عاصمة مملكة بلقيس
مملكة سبأ
مع وجود حضارات قديمة زالت، وما زالت آثارها شاهدة عليها كانت عاصمة مملكة بلقيس ومملكتها مملكة سبأ تقف في المقدمة؛ لما لها من حضور ووجود قوي في سياستها ونموّها الاقتصاديّ الزاخر، وفنها العمراني والزراعي والهندسي، وكانت بلقيس هي أشهر من حكمها، بل من أكثر الشخصيات شهرة في التاريخ القديم، التي كانت في بادئ الأمر مرفوضة من قبل شعبها بأن تحكمهم امرأة فأجابت على سؤالهم الاستنكاري هذا بحنكتها وذكائها الفائق، ويظهر ذكاؤها الاقتصادي وترفها بما كانت تملكه من حليّ وياقوت وجواهر وزمرد، وحتى بالهدية التي قد أرسلتها إلى النبي سليمان -عليه السلام- وسيأتي ذكرها في بقية المقال.
عاصمة مملكة بلقيس
يرجح في التاريخ أن نشأة المملكة كانت في القرن الثامن قبل الميلاد إلى بعد الميلاد بعدة قرون، واقتصرت في البداية على عاصمتها مأرب، ولكنّ المملكة توسعت في عهد الملك كرب أيل حوالي عام 700 ـ 680 قبل الميلاد، لتشمل كل المناطق الغربية من اليمن.[١]، وتميّز السبئيون بفنونهم الهندسيّة، وظهر ذلك جليًّا في سد مأرب الذي بني بأعلى درجات الدقة والمهارة باقتطاع حجارته من الجبال وبوضع قضبان من الحديد والرصاص لمقاومة الزلازل، وكان السدّ يحبس ماءً كثيرًا يكفي لريِّ ما يقارب مساحة 98000 كم مربع من الأرض، وقد اختلف العلماء حول وقت بناء سد مأرب الشهير بين القرن العاشر والثامن قبل الميلاد. وكان بناء سد مأرب سببًا في رفع صيت الملكة بلقيس، حتّى قصر بلقيس الذي كان ينزل عليها سليمان -عليه السلام- فيه، وكان لمناخ مأرب وما حولها فضل كبير على تقدمها الزراعيّ.[٢]
مأرب في القرآن الكريم
يرتبط الكلام عن سبأ ارتباطًا وثيقًا في القرآن الكريم، إذ قد ورد ذكره في القرآن الكريم بل سميت سورة كاملة بِـ "سورة سبأ" وقد ورد ذكر قصة سيدنا سليمان -عليه السلام- مع الملكة التي لم يذكر اسمها في القرآن بل ركز على القصة ومجرياتها، ومختصر القصة على النحو الآتي:
- كان النبي سليمان -عليه السلام- قد أوتي ملكًا لم يكن لأحد من بعده استجابة لدعوته: "قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعدي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ"، وكان فاهمًا للغة الحيوانات، فتفقد الطيور ولم يجد الهدهد فتوعده بعذاب إذا لم يأته بخبر مهم، فأتاه الهدهد قائلًا له عن قوم تحكمهم امرأة ويعبدون الشمس، ويقصد بذلك عاصمة مملكة بلقيس فنجى الهدهد من الموت.[٢]
- فبعث لهم برسالة نصها: "إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ* أَلاَّ تَعْلُواْ عَليَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ" فاستشارت بلقيس وزراءها واستقروا على أن يبعثوا إليه بهدية فينظروا رده، فلم يرض بأخذ الهدايا وتركهم على الشرك فما هو عنده من الملك من الله والدين هو خير من هديتهم، فأراد قتالهم فأتوا إليه طائعين.[٣]
- ولما كانت بلقيس في طريقها للنبي سليمان -عليه السلام- أتى بعرشها بسرعة أقل من رد الطرف من عاصمة مملكة بلقيس إلى الأرض المقدسة، وفي ذلك بيان على صدق نبوته وإظهار لبلقيس عظمة الدين الذي يدعو إليه، فلما وصلت وجدت صرحًا فحسبته ماء فكشفت عن ساقيها فقيل لها ذلك من الزجاج، فلمّا تيقنت من عظمة الخالق تركت عبادة الشمس، وأسلمت مع سليمان لله ربّ العالمين.[٤]
المراجع[+]
- ↑ نواف أحمد عبد الرحمن (2015)، تاريخ العرب قبل الإسلام (الطبعة الأولى)، الأردن: الجنادرية، صفحة 54. بتصرّف.
- ^ أ ب "بلقيس ملكة سبأ"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 9ـ7ـ2019. بتصرّف.
- ↑ محمد هشام الشربيني (01-01-2016)، المخابرات في الإسلام (الطبعة الأولى)، عمان: المنهل، صفحة 56. بتصرّف.
- ↑ "بلقيس والهدهد وسليمان"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 9ـ7ـ2019. بتصرّف.