مواقف من حياة التابعين

خير القرون
قال -صلى الله عليه وسلم-: "خَيْرُ أُمَّتي قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ"،[١] وقد اختلف العلماء في تفسير المراد بالقرن على أقوال عدة من أبرزها، أن المراد بخير القرون هم صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والذين يلونهم هم أبناؤهم، ومنهم من اعتبر القرن مدة زمنية محددة، بينما عدّ القسم الآخر أن خير القرون هم صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم التابعين ثم أتباع التابعين، ولعل هذا القول هو أصح الأقوال وأقربها للصواب، وفي هذا المقال سيكون الحديث عن معنى لفظ التابعي، وسرد عدّة مواقف من حياة التابعين.[٢]
من هو التابعي
إن مصطلح الصحابي يُطلق على: من لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وآمن به ومات على ذلك، أما مصطلح التابعي فيدل على من جاء بعد عصر النبوة فلم يلقَ الرسول الكريم وإنما لقي أصحابه -رضوان الله عليهم أجمعين- مثل سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير -رحمهم الله تعالى-، ويدخل في دائرة التابعي من عاصر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وآمن به ولكنه لم يلقه مثل أويس القرني رحمه الله، أما أتباع التابعين فهم الذين جاؤوا بعد عصر الصحابة ولم يلتقوا بهم وإنما عاصروا التابعين وعاشوا معهم ومنهم سفيان الثوري والأوزاعي -رضي الله عنهم وأرضاهم-، والفقرة الآتية مخصصة للحديث عن مواقف من حياة التابعين.[٣]
مواقف من حياة التابعين
إن عصر التابعين هو من خير العصور وأفضلها كما تقدّم، وقد اشتمل هذا العصر على العديد من المواقف والعبر التي يقف الإنسان أمامها مذهولًا مشدوهًا من عظمة أصحابها ونُبل أخلاقهم، ولا عجب في ذلك فهم الجيل الذي تربى على يد أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، وستتناول هذه الفقرة عدة مواقف من حياة التابعين تكون خير شاهد ودليل على ما سبق ومن هذه المواقف ما يأتي:
- قدم التابعي الجليل عروة بن الزبير إلى الشام وفي طريقه إليها أصابه مرض في رجله أدى إلى تأكلها، فاستدعى له عبد الملك بن مروان أفضل الأطباء لمعالجته وتخليصه مما أصابه، إلا أنهم قد أجمعوا على ضرورة بتر الرجل كي لا ينتشر المرض إلى باقي أعضاء الجسم، وعزموا أن يسقوه شرابًا يُذهب العقل كي لا يشعر بالألم عند القطع ولكنه -رضي الله عنه- رفض ذلك وأشار عليهم بأن يقطعوها وهو يصلي وكان ذلك، فلم يرتجف عروة ولم يختلج وإنما بقي صابرًا قويًا يتلقى قدر الله بقلب واثق ونفسٍ صابرة.[٤]
- دخل رجل على عبد الله بن المبارك -رحمه الله- فوجد في وجهه أثر الضر، وعندما خرج أرسل له ابن المبارك أربعة آلاف درهم، وفي هذا دلالة كبير على سماحة نفسه وسعة عطائه ورأفته بالناس واهتمامه بهم.[٥]
- ذكر العلماء أن ناسًا في المدينة كانوا لا يعلمون من أين يأتيهم قوتهم، فلما مات علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -رحمه الله- فقدوا ما كانوا يجدون، فهذا طرف يسير جدًا في مواقف من حياة التابعين وآثارهم، فالكتب مليئة بالكثير الكثير من مثل هذه المواقف والدروس المعبرة عن فضل التابعين وعظيم أخلاقهم -رضي الله عنهم أجمعين-.[٥]
المراجع[+]
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 3650، صحيح.
- ↑ "المراد بالقرون الثلاثة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "من هم التابعون ؟ ومن هم أتباع التابعين ؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 25-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "قصة عروة بن الزبير"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-06-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "من قصص أغنياء التابعين ومن بعدهم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-06-2019. بتصرّف.