفسير أنّ المسلمين بعد أن أسروا العباس في معركة بدر كانوا يعيّرونه بقطيعة الرحم ومحاربته رسول الله، فردّ عليهم بقوله: "ما لكم تذكرون مساوينا ولا تذكرون محاسننا" فقال له عليٌّ -رضي الله عنه-: "ألكم محاسن" فقال: "نعم إنا لنعمر المسجد الحرام ونحجب المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام في الأوامر والأحكام التشريعية المفروضة عليهم وفي أدائهم واجباتهم كالصلاة والصيام والزكاة وغيرها، فقد قال -تعالى-: { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[١٤]، وتوضح الآية الكريمة أنّ المساواة بين المؤمنين والمؤمنات كانت أيضًا في جنات النعيم التي وعدهم الله بها جزاء إيمانهم وإحسانهم.[١١].

    لماذا لم تبدأ سورة التوبة بالبسملة

    قال بعض أهل العلم في أمر عدم الابتداء بالبسملة في سورة التوبة بأنّ البسملة هي أمانٌ من الله وأنّ سورة التوبة نزلت بعد غضب الله على المشركين بعد أنّ نقضوا عهدهم مع الرسول وصحابته -رضوان الله عنهم-، ولهذا لم تُذكر البسملة في بدايتها، وقال آخرون أنّ الصحابة الذين تولوا جمع المصحف الشريف لم يتأكدوا ما إذا كانت سورة التوبة وسورة الأنفال التي تسبقها هما سورتان مستقلتان أم أنهما سورة واحدة، فقرروا أن يفصلوا بينهما لكن دون بسملة، وهكذا إن كانتا سورتين منفصلةٌ إحداهما عن الأخرى فقد فصلوهما، وإن كانتا سورةً واحدةً فهم لم يجعلوا بينهما بسملةً تفصلهما، والله -تعالى- أعلم.[١٥]

    المراجع[+]

    1. رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن البراء بن عازب ، الصفحة أو الرقم: 4364، صحيح.
    2. "سورة التوبة"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-06-2019. بتصرّف.
    3. ^ أ ب سورة التوبة، آية: 01.
    4. سورة التوبة، آية: 05.
    5. ^ أ ب "مقاصد سورة التوبة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-06-2019. بتصرّف.
    6. سورة التوبة، آية: 117-118.
    7. " من أسباب النزول.. سورة التوبة"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-06-2019. بتصرّف.
    8. سورة التوبة، آية: 12.
    9. سورة التوبة، آية: 17.
    10. سورة التوبة، آية: 118.
    11. ^ أ ب ت "مقاصد سورة التوبة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-06-2019. بتصرّف.
    12. سورة التوبة، آية: 51.
    13. سورة التوبة، آية: 30.
    14. سورة التوبة، آية: 70-71.
    15. " سبب عدم البداءة في سورة التوبة بالبسملة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-06-2019. بتصرّف.