سؤال وجواب

مقاصد سورة الضحى


سورة الضحى

القرآن الكريم أشرف الكتب وأجلّها، وهو كتابٌ متعبّدٌ بتلاوته، ويتضمن مئة وأربع عشرة سورة، منها سور مكية وأخرى مدنية، وسورة الضحى من سور القرآن الكريم المكية، أي أنها نزلت على النبي محمد -عليه السلام- قبل الهجرة النبوية، وقد نزلت قبل سورة الفجر، وترتيبها في المصحف الشريف السورة الثالثة والتسعون، وتُعدّ من قصار السور، إذ إنّ عدد آياتها إحدى عشرة آية، ويدور محورٍ السورة العام حول محورٍ هام، وهو شخصية الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وتوضح آياتها رعاية الله تعالى لنبيّه، وكيف أنّ الله أيّده بنصره في الشدائد ولم يتركه أبدًا، وأنه سيكون معه دومًا، وفي هذا المقال سيتم ذكر مقاصد سورة الضحى.

سبب تسمية سورة الضحى

سورة الضحى مثلها مثل جميع سور القرآن الكريم، إذ لم يرد أي حديث شريف يدلّ على تسميتها، وإنما سُميت بسورة الضحى لأنها تبدأ بكلمة الضحى، إذ يُقسم الله تعالى بالضحى في أول آية فيها، وذلك في قوله تعالى: {وَالضُّحَى}،[١]وتمت تسمية جميع السور بهذه الطريقة بناءً على اجتهاد الصحابة -رضوان الله عليهم-، فبعض الصور سُميت بناءً على الموضوع العام الذي تتحدث عنه مثل: سورة البقرة، وسورة الأنبياء، وغيرها، ومنها ما سُميت بحسب ما بدأت به مثل: سورة ص جبريل -عليه السلام- أبطأ عليه وغاب، وهذا دعا المشركين يقولون: "محمد قلاه ربّه وودعه"، فأنزل الله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}،[٣]وفي رواية ثانية أن الوحي لم يعد يأتٍ على الرسول -عليه السلام- واحتبس عنه، فقالت بعض نسوة المشركين: "ما أرى صاحبك إلا قد قلاك" فأنزل الله تعالى سورة الضحى، وقيل أن النبي -عليه السلام- اشتكى من الإصابة بالمرض، فلن يقم ليلتين أو ثلاث ليالٍ، فجاءت إليه امرأة من المشركين وقالت له: "ما أرى شيطانك إلا تركك لم نره قربك منذ ليلتين أو ثلاثًا، فأنزل الله تعالى: {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى}،[٧][٨]

فضل سورة الضحى

للقرآن الكريم وجميع سوره فضلٌ كبير، وفضل سورة الضحى أنّ في آياتها طمأنةٌ للنبي -عليه الصلاة والسلام- وتخفيفًا عنه، كما أنّها تُبيّن كرم الله تعالى ولطفه في الشدائد، وكيف أن الله لم يتخلّ عن نبيه الآن مثلما لم يتكره في وقت الشدائد، وأن فتور الوحي عنه ليس هجرانًا من الله للنبي، وإنما هو يُشبه ظاهرتي الضحى والليل إذا سجى، فالليل عندما يكون في أوج سجاه يأتي بعده وقت الضحى، وفي هذا حكمة رائعة وعظيمة، وهي أن النبي -عليه السلام- لا يأتٍ بأيّ آية من عنده، ومن فوائدها أيضًا أنها تلفت نظر النبي -عليه السلام- والمسلمين والتابعين إلى لطف الله الخفي بعباده وكيف أنه أصلح دين نبيّه ورعاه ومنعه من الضلال وهداه لآخرته، وفي نهاية السورة توجيه للمؤمنين بعدم قهر اليتيم، وذكر نعم الله والحديث عنها، لأن الحديث عن النعم يوقظ القلب، ومن فضلها أيضًا أنها تلفت نظر المؤمن إلى أنّ الله تعالى يُنقذ عبده دومًا ويهديه ويمنعه من الضلال.[٤]

المراجع[+]

  1. سورة الضحى، آية: 1.
  2. "سبب تسمية سور القرآن بما عليه الآن"، www.binbaz.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سورة الضحى، آية: 3.
  4. ^ أ ب "دلالات تربوية على سورة الضحى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
  5. سورة الضحى، آية: 6- 7- 8.
  6. "هدايات سورة الضحى"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جندب بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 4950، صحيح.
  8. "سبب نزول سورة الضحى"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-06-2019. بتصرّف.