سؤال وجواب

لماذا سميت الدولة الأموية بهذا الا


الدولة الأموية

بعدَ التحاق الرسول -عليه الصلاة والسلام- بالرّفيق الأعلى، بُويع أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- خليفةً للمسلمين حتى وفاته، ثم تبعه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ثم عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وبعد مقتله انتهت الخلافة إلى علي بن أبي طالب -رضي الله-، وبهذا انتهى عهد الخلافة الراشدية بهؤلاء الخلفاء الأربعة، وقامت بعدها الكثير من الأحداث بين المسلمين، ونتج عنها قيام الدولة الأموية، ومع قيام الدولة الأموية دخلت الدولة الإسلامية في عصرٍ جديدٍ ومختلف وأكثر تعقيدًا، نظرًا لتوسع الدولة الإسلامية جغرافيًا، وتطورها اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا، ولكثرة الأجناس والأعراق التي دخلت إلى الإسلام، وفي هذا المقال سيتم توضيح لماذا سميت الدولة الأموية بهذا الاسم.

لماذ سميت الدولة الأموية بهذا الاسم

يتساءل كثيرٌ من الناس: لماذا سميت الدولة الأموية بهذا الاسم، والسبب في ذلك يعود إلى أنّ مؤسس الدولة الأموية وجميع خلفائها هم من بني أمية، وجدّهم الأكبر أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة، وبنو أمية من كبراء قريش وساداتها، وهم أقارب مع الرسول -عليه الصلاة والسلام- ومن المعروف أنّ بني أمية قد تاخر غالبيتهم في الدخول في الإسلام، ودخلوه بعد معاوية بن أبي سفيان، وقد كان الأمويون يُعدّون لتأسيس الدولة الأموية منذ وقتٍ طويل، ويُهيئون الاجواء لذلك، خصوصًا أنّ معاوية بن أبي سفيان كان واليًا على بلاد الشام، وذلك في عام ستمئة وسبعة وخمسين ميلادية، حيث ولّاه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وبعد مقتل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، ذهبت الولاية إلى ابنه الحسن.[١]

ثمّ حصلت بعض الفتن بين المسلمين فتنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية، وذلك بعد اتفاق على أن تذهب الخلافة للحسن بعد موت معاوية، لكن توفي الحسن بن علي قبل معاوية، فذهبت الخلافة إلى أبناء أبي سفيان، وبعد وفاة معاوية الثاني بن يزيد بن معاوية، نادى عبد الله بن الزبير بنفسه خليفةً للمسلمين، خصوصًا أن معاوية الثاني لم يُسمّ وليًا للعهد من بعده، فقامت فتنة ثانية بين المسلمين، وبعدها أصبحت الخلافة لعبد الملك بن مروان، وظلت الخلافة من نسله حتى سقوط الدولة الأموية.[١]

عاصمة الدولة الأموية

عاصمة الدولة الأموية هي دمشق، حيث ظلت دمشق عاصمة الخلافة الأموية منذ تأسيس الدولة الأموية حتّى سقوطها، وقد تطورت دمشق وازدهرت جدًا في عهد الخلافة الأموية، وامتدّت حدود الدولة الأموية منها إلى مختلف بلاد العالم، وذاع صيت دمشق بوصفها عاصمة الخلافة، وقد أنشأ الأمويون فيها المساجد والمتاحف والعديد من معالم الأموية المهمة التي تظهر فيها معالم الفنون الإسلامية البارزة، ومن أهم هذه المعالم المسحد الأموي في دمشق.[٢]

بناء المدن في العصر الأموي

اهتم الخلفاء الأمويون ببناء المدن الإسلامية في مختلف بقاع الدولة الأموية، حيث تميّز عصر الخلافة الأموية بالتطور العمراني والحضاري المتيز الذي ظهر في المدن المستحدثة، وقد كان السبب في بناء هذه المدن الحاجة إلى التوسع في المناطق الحضرية لتكون مراكز حضارية مرموقة، ومن أهم المدن في العصر الأموي ما يأتي:[٣]

  • مدينة القيروان: بناها عقبة بن نافع الفهري بأمرٍ من الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- في عام خمسة وخمسين من الهجرة، وذلك عندما كان عقبة واليًا على بلاد المغرب، وكان المدينة نقطة لانطلاق الدعوة الإسلامية إلى مختلف البقاع.
  • مدينة واسط: تقع مدينة واسط ما بين البصرة والكوفة في العراق، وبناها الحجاج بن يوسف الثقفي في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، وكان يُطلق عليها اسم "واسط المصرين"، أي البصرة والكوفة، وكان بناؤها في عام ثلاثة وثمانين أو أربعة وثمانين من الهجرة.
  • مدينة الرَّملة في فلسطين: بناها سليمان بن عبد الملك عندما كان واليًا على فلسطين في عهد أخيه الوليد بن عبد الملك، وأول ما بنى فيها قصره، فأصبح الناس يبنون حوله.
  • مدينة الرصافة في سوريا: بناها الخليفة هشام بن عبد الملك، وتتميز بخصوبة تربتها وطيب هوائها، كما انها قريبة من نهر الفرات.
  • مدينة حلْوان في مصر: بناها عبد العزيز بن مروان في عهد أخيه عبد الملك بن مروان، واتخذ منها مقرًا لإقامته.
  • مدينة تونس: بناها حسان بن نعمان العباسي في خلافة عبد الملك بن مروان، حيث قامت المدينة على أنقاض إحدى المدن الرومانية القديمة.
  • مدن في بلاد السند: بُنيت في بلاد السند العديد من المدن في عهد الخلافة الأموية ومن أبرزها: مدينة المنصورة التي بناها الحكم بن عوانه الكلبي، ومدينة المحفوظة التي بناها عمرو بن محمد بن القاسم الثقفي.

سقوط الدولة الأموية

بعد أن بلغت الدولة الأموية أوج ازدهارها وتقدمها وزيادة الفتوحات الإسلامية وامتدادها شرقًا وغربًا، بدأت بالتراجع شيئًا فشيئًا؛ بسبب بعض الفتن والثورات التي قامت في مختلف أرجاء الدولة، حتى ضعفت الدولة وبدأت أركانها بالتهدم، وسقطت الدولة الأموية أخيرًا في يد العباسيين الذين أقاموا الدولة العباسية على أنقاض الدولة الأموية، وسقوط الدولة الأموية كان في عام مئة واثنين وثلاثين من الهجرة.[١]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت ث "أمويون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.
  2. "دولة بني أمية"، www.al-hakawati.la.utexas.edu، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.
  3. "بناء المدن في العصر الأموي"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-07-2019. بتصرّف.