سؤال وجواب

أسباب زيادة وزن الرضيع غير الطبيعي


زيادة الوزن والبدانة

عند الحديث عن البدانة أو زيادة الوزن، فإنّ أغلب الأشخاص يعتقد البدانة أنّها الزيادة المفرطة في الوزن أكثر من الحدّ الطبيعي بعدّة عشرات من الكيلوجرامات، ولكنّ هذا الأمر لا يُعدّ صحيحًا، فزيادة الوزن والبدانة يتمّ تحديدها عن طريق مشعر كتلة الجسم BMI، والذي يملك معادلة خاصّة يستطيع الشخص من خلالها تحديد طبيعة وزنه بناء على الطول والوزن فقط، وأيّ قيمة تزيد عن 25 في مشعر كتلة الجسم تُعدّ غير طبيعية، وتُسمّى بزيادة الوزن حتّى القيمة 29، بينما تُدعى القيم أعلى من 30 بالبدانة، ولذلك مشعرات ودرجات خاصة، وقد تحدث البدانة عند الأطفال الصغار منذ سنّ الرضاعة، ولذلك سيتم الحديث عن أسباب زيادة وزن الرضيع غير الطبيعية وكيفية تشخيصها والتعامل معها.

أسباب زيادة وزن الرضيع غير الطبيعية

إنّ جميع مناحي الحياة المحيطة بالطفل وولادته والمستوى الاجتماعي للأهل يمكن أن تكون من أسباب زيادة وزن الرضيع، ويمكن ربطها بشكل أو بآخر بهذه المشكلة الحقيقية، فخلال الحمل، يمكن للسكّري الحملي -وهو نوع من أنواع السكّري يحصل فقط في فترات الحمل وغالبًا ما يزول بعده- أن يؤدّي إلى زيادة وزن الرضيع وولادته بوزن يزيد عن الحدّ الأعلى الطبيعي -والمقدّر بأربعة كيلوجرامات-، وهو بذلك يحمل معدّلًا أعلى لتطوير البدانة من غيره في المستقبل. كما إنّ اختيار الأطعمة الصحّية للرضّع والأطفال الصغار يمكن أن يكون ذا أهمّية كبيرة، فتقديم المأكولات عالية السعرات الحرارية وعالية الدهون والسكّريات والأملاح يمكن أن تكون المفتاح الذي يقود للبدانة عند هذا الطفل، ولذلك على الأهل الحذر من هذا الأمر وأخذه على محمل الجدّ. وربّما يقود الجهل حول التغذية الطبيعية للطفل الرضيع وعدم توفّر المواد الطعامية الملائمة لحياته وعمره إلى البدانة في المستقبل، كما أنّ الإعلانات الهائلة حول الأطعمة عالية السعرات الحرارية للأطفال قد لعبت دورًا كبيرًا في زيادة نسبة البدانة، كما أنّ الاعتقادات الخاطئة من قبل الأهل والمجتمع يمكن أن تفاقم من المشكلة، حيث يعتقد الكثير من الأهل أنّ الطفل البدين والذي يملك كمّية كبيرة من الدهون في جسده يُعدّ طفلًا صحّيًا أكثر من الطفل صاحب الوزن والشكل الطبيعيّين، ممّا يزيد من رغبة الأهل في إطعام الطفل فوق حاجته.
وبالإضافة إلى ذلك، يوفّر العالم الحديث الإلكتروني والمُيسّر حياة خاملة تنقص من الفعالية الجسدية للأهل والأطفال، وتنقص من اللّعب الصحي الطبيعي للأطفال، وهذا ما يزيد من البدانة التي تزيد من الخمول بدورها، فيدخل الطفل في حلقة مفرغة من البدانة والخمول تقود إلى المزيد من كلا الأمرين، مع ما يرافقهما من مشاكل وأمراض خطيرة على المدى البعيد. [١]

الخطأ في تقدير وزن الطفل

يشير بعض العلماء في طبّ الأطفال والتغذية إلى أنّ السبب الرئيس لحدوث زيادة وزن الرضيع هي بسوء تقدير الأهل لوزن الطفل، واعتبار وزنه أمرًا طبيعيًا، أو تقديره بشكل خاطئ يُنقص من وزنه الحقيقي، ويمكن القول أنّ الأهل الذين لا يستطيعون تقدير أو تحديد بدانة أطفالهم، لا يملكون القدرة على القيام بإجراءات الوقاية من هذه البدانة، إلّا عند تدارك المشكلة والعمل عليها بعيدًا عن معتقدات المجتمع، حيث يجب البدء بالتخلص من البدانة فور تشخيصها، وذلك حتّى عند كون الرضيع في أوّل مراحل حياته، إلّا عند كونه يعاني من مشكلة مرضيّة تستدعي نصائح مخالفة من قبل الطبيب المشرف. ويمكن البدء من تحديد مشعر كتلة الجسم BMI عند الطفل، حيث يمكن القيام بذلك عن طريق تقسيم وزن الطفل بالكيلوجرام على مربّع طوله بالمتر، وعلى سبيل المثال، عند كون الطفل بعمر 4 أشهر بوزن 10 كيلوجرام وطول 60 سنتمتر -أي 0.6 متر-، يمكن حساب مشعر كتلة الجسم لديه عن طريق المعادلة الآتية:

  • 10 / (0.60*0.6) ، وهذا يساوي: 27.7، أي أنّه أعلى من الحدّ الطبيعي.

ولتحديد هذه القيم ودراستها بشكل أفضل، يُفضل زيارة طبيب الأطفال الذي يستطيع تأكيد البدانة مع تحديد الخطة الأمثل للتخلص منها، ويمكن القول أنّ أيّ قيمة أعلى من المستوى المئوي 85 تُعدّ أمرًا يجب الاهتمام به، والمستوى المئوي 85 يعني أنّ الطفل يزيد وزنه عن 85% من الأطفال الذين في نفس العمر، وينقص وزنه عن 15% فقط من الأطفال في نفس العمر. [٢]

المشاكل الناتجة عن زيادة وزن الرضيع

يُقدّر عدد الأطفال الذين يعانون من البدانة بين سنّ الولادة وعمر الخمس سنوات بحوالي 41 مليون طفل في عام 2016، ومعظم هؤلاء يعيشون في البلدان النامية، وعند استمرار تفاقم هذه المشكلة وزيادتها، فإنّه من المتوقع وصول الأطفال البدينين لما يقارب 70 مليون حول العالم بحلول عام 2025.
ولا يمكن ترك هذه النسبة بتزايد مستمر، فالرضّع البدينون غالبًا ما سيستمرّون بالبدانة بعد نهاية فترة الإرضاع، وحتّى بعد البلوغ، والبدانة من أوسع وأكبر المشاكل الصحية على الإطلاق، فهي تزيد من نسبة حدوث الكثير من الأمراض الخطيرة على مستوى القلب والشرايين، كما ترفع من نسبة الإصابة بداء السكّري وتزيد من المشاكل المفصلية وغير ذلك. [١]

نصائح للأم التي تملك رضيعًا بدينًا

على الأم التي تملك رضيعًا يعاني من البدانة أو زيادة الوزن القيام بتغييرات جذرية في الحمية الغذائية التي يتناولها، فالبدانة من المشاكل الخطيرة للغاية والتي لا يمكن تحديد أثرها على المدى القريب، ومن النصائح التي يمكن أن تتّبعها الأمّهات في فترة الحمل وما بعده ما يأتي: [٣]

  • مراقبة الوزن أثناء الحمل: حيث يمكن لزيادة الوزن أن تزيد من نسبة تعرّض الطفل للوزن الزائد بعد الولادة، فكلّما زاد وزن الطفل حديث الولادة زادت نسبة تعرّضه للبدانة لاحقًا.
  • القيام بالإرضاع الطبيعي: حيث يمثّل حليب الأم الغذاء الأمثل للرضيع، بالإضافة إلى تخفيف المأكولات والمشروبات الحلوة والتي تحوي على السعرات الحرارية بنسب عالية.
  • تخفيف بكاء الطفل عن طريق القيام بطرق جديدة: أي عدم القيام بالإرضاع مباشرة عند بكاء الطفل، حيث يمكن للأم تغيير وضعيته أو تغيير لباسه لتخفيف هياجه بدلًا من إرضاعه عند عدم وجود داعٍ.
  • تخفيف استخدام الأجهزة الالكترونية: أي التلفاز والهاتف النقال والحاسب وغيرها، حيث توصي الجمعية الأمريكية لطبّ الأطفال بمنع تعريض الأطفال دون عمر السنتين لهذه الأجهزة بالمطلق، فزيادة تعرّضه لها تزيد من فرصة حدوث البدانة لديه.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب "Facts and figures on childhood obesity", www.who.int, Retrieved 22-06-2019. Edited.
  2. "Many Moms Don’t Know Their Babies Are Overweight", www.webmd.com, Retrieved 22-06-2019. Edited.
  3. "How can I tell if my baby's weight is cause for concern?", www.mayoclinic.org, Retrieved 22-06-2019. Edited.